شعر

كتابة:
شعر

الشعر العربي

يعدّ الشعر من أهمّ الفنون الأدبية وأكثرها تنوعًا، فهناك الشعر الجاهلي، والعباسي، والأموي، والأندلسي، والفاطمي، والمملوكي، والحديث، كما يصنّف الشعر حسب موضوعه إلى شعر غزل، ومدح، ورثاء، وهجاء، وفخر، ووصف، ومن أشهر ما كتبه العرب في الشعر هو ما عرف باسم المعلّقات، وهي عبارة عن سبع قصائد، وقد أضيف لها ثلاث قصائد لاحقاً، وهي قصائد كل من: الأعشى، عبيد بن الأبرص، النابغة الذبياني لتصبع عشر قصائد، وندرج لكم هنا المعلقات السبعة، ونتبعها بالقصائد الثلاثة الأخريات.


المعلقات السبعة

وهي قصائد كل من امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، والحارث بن حلزة، وزهير بن أبي سلمى، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شداد، ولبيد بن ربيعة، وفيما يلي نعرض بعضًا منها:

معلّقة امرؤ القيس

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل

بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ


فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ 

لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ


ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها 

وقيعانها كأنه حبَّ فلفل


كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا 

لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ


وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ 

يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل


وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌ 

فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ


كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها 

وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل


فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً 

عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي


ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالح 

ولا سيّما يومٍ بدارَة ِ جُلْجُلِ


ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي 

فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ


فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها 

وشحمٍ كهداب الدِّمَقس المُفتّل


ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة 

فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي


تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً 

عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ


فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ 

ولا تُبعديني من جناك المعللِ


فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ 

فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول


إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ 

بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ


ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت 

عَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ


أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التّدلل 

وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي


وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ 

فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ


أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي 

وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل


ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي 

بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ


و بيضة ِ خدر لا يرامُ خباؤها 

تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ


تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً 

عليّ حِراساً لو يُسروّن مقتلي


إذا ما الثريا في السماء تعرضت 

تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ


فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها 

لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ


فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌ 

وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلي


خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا 

على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ


فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى 

بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ


هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت 

عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ


إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها 

نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ


مُهَفْهَفَة ٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة ٍ 

ترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل


كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍ 

غذاها نميرُ الماء غير المحللِِ


تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي 

بناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِلِ


وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش 

إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ


وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ 

أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ


غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا 

تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ


