صلاة الجماعة
تُعدُّ الصلاة فريضة عظيمة من الفرائض التي فرضها الله -عزّ وجلّ- على عباده المسلمين، فهي أول ركن منأركان الإسلام وبها أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[١] فهي واجبة على كل مسلم ومسلمة بأوقاتها المخصوصة، ومما يضاعف أجر الصلاة صلاة العبد في جماعة قال رسول الله -صلّى الله علّيه وسلّم- في حديث ابن عمر: "صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً"،[٢] فكان لِزامًا على المسلمين المواظبة على صلاة الجماعة في المسجد لا سيما صلاة الفجر وصلاة العشاء بدليل حديث رسول الله حيث قال: "مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةِِ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةِِ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ"،[٣] فالأجر يتضاعف مع كل خطوة يخطوها العبد إلى المسجد لتوصله إلى الدرجات العُلى من الجنَّة، لكن ما حكم صلاة الجماعة للنساء وما شروطها، هذا ما سيطرح في هذا المقال.[٤]
حكم صلاة الجماعة للنساء
إنّ أجر صلاة الجماعة ضاعف بسبع وعشرين درجة وهذا مما يزيد من فضلها وأهميتها، فعندها يتبادر إلى الذهن سؤال ما حكم صلاة الجماعة للنساء؟ وهل فرضت على الرجال دون النساء؟ اختلف الفقهاء في هذه المسألة؛ فذهب الشافعية والحنابلة إلى أنّه يُسنُّ للنساء صلاة الجماعة منفردات سواء أمهنَّ رجل أم امرأة، وذهب الحنفية إلى كراهية صلاة الجماعة للنساء وكانت علّتهم حصول الفتنة بين الرجال والنساء عند الذهاب إلى المسجد، وأمّا المالكية فذهبوا إلى أنّه يُسنُّ للنساء صلاة الجماعة على أنْ يأمهنَّ رجل، ولا تشرع صلاتهم جماعة بإمامة امرأة، وعلى الراجح استحباب وصحة صلاة الجماعة للنساء سواء بإمامة الرجل أو بصلاة النساء منفردات بإمامة امرأة، ووجه الاستدلال في ذلك؛ أنَّ النساء كانت تشهد مع رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- الصلاة بدليل حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: "إنْ كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٍ بمُرُوطِهِنَّ، ما يُعْرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ"،[٥] ومنها ما ورد بروايةِِ عن رسول الله أنّه أمر أم ورقة أنْ تؤم أهل دارها، وعلى ذلك يجوز للمرأة حضور صلاة الجماعة إنْ أمنت الفتنة.[٦]
شروط صلاة الجماعة للنساء
استحب العلماء صلاة الجماعة للنساء في بيتها أو في بيوت الله، على الرغم من أفضلية صلاة المرأة في بيتها لعظَيم الأجر والثواب، قال رسول الله: "صلاةُ المرأةِ في بيتِها أفضلُ من صلاتِها في حُجرتِها وصلاتُها في مَخدعِها أفضَلُ مِن صلاتِها في بيتِها"،[٧] ولذلك وردت شروط لصلاة الجماعة للنساء وهي كالآتي:
- الالتزام بآداب الخروج من البيت؛ كعدم التطيب والزينة.[٨]
- أخذ إذن الخروج من زوجها لصلاة الجماعة.[٩]
- إنْ صلت المرأة مع الإمام فعليها أنْ تقف خلف صفوف الرجال، ولو كانت لوحدها.[١٠]
- إنْ صلت مع نساء منفردات فإنها تقف وسطهنَّ ولا تتقدم للصف الأول وإن كانت واحدة فتقف على يمينها، وعليه تكون الإمامة للمتقنة للتلاوة والعالمة بأحكام الشرعية [١١][١٢]
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية:103
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:645، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:656، صحيح.
- ↑ "فضل صلاة الجماعة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:867، حديث صحيح.
- ↑ "حكم صلاة الجماعة للنساء"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-15. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:5074، صحيح.
- ↑ "كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية"، al-maktaba.org، 2020-06-02. بتصرّف.
- ↑ "كتاب فتاوى يسألونك"، al-maktaba.org، 2020-06-02. بتصرّف.
- ↑ "حكم إمامة المرأة"، www.islamweb.net، 2020-06-02. بتصرّف.
- ↑ "حكم إمامة المرأة"، www.islamweb.net، 2020-06-02. بتصرّف.
- ↑ "هل يجوز للمرأة أن تؤم النساء؟ وأين تقف؟"، binbaz.org.sa، 2020-06-02. بتصرّف.