شروط عمل المصدر

كتابة:
شروط عمل المصدر

شروط عمل المصدر

كيف يمكن أن يعمل المصدر عمل الفعل؟

يعمل المصدر عمل فعله سواء أكان هذا الفعل لازمًا أم متعديًا، فإن كان فعله لازمًا أخذ المصدر فاعلًا، وإن كان متعديًا أخذ المصدر مفعولًا به، وذلك بشروط في المصدر هي:[١]

  • أن يكون نائبًا عن فعله المحذوف.
  • صحة حلول فعله محله مسبوقًا بأن المصدرية.
  • ألا يكون مصغرًا.
  • ألا يكون مضمرًا.
  • ألا يكون محدودًا بتاء الوحدة.
  • ألا يكون موصوفًا قبل العمل.
  • ألا يكون مفصولًا عن معموله بأجنبي.
  • ألا يتأخر المصدر عن معموله.
  • ألا يكون محذوفًا أو مثنى أو جمعًا.


أن يكون نائبًا عن فعله المحذوف

متى يعمل المصدر عمل فعله المحذوف؟

وذلك بأن يكون المصدر قد أخذ مكان فعله وحلّ محلّه في اللفظ والعمل، وذلك على نحو قولهم: "صبرًا آل ياسرٍ"[٢]، فإنّ المصدر "صبرًا" قد حلّ محلّ فعله "اصبروا"، وإعراب المثال الأول:[١]


  • صبرًا: نائب مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
  • آل: مفعول به للمصدر "صبرًا" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.


صحة حلول فعله محله مسبوقًا بأن المصدرية

كيف يمكن معرفة إذا ما كان المصدر يصلح للعمل محلّ فعله أو لا؟

وذلك بأن يمكن استبدال المصدر الصّريح للفعل بالمصدر المؤوَّل له من أن والفعل المضارع للمصدر، وذلك على نحو قولهم: يسرّني فهمك الدرس، فإنّ المصدر "فهمك" يمكن استبداله بأن الناصبة والفعل المضارع منه، فتصبح الجملة: يسرّني أن تفهمَ الدّرسَ، وإعراب المثال الأول:[٣]


  • فهمك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره والكاف ضمير متّصل مبني في محل جر بالإضافة.
  • الدّرس: مفعول به للمصدر "فهمك" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.


ألا يكون مصغرًا

هل يصح قولهم: آلمني ضريبك الطفلَ؟

إذا كان المصدر مُصَّغرًا امتنع عن العمل، وذلك على نحو قولهم: آلمني ضريبك الطفل، فلا يمكن أن تكون "الطفل" مفعولًا به للمصدر "ضريبك" لأنّه جاء مُصغرًا فامتنع عمله، ولكن لو قيل: "آلمني ضربك الطفل"، لكان المعنى صحيحًا، ولعمل المصدر فيما بعده.[٤]


ألا يكون مضمرًا

هل يعمل المصدر إن لم يكن ظاهرًا؟

لا يمكن للمصدر العمل إذا ما كان غير ظاهرٍ وكان مؤوّلًا؛ وذلك على نحو قولهم: احترامي لمحمّد واجبٌ وهو لأخيه غير واجب، فلا يمكن أن يقال إنّ "هو" قد حلّ محل المصدر "احترامي"، أو أن يُقال إنّه قد عمل بالجار والمجرور "لأخيه"؛ لأنّ لفظ "هو" ليس فيه معنى الفعل ليتمكّن من العمل.[٥]


ألا يكون محدودًا بتاء الوحدة

ما هي تاء الوحدة؟

إذا تعيّن المصدر بتاء الوحدة امتنع عمله، وذلك على نحو قولهم: سرّتني سفرتك الرياض، فلا يمكن أن يكون المصدر "سفرتك" عاملًا بـ "الرياض"؛ لأنّه جاء محدودًا بتاء الوحدة، وتاء الوحدة هي التاء التي تميّز بين اسم الجنس الجمعي الطبيعي غير الصناعي وبين مفرده، فهي إذًا لدلالة على المفرد كما يقولون شجر وشجرة.[٥]


