شروط عملية التكلم والمخاطبة

كتابة:
شروط عملية التكلم والمخاطبة

عملية الكلام عملية معقدة يشترك فيها المرسل والمستقبل، فكيف تتم؟ وكيف يتم استقبالها؟

ما هي شـروط عملية الكلام؟

إن عملية الكلام عملية معقدة يشترك فيها المرسل والمستقبل (أي المتكلم والمستمع) ولكي تتم يجب توفر ما يلي:

1. القدرة السمعية: حتى يتم استقبال الكلام.

2. القدرة العقلية: حتى يتم إدراك الكلام.

3. القدرة العصبية: حتى يتم توصيل الأوامر من الدماغ إلى العضلات.

4. القدرة العضلية: حتى يتم تحريك أعضاء النطق.

كيف نستقبل الكلام؟

يتم استقبال الكلام عن طريق ما نسمعه من أصوات تصل للأذن فالصوت يملك تردداً (Frequency) ويقاس بالهرتز (Hz)، وشدة (ارتفاع الصوت - Loudness) وتقاس بالديسبل (d B). ويستطيع الجهاز السمعي البشري (الأذن) أن يستقبل صوتاً تردده يتراوح من 20 –20.000 هرتز، كما يستطيع أن يستقبل صوتاً شدته تتراوح من 10-110 ديسبل.

الجدول رقم (1) يعطي فكرة عامة عن شدة الصوت ودرجته بالديسبل وما يعادل ذلك من تطبيق فعلي لوصف هذه الأصوات في الواقع.

الجدول رقم (1)

درجة شدة الصوت بالديسبل dB

مثال من أصوات البيئة

صفر

ديسبل dB

عتبة السمع المطلق.

20

ديسبل dB

حفيف أوراق الشجر.

30

ديسبل dB

همسة (على بعد متر).

45

ديسبل dB

آلة كاتبة.

60

ديسبل dB

المحادثة.

75

ديسبل dB

الصراخ (على بعد متر).

100

ديسبل dB

اقتراب القطار من رصيف المحطة.

120

ديسبل dB

طائرة نفاثة بالنسبة لشخص على المدرج.

130

ديسبل dB

صوت مرتفع لدرجة الإحساس بالألم.

كيف نسمع؟

 يتم استقبال الكلام عن طريق جهاز الاستقبال (الأذن) والذي يتألف من:

1. الأذن الخارجية وتتكون من:

 الصيوان: ويقوم بتجميع الصوت.

 القناة السمعية الخارجية: وتحمل الصوت إلى غشاء الطبل.

2. الأذن الوسطى: وتتركب من عظيمات السمع الثلاث (المطرقة- السندان- الركابة) وتقوم بنقل الصوت من غشاء الطبل إلى الأذن الداخلية.

3. الأذن الداخلية: وتتركب من قنوات هلالية الشكل، بالإضافة إلى قوقعة الأذن والتي تعمل على تحليل الترددات الصوتية ونقلها إلى العصب السمعي.

العصب السمعي (العصب الثامن) ويتركب من مجموعة من الألياف العصبية وهو يتلقى المعلومات من القوقعة ويقوم بتوصيلها إلى جذع الدماغ.  (شاهدوا العرض المرئي التالي الذي يوضح كيف نسمع)


مقطع أمامي للرأس يظهر أقسام الأذن من الخارج للداخل نجد:
الصيوان – قناة السمع الخارجية – غشاء الطبل – الأذن الوسطى (تحوي عظيمات السمع) – ثم الأذن الداخلية والتي تحوي القوقعة الأذنية التي يصدر منها عصب السمع ويتجه إلى الدماغ.

كيف ندرك الكلام؟

يتألف الدماغ من نصفين (أيمن وأيسر) يتحكمان معاً في فهم وإصدار الكلام، إلا أن التحكم العام باللغة الشفوية المنتظمة يكمن في نصف واحد وهو الأيسر عند الغالبية العظمى من الناس، وعندما يتلقى الدماغ إشارة كالإشارة الصوتية مثلاً، يتضاعف نشاط بعض المناطق الدماغية بشكل حاد.

ما هو الجهاز العصبي؟

يمكن تقسيم الجهاز العصبي إلى:

الجهاز العصبي المركزي: وهو مؤلف من الدماغ والنخاع الشوكي.