وكشح لطيف كالجديل مخصر 

وساق كأنبوبِ السقي المُذلل


وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّهُ 

أساريعُ ظبي أو مساويكُ إسحلِ


تُضيء الظلامَ بالعشاء كأنها 

منارة ُ ممسى راهب متبتل


وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشها 

نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ


إلى مثلها يرنو الحليمُ صبابة 

إذا ما اسبكَرّتْ بينَ درْعٍ ومِجْوَلِ


تَسَلَّت عِماياتُ الرِجالِ عَنِ الصِبا 

وَلَيسَ فُؤادي عَن هَواكِ بِمُنسَلِ


ألا رُبّ خَصْمٍ فيكِ ألْوَى رَدَدتُه 

نصيح على تعذَاله غير مؤتل


وليل كموج البحر أرخى سدولهُ 

عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي


فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بصلبه 

وأردَف أعجازاً وناءَ بكلْكلِ


ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي 

بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَلِ


فيا لكَ من ليلْ كأنَّ نجومهُ 

بكل مغار الفتل شدت بيذبلِ


كأن الثريا علِّقت في مصامها 

بأمْراسِ كتّانٍ إلى صُمّ جَندَلِ


وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها 

بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ


مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعاً 

كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ


كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ 

كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ


مسحٍّ إذا ما السابحاتُ على الونى 

أثرنَ غباراً بالكديد المركل


على العقبِ جيَّاش كأن اهتزامهُ 

إذا جاش فيه حميُه غَليُ مِرْجلِ


يطيرُ الغلامُ الخفُّ على صهواته 

وَيُلْوي بأثْوابِ العَنيفِ المُثقَّلِ


دَريرٍ كَخُذْروفِ الوَليدِ أمَرّهُ 

تقلبُ كفيهِ بخيطٍ مُوصلِ


لهُ أيطلا ظبيٍ وساقا نعامة 

وإرخاء سرحانٍ وتقريبُ تنفلِ


كأن على الكتفين منه إذا انتحى 

مَداكَ عَروسٍ أوْ صَلاية َ حنظلِ


وباتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلجامُهُ 

وباتَ بعيني قائماً غير مرسل


فعنَّ لنا سربٌ كأنَّ نعاجَه 

عَذارَى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ


فأدبرنَ كالجزع المفصل بينه 

بجيدِ مُعَمٍّ في العَشيرَة ِ مُخْوَلِ


فألحَقَنا بالهادِياتِ وَدُونَهُ 

جواحِرها في صرة ٍ لم تزيَّل


فَعادى عِداءً بَينَ ثَوْرٍ وَنَعْجَة ٍ 

دِراكاً ولم يَنْضَحْ بماءٍ فيُغسَلِ


وظلّ طُهاة ُ اللّحمِ من بينِ مُنْضِجٍ 

صَفيفَ شِواءٍ أوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ


ورُحنا راحَ الطرفُ ينفض رأسه 

متى ما تَرَقَّ العينُ فيه تَسَفَّلِ


كأنَّ دماءَ الهادياتِ بنحره 

عُصارة ُ حِنّاءٍ بشَيْبٍ مُرْجّلِ


وأنتَ إذا استدبرتُه سدَّ فرجه 

بضاف فويق الأرض ليس بأعزل


أحار ترى برقاً أريك وميضه 

كلمع اليدينِ في حبي مُكلل


يُضيءُ سَناهُ أوْ مَصَابيحُ راهِبٍ 

أهان السليط في الذَّبال المفتَّل


قعدت له وصحيبتي بين حامر 

وبين اكام بعدم متأمل


وأضحى يسحُّ الماء عن كل فيقة 

يكبُّ على الأذقان دوحَ الكنهبل


وتيماءَ لم يترُك بها جِذع نخلة 

وَلا أُطُماً إلا مَشيداً بجَنْدَلِ


كأن ذرى رأس المجيمر غدوة ً 

من السَّيلِ وَالأغْثاء فَلكة ُ مِغزَلِ


كأنَّ أباناً في أفانينِ ودقهِ 

كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ


وَألْقى بصَحْراءِ الغَبيطِ بَعاعَهُ 

نزول اليماني ذي العياب المخوَّل


كَأَنَّ سِباعاً فيهِ غَرقى غُدَيَّةً 

بِأَرجائِهِ القُصوى أَنابيشُ عَنصُلِ


على قَطَنٍ بالشَّيْمِ أيْمَنُ صَوْبهِ 

وَأيْسَرُهُ عَلى السّتارِ فَيَذْبُلِ


وَأَلقى بِبَيسانَ مَعَ اللَيلِ بَركَهُ 

فَأَنزَلَ مِنهُ العَصمَ مِن كُلِّ مَنزِلِ


معلّقة الحارث بن حلزة

آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ

رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ


آَذَنَتنا بِبَينِها ثُمَّ وَلَّت 

لَيتَ شِعري مَتى يَكونُ اللِقاءُ


بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَة ِ شَمّاءَ 

فَأَدْنَى دِيارِها الخَلْصاءُ


فالمحّياة ُ فالصِّفاحُ فأعنـا 

قُ فتاق ٍ فعاذبٌ فالوفاءُ


فرياضُ القطـا فأودية ُ الشُّر 

بُبِ فالشُّعْبَتَانِ فالأَبلاءُ


لا أرى من عهِدتُ فيها فأبكي الـ 

ـيومَ دلْهـاً وما يحيرُ البكاءُ


َوبعينيكَ أوقدتْ هندٌ النا 

رَ أخِيرا تُلْوِي بِهَا العَلْيَاءُ


أوقَـدتْهـا بينَ العقيقِ فشخصيـ 

ــن بعودٍ كما يلوحُ الضياءُ


فَتَنَوَّرتُ نارَها مِن بَعيدٍ 

بِخَزارٍ هَيهاتَ مِنكَ الصلاءُ


غَيرَ أنّي قَد أسْتَعينُ عَلَى الهَمِّ 

إذَا خَفَّ بالثَّويِّ النَّجَاءُ


بِزَفوفٍ كأنَّها هِقْلَة ٌ أُمـ 

ــمٌ رئالٍ دّوّية ُ سقـفــاءُ


آنستْ نبــأة ً وأفــزَعها الـقُـ 

ـعَصْرا وَقَدْ دَنَا الإمْساءُ


فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْع وَالوَقْـ 

ــعِ منينـاً كأنهُ إهبــاءُ


وَطِرَاقا مِنْ خَلفهِنَّ طِرَاقٌ 

ساقطاتٌ ألوتْ بها الصحراءُ


أتلهّـى بهـا الهـواجرَ إذ كلُّ ابـ 

ــنِ هـــمٍّ بليّــة ٌ عميــاءُ


وَأَتانا عَن الأَراقِمِ أَنبا 

ءٌ وَخَطبٌ نُعنى بِهِ وَنُساءُ


إِنَّ إخْوَانَنَا الأرَاقِمَ يَغلُو 

نَ علينــا في قيلهــمْ إحفاءُ


يخلطونَ البريءَ منّـا بذي الذَّنـ 

وَلاَ يَنْفَعُ الخَلِيَّ الخَلاءُ


زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العَيـ 

ـرَ مَوالٍ لَنا وَأَنّا الوَلاءُ


أَجمَعوا أَمرَهُم بِلَيلٍ فَلَمّا 

أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوضاءُ


منْ منـادٍ ومنْ مجيبٍ ومِنْ تصـ 

ـهَالِ خَيْلٍ خِلاَلَ ذَاكَ رُغاءُ


أيُّــها الناطقُ المرقِّـشُ عنّـا 

عِنْدَ عَمْرو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ


لا تَخَلْنَا عَلى غَرَاتِكَ إنَّا 

قبلُ ما قدْ وشى بنا الأعداءُ


فبقينــا على الشناءة ِ تَنميــ 

ـنا حصونٌ وعـزّة ٌ قعساءُ


قبلَ ما اليومِ بيَّضتْ بعيونِ الـنـ 

ـاسِ فيها تغـيُّــظٌ وإباءُ


وَكَأَنَّ المَنُونَ تَرْدي بِنَا أَرْ 

عـنَ جَـوناً ينجابُ عنهُ العماءُ


مكفهّراً على الحوادثِ لا تـرْ 

تُوهُ للدَّهْرِ مُؤْيدٌ صَمَّاءُ


اَيّما خُطَّةٍ أَرَدتُم فَأَدّ 

ها إِلَينا تَمشي بِها الأَملاءُ


إِن نَبَشتُم ما بَينَ مِلحَةَ فَالصا 

قِبِ فيهِ الأَمواتُ وَالأَحياءُ


أَو نَقَشتُم فَالنَقشُ تَجشَمُهُ النا 

سُ وَفيهِ الصَلاحُ وَالإِبراءُ


أوْ سكـتّــمْ عنّــا فكنّــا كمنْ أغْـ 

ـمضَ عيناً في جفنِها الأقذاءُ


أو منعـتمْ ما تسألونَ فمن حُــدِّ 

ثْتُمُوهُ لَهُ عَلَيْنَا العَلاَءُ


هَلْ عَلِمْتُمْ أيّامَ يُنْتَهَبُ النَّا 

سُ غِوَارا لِكُلِّ حَيٍّ عُوَاءُ


إِذ رَفَعنا الجِمالَ مِن سَعَفِ البَحـ 

ـرَينِ سَيراً حَتّى نَهاها الحِساءُ


ثــمّ ملنا على تميـمٍ فأحرمْـ 

ـوَفِينَا بَنَاتُ قَوْمٍ إمَاءُ


لا يقيـمُ العزيزُ بالـبلـدِ السّهـ 

ــلِ ولا ينفعُ الذليلَ النجاءُ


لَيسَ يُنجي مُوائِلاً مِن حِذارِ 

رَأَسُ طَودٍ وَحَرَّةٌ رَجلاءُ


فَمَلَكنا بِذَلِكَ الناسَ حَتّى 

مَلَكَ المُنذِرُ بِنُ ماءِ السَماءِ


وَهُوَ الرَبُّ وَالشَهيدُ عَلى يَو 

مِ الحَيارَينِ وَالبَلاءُ بَلاءُ


مـلــكٌ أضرعَ البريـّةَ لا يُـو 

جـدُ فـيها لما لـديهِ كفاءُ


فَاِترُكوا البَغيَّ وَالتَعَدي وَإِما 

تَتَعاشوا فَفي التَعاشي الدَاءُ


وَاِذكُرُوا حِلفَ ذي المَجازِ وَما قُـ 

ـدِّمَ فيهِ العُهودُ وَالكُفَلاءُ


حَذَرَ الخَونِ وَالتَعَدّي وَهَل يَنـ 

ـقُضُ ما في المَهارِقِ الأَهواءُ


وَاِعلَموا أَنَّنا وَإِيّاكُم في 

ما اِشتَرَطنا يَومَ اِختَلَفنا سَواءُ


أَعَلَينا جُناحُ كِندَةَ أَن يَغ 

نَمَ غازِيهُمُ وَمِنّا الجَزاءُ


أم عَلَينا جُرّى حَنيفَةَ أَو ما 

جَمَّعَت مِن مُحارِبٍ غَبراءُ


أَم جَنايا بَني عَتيقٍ فَمَن يَغـ 

ـدِر فَإِنّا مِن حَربِهِم بُراءُ


أَم عَلَينا جَرّى العِبادُ كَما نيـ 

ـطَ بِجَوزِ المَحمَلِ الأَعباءُ


أَم عَلَينا جَرّى قُضاعَةَ أَم لَيـ 

ـسَ عَلَينا مِمّا جَنوا أَنداءُ


لَيسَ مِنّا المُضَرَّبونَ وَلا قَيـ 

ـسٌ وَلا جَندَلٌ وَلا الحَدَاءُ


أَم عَلَينا جَرّى إِيادٍ كَما قيـ 

ـلَ لِطَسمٍ أَخوكُم الأَبّاءُ


وَثَمانونَ مَن تَميمٍ بِأيدي 

هم رِماحٌ صُدُورُهُنَّ القَضاءُ


لَم يُخَلّوا بَني رِزاحٍ بِبَرقا 

ءِ نِطاعٍ لَهُم عَلَيهُم دُعاءُ


تَرَكوهُم مُلَحَّبينَ فَآبوا 

بِنهابٍ يَصَمُّ فيهِ الحُداء


وَأَتَوهُم يَستَرجِعُونَ فَلَم تَر 

جِعُ لَهُم شامَةٌ وَلا زَهراءُ


ثُمَّ فاءَوا مِنهُم بِقاصِمَةِ الـ 

ـظَّهرِ وَلا يَبرُدُ الغَليلَ الماءُ


ثُمَّ خَيلٌ مِن بَعدِ ذاكَ مَعَ الغَـ 

لّاقِ لا رَأَفَةٌ وَلا إِبقاءُ


ما أصابوا مِن تَغلَبِيِّ فَمَطَلو 

لٌ عَلَيهِ إِذا تَوَلّى العَفاءُ


كَتَكاليفِ قَومِنا إِذ غَزا المُنـ 

ـذِرُ هَلِ نَحنُ لابنِ هِندٍ رِعاءُ


إِذ أَحَلَّ العَلاَةَ قُبَّةَ مَيسو 

نَ فَأَدنى دِيارِها العَوصاءُ


فَتَأَوَّت لَهُم قَراضِبَةٌ مِن 

مُحلِّ حَيٍّ كَأَنَّهُم أَلقاءُ


فَهَداهُم بِالأَسوَدَينِ وَأَمرُ اللَ 

هِ بَلغٌ يَشقى بِهِ الأَشقياءُ


إِذ تَمَنّونَهُم غُروراً فَساقَت 

هُمِ إِلَيكُم أُمنِيَّةٌ أَشراءُ


لَم يَغُرّوكُم غُروراً وَلَكن 

يَرفَعُ الآلُ جَمعَهُم وَالضَحاءُ


أَيُّها الشانِئُ المُبلِّغُ عَنّا	عِندَ 

عَمرَوٍ وَهَل لِذاكَ اِنتهاءُ


مَلِكٌ مُقسِطٌ وَأَكمَلُ مَن يَمـ 

ـشي وَمِن دونَ ما لَدَيهِ الثَناءُ


إِرمي بِمثلِهِ جالَتِ الجِنُّ 

فَآبَت لِخَصمِها الأَجلاءُ


مَن لَنا عِندَهُ مِنَ الخَيرِ آيا 

تٌ ثَلاثٌ في كُلِّهِنَّ القَضاءُ


آيةٌ شارِقُ الشَقيقَةِ إِذ جا 

ءَوا جَميعاً لِكُلِّ حَيٍّ لِوَاءُ


حَولَ قَيسٍ مُستَلئِمِينَ بِكَبشٍ 

قَرَظِيٍّ كَأَنَّهُ عَبلاءُ


وَصَتيتٍ مِنَ العَواتِكِ ما تَنـ 

ـهاهُ إِلّا مُبيَضَّةٌ رَعلاءُ


فَجَبَهناهُمُ بِضَربٍ كَما يَخرُجُ 

مِن خُربَةِ المَزادِ الماءُ


وَحَمَلناهُمُ عَلى حَزمِ ثَهلا 

نِ شِلالاً وَدُمِّيَ الأَنساءُ


وَفَعَلنا بِهِم كَما عَلِمَ اللَ 

هُ وَما إِن لِلحائِنينَ دِماءُ


ثُمَّ حُجراً أَعني اِبنَ أُمِّ قَطَامٍ 

وَلَهُ فَارِسِيَّةٌ خَضراءُ


أَسَدٌ في اللِقاءَ وَردٌ هَموسٌ 

وَرَبيعٌ إِن شَنَّعَت غَبراءُ


فَرَدَدناهُم بِطَعنٍ كَما تُنـ 

ـهَزُ عَن جَمَّةِ الطَوِيِّ الدِلاءُ


وَفَكَكنا غُلَّ اِمرِئِ القَيسِ عَنهُ 

بَعدَ ما طالَ حَبسُهُ وَالعَناءُ


وَأَقَدناهُ رَبَّ غَسانَ بِالمُنـ 

ـذِرِ كَرهاً إِذ لا تُكالُ الدَماءُ


وَفَدَيناهُمُ بِتِسعَةِ أَملا 

كٍ نَدَامى أَسلابُهُم أَغلاءُ


وَمَعَ الجَونِ جَونِ آَلِ بَني الأَو 

سِ عَنُودٌ كَأَنَّها دَفواءُ


ما جَزِعنا تَحتَ العَجاجَةِ إِذ وَ 

لَّت بِأَقفائِها وَحَرَّ الصِلاءُ


وَوَلَدنا عَمرو بِن أُمِّ أُناسٍ 

مِن قَريبٍ لَمّا أَتانا الحِباءُ


مِثلُها تُخرِجُ النَصيحةَ لِلقَو 

مِ فَلاةٌ مِن دونِها أَفلاءُ


معلّقة زهير بن أبي سلمة

أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ

بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ


وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها 

مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ


بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً 

وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ


وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً 

فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ


أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ 

وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ


فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها 

أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ


تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ 

تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ


عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ 

وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ


وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ 

أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ


بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ 

فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ


جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ 

وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ


ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ 

عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ


كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ 

نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ


فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقاً جِمامُهُ 

وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ


سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما 

تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ


فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ 

رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ


يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما 

عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ


تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما 

تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ


وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً 

بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ


فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ 

بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ


عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها 

وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ


فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم 

مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ


تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت 

يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ


يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً 

وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ


فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً 

وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ


فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم 

لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ


يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر 

لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ


وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ 

وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ


مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً 

وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ


فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها 

وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ


فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم 

كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ


فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِها 

قُرىً بِالعِراقِ مِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ


لَعَمري لَنِعمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيهِمُ 


بِما لا يُواتيهِم حُصَينُ بنُ ضَمضَمِ 


وَكانَ طَوى كَشحاً عَلى مُستَكِنَّةٍ 

فَلا هُوَ أَبداها وَلَم يَتَجَمجَمِ


وَقالَ سَأَقضي حاجَتي ثُمَّ أَتَّقي 

عَدُوّي بِأَلفٍ مِن وَرائِيَ مُلجَمِ


فَشَدَّ وَلَم تَفزَع بُيوتٌ كَثيرَةٌ 

لَدى حَيثُ أَلقَت رَحلَها أُمُّ قَشعَمِ


لَدى أَسَدٍ شاكي السِلاحِ مُقَذَّفٍ 

لَهُ لِبَدٌ أَظفارُهُ لَم تُقَلَّمِ


جَريءٍ مَتى يُظلَم يُعاقِب بِظُلمِهِ 

سَريعاً وَإِلّا يُبدَ بِالظُلمِ يَظلِمِ


رَعَوا ما رَعَوا مِن ظِمئِهِم ثُمَّ أَورَدوا 

غِماراً تَسيلُ بِالرِماحِ وَبِالدَمِ


فَقَضَّوا مَنايا بَينَهُم ثُمَّ أَصدَروا 

إِلى كَلَأٍ مُستَوبِلٍ مُتَوَخَّمِ


لَعَمرُكَ ما جَرَّت عَلَيهِم رِماحُهُم 

دَمَ اِبنِ نَهيكٍ أَو قَتيلِ المُثَلَّمِ


وَلا شارَكوا في القَومِ في دَمِ نَوفَلٍ 

وَلا وَهَبٍ مِنهُم وَلا اِبنِ المُحَزَّمِ


فَكُلّاً أَراهُم أَصبَحوا يَعقِلونَهُم 

عُلالَةَ أَلفٍ بَعدَ أَلفٍ مُصَتَّمِ


تُساقُ إِلى قَومٍ لِقَومٍ غَرامَةً 

صَحيحاتِ مالٍ طالِعاتٍ بِمَخرِمِ


لِحَيٍّ حِلالٍ يَعصِمُ الناسَ أَمرُهُم 