ألا يكون موصوفًا قبل العمل

ما معنى قولهم قبل العمل؟

ويعني ألّا يفصلَ بينه وبين معموله صفته، فلا يمكن أن يعمل المصدر في قولهم: "سرّني إكرامُك العظيمُ خالدًا"، بينما يعمل في قولهم: سرّني إكرامُكَ خالدًا العظيمُ، فلم يعمل في الأولى لأنّ المصدر قد وصف قبل مباشرته معموله، بينما في الثانية قد وصف بعد مباشرته المعمول، فيكون إعرابه:[٥]


  • إكرامك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره والكاف ضمير متّصل مبني في محل جر بالإضافة.
  • خالدًا: مفعول به للمصدر "إكرامك" منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
  • العظيم: صفة إكرامك مرفوعة وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.


ألا يكون مفصولًا عن معموله بأجنبي

هل يمكن أن يعمل المصدر مع وجود فاصلٍ غير التوابع؟

أي ألّا يفصل بين المصدر ومعموله أي شيء، فينبغي ليتمكّن المصدر من العمل أن يأتي هو ثمّ يليه معموله مباشرةً، فلا يمكن القول: أراضي لقاؤك مرّتين محمّدًا، فقد فصل بين المصدر "لقاؤك" ومعموله "محمّدًا" أجنبي وهو "مرّتين".[٦]


ألا يتأخر المصدر عن معموله

ما الحالات التي يجوز فيها تأخر المصدر عن معموله؟

لا يمكن أن يتأخّر المصدر عن معموله إلّا في حالتين، هما:[٦]

  • أن يكون المصدر نائبًا عن فعله: وذلك على نحو قولهم: المجرمَ حبسًا، فيُعرب المثال:
    • المجرمَ: مفعول به للمصدر حبسًا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
    • حبسًا: نائب مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
  • أن يكون المعمول شبه جملة: وذلك على نحو قولهم: تتجنّبُ بالدّار المرورَ، فيُعرب المثال:
    • بالدّار: جار ومجرور متعلّقان بالمصدر "المرور"
    • المرور: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.


ألا يكون محذوفًا أو مثنى أو جمعًا

هل يمكن عمل المصدر المقدر؟

أي ألّا يكون النعت فوق المفرد، فلا يمكن أن يعمل إذا كان مثنّى أو جمعًا، وكذلك أيضًا لا يعمل إذا كان محذوفًا، وذلك على نحو قولهم: ما لك وزيدًا؟ فلا يمكن القول أنّ "زيدًا" مفعول به لمصدر محذوف تقديره: ما بك وملابستك زيدًا؟ إذ إنّ تقدير الفعل أولى من تقدير الاسم.[٧]


أمثلة على عمل المصدر

ما هي الحالات التي يعمل فيها المصدر؟

للمصدر العامل عمل فعله ثلاث أحوال:

المصدر عندما يكون مضافًا

وهذه الحالة هي الأكثر ورودًا في عمل المصدر، وهذه الإضافة قد تكون للفاعل، وفي هذه الحالة يُجَر الفاعل لفظًا ويبقى فاعلًا في المحل، ومن أمثلة ذلك:[٨]


  • قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ}.[٩]
    • دفع: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
    • الله: اسم الجلالة مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنّه فاعل للمصدر "دفع".
    • الناس: مفعول به للمصدر "دفع" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • سرّني فهمُ زهيرٍ الدّرسَ.
    • فهم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
    • زهيرٍ: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنّه فاعل للمصدر "فهم"
    • الدرس: مفعول به للمصدر "فهم" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • قوله تعالى: {إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ}.[١٠]
    • باتّخاذكم: الباء حرف جر، واتّخاذكم اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة و"كم" ضمير متّصل في محل جر لفظًا رفع محلًّا على أنّه فاعل للمصدر "اتّخاذ"
    • العجل: مفعول به للمصدر "اتّخاذ" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • قول الشاعر العرجي: أظلومُ إنّ مصابَكُم رجلًا *** ردّ السّلام تحيّةً ظلمُ
    • مصابكم: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة، و"كم" ضمير متّصل مبني في محل جر لفظًا رفع محلًّا على أنّه فاعل للمصدر "مصاب".
    • رجلًا: مفعول به للمصدر "مصاب" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.