الجهاز العصبي المحيطي: وهو مؤلف من الأعصاب الصادرة من قاعدة الدماغ وتعصب منطقة الرأس وتسمى الأعصاب القحفية. وأخرى تصدر من النخاع الشوكي وتعصب بقية الجسم وتسمى الأعصاب الشوكية.

يستقبل الدماغ الإشارة العصبية وهي تشبه الشيفرة، فيقوم بفك رموزها وترجمتها، ثم تحليلها لإدراك مضمونها وفهمها. وعندما نقول بأن شخصاً يفهم لغة ما، فذلك يعني أنه قد اختزن قواعد تلك اللغة وقوانينها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية في ذاكرة طويلة الأمد.

وعندما نسمع أنماطاً كلامية، نحللها ونرجع إلى معلوماتنا المختزنة عن الأنماط الكلامية لتلك اللغة، لكي ندرك ونفهم ماذا قيل.


المناطق الوظيفية العامة لقشرة الدماغ.

كيف نتكلم؟

لكي نجيب على هذا السؤال فإن ذلك يتطلب الكثير من الشرح، ولكننا سنحاول تبسيط الأمر قدر الإمكان.

مثلاً إذا أراد شخص أن ينطق صوت (ب)، فإن ذلك يحدث من خلال سلسلة من العمليات المعقدة التي تتم في جزء ضئيل من الثانية وبشكل آلي فائق السرعة والدقة:

1. في البداية يستدعي الدماغ الصورة الصوتية للصوت (ب).

2. يصدر الدماغ أمراً من المناطق القشرية المحركة بنطق الصوت (ب).

3. تقوم الخلايا العصبية في الدماغ بتوصيل الأمر إلى الأعصاب القحفية.

4. تقوم الأعصاب القحفية بتوصيل الأمر إلى عضلات أعضاء النطق لكي تتحرك. وتنقبض (اللسان - الحنك - الشفاه).

5. في ذات الوقت يصدر الأمر وبنفس التسلسل السابق إلى عضلات الجهاز التنفسي لكي يقوم بإخراج الهواء من الرئتين إلى القصبة الهوائية، ومن ثم إلى الحنجرة فتهتز الحبال الصوتية نتيجة إندفاع الهواء من خلالها.

6. ينتج عن ذلك صوت يتم تشكليه داخل تجويف الفم.

7. يصل الهواء إلى الشفاه المنقبضة فتنفتح بشكل انفجاري ويصدر صوت (ب).


المناطق الوظيفية العامة لقشرة الدماغ وتوزع أجزاء الجسم على الشريط الحسي والحركي حسب الأهمية (اليد تملك قسماً أكبر من الجذع كاملاً، وكذلك يملك اللسان والشفتان مناطق عصبية كبيرة).

تسلسل العمليات المؤدية لإصدار الأصوات الكلامية

لماذا لا نخطئ أثناء الكلام؟

يتطلب إصدار الكلام الاستخدام المنسَّق والفوري للآليات التنفسية والصوتية والنطقية. وهذا يتطلب شكلاً من أشكال الضبط أو المراقبة ويسمى بالتغذية الراجعة، وهناك عدة أنماط لهذه المراقبة.

التغذية الراجعة السمعية:

فنحن عندما نتكلم نسمع أنفسنا ونراقب ما نسمعه حتى لا يحدث خطأ أثناء الكلام، فإذا حدث خطأ ما قمنا بتصحيحه.

التغذية الراجعة الملموسة:

ذكرنا عند نطق صوت (ب) تتلامس الشفتان، وهنا تحدث رقابة موضعية من أعضاء النطق وتزود الدماغ بتقارير فورية عن عملها فإذا حدث خطأ ما تم التصحيح فوراً.

التغذية الراجعة الذاتية:

تعتمد هذه الآلية على الإحساس العضلي، حيث تستجيب مستقبلات الحس في الأوتار إلى تقلصات في العضلات الملتصقة بها، ومن ثم تبث معلومات حول امتداد العضلات وتقلصها.

التغذية الراجعة الداخلية:

وهي نقل المعلومات عن الأوامر الحركية من الدماغ ثم العودة إليه قبل الاستجابة العضلية نفسها بوقت كاف للتأكد من الدقة في إصدار الأمر قبل تنفيذه.


أعضاء النطق


أعضاء النطق


الأعصاب القحفية التي تصدر عن جذع الدماغ ومنها تصدر الأعصاب المسؤولة عن تغذية عضلات أعضاء النطق بالأوامر الدماغية.

3187 مشاهدة
للأعلى للسفل
×