إِذا طَلَعَت إِحدى اللَيالي بِمُعظَمِ


كِرامٍ فَلا ذو الوِترِ يُدرِكُ وِترَهُ 

لَدَيهِم وَلا الجاني عَلَيهِم بِمُسلَمِ


سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش 

ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ


رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب 

تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ


وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ 

وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَم


وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ 

يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ


وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ 

عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ


وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ 

يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ


ومن لا يزد عن حوضه بنفسه 

يهدم ومن يخالق الناس يعلم


وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها 

وَإن يرق أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ


وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُجاجِ ينلنهُ 

يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ


وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ 

إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ


وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ 

وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ


وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ 

وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ


وَمَن يزل حاملاً على الناسَ نَفسَهُ 

وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ


معلقة عمرو بن كلثوم

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا

وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا


مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا 

إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا


تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ 

إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا


تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ 

عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا


صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو 

وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا


وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو 

بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا


وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ 

وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا


وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا 

مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا


قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا 

نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا


قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً 

لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا


بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً 

أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا


وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ 

وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا


تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ 

وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا


ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ 

هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا


وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً 

حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا


ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـتْ 

رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا


وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا 

وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا


وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ 

يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا


فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ 

أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا


ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا 

لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا


تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا 

رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا


فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ 

كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا


أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا 

وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا


بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً 

وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا


وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ 

عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا


وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ 

بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا


تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ 

مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا


وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ 

إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا


وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا 

وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا


مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا 

يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا


يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ 

وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا


نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا 

فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا


قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ 

قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا


نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ 

وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا


نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا 

وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا


بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ 

ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا


كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا 

وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا


نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا 

وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا


وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو 

عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا


وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ 

نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا


وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ 

عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا


نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ 

فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا


كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم 

مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا


كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ 

خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا


إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ 

مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا


نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ 

مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا


بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً 

وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا


حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً 

مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا


فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ 

فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا


وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ 

فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا


بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ 

نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا


أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا 

تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا


أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا 

فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا


بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ 

نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا


بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ 

تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا


تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً 

مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا


فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ 

عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا


إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ 

وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا


عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـت 


تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا 


فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ 

بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا


وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ 

أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا


وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ 

زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا


وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً 

بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا


وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ 

بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا


وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ 

فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا


مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ 

تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا


وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً 

وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا


وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى 

رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا


وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى 

تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا


وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا 

وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا


وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا 

وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا


وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا 

وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا


فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ 

وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا


فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا 

وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا


إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ 

أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا


أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ 

كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا


عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي 

وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا


عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ 

تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا


إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً 

رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا


كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ 

تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا


وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ 

عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا


وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً 

كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا


وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ 

وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا


عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ 

نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا


أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً 

إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا


لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً 

وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا


تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ 

قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً


إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا 

كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا


يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ 

بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا


ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ 

خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا


وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ 

تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا


كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ 

وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا


يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي 

حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا


وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ 

إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا


بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا 

وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا


وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا 

وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا


وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا 

وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا


وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا 

وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا


وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً 

وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا


أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا 

وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا


إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً 

أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا


مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا 

وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا


إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ 

تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا


معلقة عنترة بن شداد العبسي

هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم

أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ


يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي 

وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي


فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها 

فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ


وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا 

بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ


حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ 

أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ


حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت 

عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ


عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَها 

زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ


وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ 

مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ


كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها 

بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ


إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما 

زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ


ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها 

وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ


فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً 

سوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ


إذ تستبيكَ بذي غروب واضح 

عذبٍ مقبلهُ لذيذُ المطعم


وكأَنَّ فَارَة َ تاجرٍ بقسيمَة ٍ 

سبقتْ عوارضها اليكَ من الفمْ


أوْ روْضَة ً أُنُفاً تضمَّنَ نبتَها 

غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ


جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ 

فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ


سَحّاً وتسْكاباً فَكلَّ عشيَّة ٍ 

يجري عليها الماءُ لم يتصرَّم


وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ 

غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ


هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ 

قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ


تمسي وتصبحُ فوق ظهر حشية 

وأبيتُ فوق سرَاة ِ أدْهم مُلْجَم


وحشيتي سرجٌ على عبل الشَّوى 

نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المحزِمِ


هل تبلغنى دارها شدنية 

لُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّرابِ مُصرَّم


خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ 

تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ


وكأنما أقصُ الإكام عشية ً 

بقريبِ بينِ المنْسِمين مُصلَّم


تأوي له قلصُ النَّعام كما أوتْ 

حزقٌ يمانية ٌ لأعجمَ طمطمِ


يتبعنَ قلة رأسهِ وكأنهُ 

حِدْجٌ على نعْش لهُنَّ مخيَّمِ


صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ 

كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ


شَربتْ بماءِ الدُّحرُضينِ فأَصْبحتْ 

زوراءَ تنفرُ عن حياض الدَّيلم


هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عطفتْ لهُ 

غضبى اتقاها باليدين وبالفم


بَرَكَت عَلى جَنبِ الرِداعِ كَأَنَّما 

بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ


وَكأَنَّ رُبّاً أَو كُحَيلاً مُعقَداً 

حَشَّ الوَقودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ


ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَة ٍ 

زيافة ٍ مثل الفَنيق المُكْدَمِ


إنْ تغدفي دوني القناع فإنني 

طبٌّ بأخذ الفارس المستلــــئم


أثني عليَّ بما علِمْتِ فإنني 

سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلم


وإذا ظُلمْتُ فإنَّ ظُلميَ باسلٌ 

مرٌّ مذَاقَتهُ كَطعم العَلْقم


ولقد شربتُ من المدامة بعد ما 

رَكَدَ الهواجرُ بالمشوفِ المُعْلمِ


بزُجاجة ٍ صفْراءَ ذاتِ أسرَّة ٍ 

قرنتْ بأزهر في الشمالِ مفدَّم


فإذا شربتُ فإنني مُسْتَهْلِكٌ 

مالي وعرضي وافرٌ لم يُكلم


وإذا صَحَوْتُ فما أَقصِّرُ عنْ ندى ً 

وكما عَلمتِ شمائلي وَتَكَرُّمي


وحليل غانية ٍ تركتُ مجدلاً 

تَمكو فريصتُهُ كشدْقِ الأَعْلَمِ


سبقتْ يدايَ له بعاجل طعنة ٍ 

ورشاشِ نافذَة ٍ كلوْن العَنْدَمِ


هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ 

إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي


إذ لا أزالُ على رحالة ِ سابح 

نهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماة ُ مُكَلَّمِ


طَوْراً يجَرَّدُ للطعانِ وتارة ً 

يأوي الى حصدِ القسيِّ عرمرمِ


يُخبرْك من شَهدَ الوقيعَة َ أنني 

أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم


ومدَّججٍ كرِهَ الكُماة ُ نِزَالَهُ 

لا مُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسلم


جادتْ له كفي بعاجل طعنة ٍ 

بمثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّم


فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ 

لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ


فتركتهُ جزرَ السباع ينشنهُ 

يقضمنَ حسنَ بنانهِ والمعصم


وَمِشَكِّ سابغة ٍ هَتكتُ فروجَها 

بالسيف عن حامي الحقيقة معلم


زبدٍ يداهُ بالقداح إذا شتا 

هتَّاك غايات التجار ملوَّم


لما رآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ 

أبدى نواجذهُ لغير تبسُّم


عهدي به مَدَّ النّهار كأَنما 

خضبَ اللبان ورأسهُ بالعظلم


فطعنتهُ بالرُّمح ثم علوتهُ 

بمهندٍ صافيِ الحديد مخذَم


بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرحَةٍ 

يُحذى نِعالَ السِبتِ لَيسَ بِتَوأَمِ


يَا شَاة َ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ 

حرمتْ عليَّ وليتها لم تحرُم


فَبَعَثْتُ جاريتي فقلْتُ لها اذْهبي 

فَتجسَّسي أخبارَها ليَ واعلمي


قالتْ رأيتُ منْ الأعادي غرَّة ً 

والشاة ُ مُمكِنة ٌ لمنْ هُو مُرْتَمِ


وكأنما التفتتْ بجيدِ جداية ٍ 

رَشَاءٍ من الغِزْلانِ حُرٍّ أرثم


<
2425 مشاهدة
للأعلى للسفل
×