شروط قبول العمل

كتابة:
شروط قبول العمل

ما هي شروط قبول العمل في الإسلام؟

إن العمل الصالح شرطٌ لدخول الإنسان الجنة، ولكن البعض لا يعي شروط قبول العمل، فيحسب أنه يُحسن صنعاً وجهده مهدور، ويكون في الآخرة من الخاسرين، وشروط قبول العمل هي:


الإسلام 

من البديهي أن من شروط قبول العمل اعتناق الإسلام، وهو شرط ضمني، وقد قرن العمل الصالح بالإيمان به -سبحانه وتعالى-، وكل عملٍ دون الإسلام لا يُقبل عند الله -عز وجل-، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).[١][٢]


الإخلاص

الإخلاص عملٌ قلبي لا يتطلّع عليه العباد، وهو سرّ بين الإنسان وبين ربّه، و يعني ابتغاء وجه الله -تعالى- وحده في العبادة من غير رياء ولا سمعة، وأن يعبد الله وحده ولا يشرك به، فإذا أشرك المسلم أحداً في عمله غير الله لا يقبل عمله، قال -تعالى-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).[٣][٤]


ويجب على المرء أن لا يرائي في عمله، أو يفعله حتى يمدحه الناس، فهذا كله يتنافى مع الإخلاص، ويجب أن تكون العبادة كلها خالصة لله -تعالى-، وعلى المسلم أن يجاهد نفسه في ذلك.[٤]


موافقته للشرع

يُقصد بذلك أن يكون العمل موافقاً للشرع كما جاء به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، بالإضافة إلى تجنب البدع ومحدثات الأمور،[٥] والابتداع؛ هو أن يعمل الانسان عبادة لم يشرعها الله -تعالى-، بل يخترعها بنفسه ويتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى-، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).[٦][٧]


كيفية تحقيق أسباب القبول في الأعمال

إن لتحقيق أسباب قبول الأعمال عدّة أسباب على المرء مراعاتها، ومنها:

  • مراجعة العبد نفسه دائماً، والتحقّق من نيّته في كل عمل، حتى لا يخالطها رياء أو غيره، ولا يفعل عمله إلا خالصاً لله -تعالى-.
  • حضور مجالس العلم ودروس الدين، فهي تذكر الإنسان بإخلاص النية لله -تعالى- وتوقظه من غفلته.
  • تعلم الدين بشكل مستمر ضروري؛ لكي لا تدخل البدع إلى حياة المسلم، فيكون على علم بما أخبر به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • التحقق من صحة الأحاديث التي تنتشر، حتى يتجنب المسلم من الوقوع في البدع.
  • دعاء الله -تعالى- بأن يعينه على الطاعة والإخلاص، ويجنبه الوقوع في الرياء.


ملخص المقال: لقبول العمل في الإسلام شروط عدة؛ وهي الإسلام؛ فالعمل الصالح لا يقبل إلا من مسلم، والإخلاص وهو أساس قبول العمل؛ فلا يخالط العمل رياء، ولا يفعله المرء لأجل أحد غير الله -تعالى-، وأن يكون العمل موافقاً لشرع الله -تعالى- وما أخبرنا به رسول الله، وتحقيق القبول في العمل يكون بمراجعة النفس بشكل مستمر، والدعاء بالإعانة على الطاعة والإخلاص، وتعلم الدين والتحقق من صحة الأحاديث لتجنب البدع ومحدثات الأمور.


المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:85
  2. عبد الكريم زيدان، كتاب أصول الدعوة، صفحة 40. بتصرّف.
  3. سورة الكهف، آية:110
  4. ^ أ ب سليمان الأشقر، عمر، دروس الشيخ عمر الأشقر، صفحة 4. بتصرّف.
  5. إبراهيم زكي خورشيد، أحمد الشنتناوي، عبد الحميد يونس وآخرون، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 95. بتصرّف.
  6. رواه ابن كثير، في تفسير القرآن، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:58، صحيح.
  7. سليمان الأشقر، عمر، دروس الشيخ عمر الأشقر، صفحة 5. بتصرّف.
5727 مشاهدة
للأعلى للسفل
×