شعر أبي العتاهية عن الموت

كتابة:
شعر أبي العتاهية عن الموت

شعر أبي العتاهية عن الموت

قصيدة إِنَّ ذا المَوتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ

قال أبي العتاهية في شعره: إِنَّ ذا المَوتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ

يَهلِكُ المُستَجارُ وَالمُستَجيرُ

إِن تَكُن لَستَ خابِراً بِاللَيالي

وَبِأَحداثِها فَإِنّي خَبيرُ

هُنَّ يُدنينَنا مِنَ المَوتِ قِدماً

فَسَواءٌ صَغيرُنا وَالكَبيرُ

أَيُّها الطالِبُ الكَثيرَ لِيَغنى

كُلُّ مَن يَطلُبُ الكَثيرَ فَقيرُ

وَأَقَلُّ القَليلِ يُغني وَيَكفي

لَيسَ يُغني وَلَيسَ يَكفي الكَثيرُ

كَيفَ تَعمى عَنِ الهُدى كَيفَ تَعمى

عَجَباً وَالهُدى سِراجٌ مُنيرُ

قَد أَتاكَ الهُدى مِنَ اللَهِ نُصحاً

وَبِهِ جاءَكَ البَشيرُ النَذيرُ

وَمَعَ اللَهِ أَنتَ ما دُمتَ حَيّاً

وَإِلى اللَهِ بَعدَ ذاكَ تَصيرُ

وَالمَنايا رَوائِحٌ وَغَوادٍ

كُلَّ يَومٍ لَها سَحابٌ مَطيرُ

لا تَغُرَّنَّكَ العُيونُ فَكَم أَع

مى تَراهُ وَإِنَّهو لَبَصيرُ

أَنا أَغنى العِبادِ ما كانَ لي كِن

نٌ وَما كانَ لي مَعاشٌ يَسيرُ


قصيدة لَقَد لَعِبتُ وَجَدَّ المَوتُ في طَلَبي

لَقَد لَعِبتُ وَجَدَّ المَوتُ في طَلَبي

وَإِنَّ في المَوتِ لي شُغلاً عَنِ اللَعِبِ

لَو شَمَّرَت فِكرَتي فيما شُلِقتُ لَ

هُما اِشتَدَّ حِرصي عَلى الدُنيا وَلا طَلَب

يسُبحانَ مَن لَيسَ مِن شَيءٍ يُعادِلُهُ

إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ


قصيدة هُوَ المَوتُ فَاصنَع كُلَّما أَنتَ صانِعُ

هُوَ المَوتُ فَاصنَع كُلَّما أَنتَ صانِعُ

وَأَنتَ لِكَأسِ المَوتِ لا بُدَّ جارِعُ

أَلا أَيُّها المَرءُ المُخادِعُ نَفسَهُ

رُوَيداً أَتَدري مَن أَراكَ تُخادِعُ

وَياجامِعَ الدُنيا لِغَيرِ بَلاغِهِ

سَتَترُكُها فَانظُر لِمَن أَنتَ جامِعُ

فَكَم قَد رَأَينا الجامِعينَ قَدَ اِصبَحَت

لَهُم بَينَ أَطباقِ التُرابِ مَضاجِعُ

لَوَ أَنَّ ذَوي الأَبصارِ يَرعونَ كُلَّ ما

يَرَونَ لَما جَفَّت لِعَينٍ مَدامِعُ

طَغى الناسُ مِن بَعدِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ

فَقَد دَرَسَت بَعدَ النَبِيِّ الشَرائِعُ

وَصارَت بُطونُ المُرمِلاتِ خَميصَةً

وَأَيتامُها مِنهُم طَريدٌ وَجائِعُ

وَإِنَّ بُطونَ المُكثِراتِ كَأَنَّما

يُنَقنِقُ في أَجوافِهِنَّ الضَفادِعُ

فَما يَعرِفُ العَطشانُ مَن طالَ رِيُّهُ

وَما يَعرِفُ الشَبعانُ مَن هُوَ جائِعُ

وَتَصريفُ هَذا الخَلقِ لِلَّهِ وَحدَهُ

وَكُلٌّ إِلَيهِ لا مَحالَةَ راجِعُ

وَلِلَّهِ في الدُنيا أَعاجيبُ جَمَّةً

تَدُلُّ عَلى تَدبيرِهِ وَبَدائيعُ

وَلِلَّهِ أَسرارُ الأُمورِ وَإِن جَرَت

بِها ظاهِراً بَينَ العِبادِ المَنافِعُ

وَلِلَّهِ أَحكامُ القَضاءِ بِعِلمِهِ

أَلا فَهوَ مُعطٍ مَن يَشاءُ وَمانِعُ

إِذا ضَنَّ مَن تَرجو عَلَيكَ بِنَفعِهِ

فَدَعهُ فَإِنَّ الرِزقَ في الأَرضِ واسِعُ

وَمَن كانَتِ الدُنيا هَواهُ وَهَمَّهُ

سَبَتهُ المُنى وَاستَعبَدَتهُ المَطامِعُ

وَمَن عَقَلَ اِستَحيا وَأَكرَمَ نَفسَهُ

وَمَن قَنِعَ استَغنى فَهَل أَنتَ قانِعُ

لِكُلِّ امرِئٍ رَأيانِ رَأيٌ يَكُفُّهُ

عَنِ الشَيءِ أَحياناً وَرَأيٌ يُنازِعُ
8147 مشاهدة
للأعلى للسفل
×