قد تكون هذه الإضافة للمفعول به، وفي هذه الحالة يُجَر المفعول به لفظًا ويبقى منصوبًا محلًّا، ومن أمثلة ذلك:[١١]


  • قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ}.[١٢]
    • قتل: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
    • أولادهم: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنّه مفعول به للمصدر "قتل".
  • قول الشاعر: ألا إنّ ظلمَ نفسِه المرءُ بَيِّنٌ *** إذا لم يصنها عن هوًى يَغلبُ العقلا
    • ظلم: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
    • نفسه: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنّه مفعول به للمصدر "ظلم"
    • المرء: فاعل للمصدر "ظلم" مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
  • سرّني فهمُ الدّرسِ زهيرٌ.
    • فهم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
    • الدّرس: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنّه مفعول به للمصدر "فهم".
    • زهير: فاعل للمصدر "فهم" مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.


المصدر عندما يكون منونًا

ومن أمثلة ذلك:[١٣]


  • قوله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا}.[١٤]: يتيمًا: مفعول به للمصدر إطعامٌ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • قول أحد شعراء العصر الأموي: بضربٍ بالسّيوفِ رؤوسَ قومٍ *** أزلنا هامهنّ عن المَقيلِ: رؤوس: مفعول به للمصدر "ضرب" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • إعطاءٌ فقيرًا كساءً صدقة.
    • إعطاءٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
    • فقيرًا: مفعول به أوّل للمصدر "إعطاء" منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
    • كساء: مفعول به ثاني للمصدر "إعطاء" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.


المصدر عندما يكون معرفًا بألـ

وهي أقل الحالات ورودًا؛ إذ منعها بعض العلماء، ففي اقتران المصدر بأل تشبيهًا له بالاسم، وهو في عمله يأخذ مكان الفعل في عمله، لذا منعه بعضهم، ومن أمثلة مجيئه قول الشّاعر:[١٥]


  • قول الشاعر: عجبْتُ من الرزقِ المُسيءَ إلهه *** ومن تركِ بعض الصّالحين فقيرًا
    • الرزق: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.
    • المسيء: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنّه مفعول به للمصدر "الرزق".
  • قوله تعالى: {لَّا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}.[١٦]
    • الجهر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
    • من: اسم موصول بمعنى الذي مبني في محل رفع فاعل للمصدر "الجهر"، والتّقدير أن يجهرَ مَن ظُلم.



لقراءة المزيد، انظر هنا: إعمال المصدر في اللغة العربية.

المراجع

  1. ^ أ ب محمود صافي، الجدول في إعراب القرآن، دمشق:دار الرشيد، صفحة 336، جزء 30. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في فقه السيرة، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:103، حديث حسن صحيح.
  3. ابن مالك، شرح الكافية الشافية، مكة:منشورات جامعة أم القرى، صفحة 1011، جزء 2. بتصرّف.
  4. مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 278، جزء 3. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ابنُ مالك، شرحُ الكافية الشافية، مكة:منشورات جامعة أم القرى، صفحة 1011، جزء 2. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ابن هشام، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، بيروت:دار الفكر، صفحة 171، جزء 3. بتصرّف.
  7. ابنُ هشام، أوضحُ المسالك إلى ألفيّة ابن مالك، بيروت:دار الفكر، صفحة 171، جزء 3. بتصرّف.
  8. مصطَفى الغَلايينِي، جَامِع الدروس العَربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 279، جزء 3. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية:251
  10. سورة البقرة، آية:54
  11. مُصطفى الغلاييني، جامعُ الدّروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 279، جزء 3. بتصرّف.
  12. سورة الأنعام، آية:137
  13. محمود صافي، كتاب الجدول في إعراب القرآن، دمشق:دار الرشيد، صفحة 336، جزء 30. بتصرّف.
  14. سورة البلد، آية:14-15
  15. ابن هشام، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، بيروت:دار الفكر، صفحة 173، جزء 3. بتصرّف.
  16. سورة النساء، آية:148
3056 مشاهدة
للأعلى للسفل
×