شعر إسلامي

كتابة:
شعر إسلامي


قصيدة لي حبيب أزور في الخلوات

يقول الحلاج في حب الله:

لي حَبيبٌ أَزورُ في الخَلَواتِ

حاضِرٌ غائِبٌ عَنِ اللَحَظاتِ

ما تَراني أُصغي إِلَيهِ بِسِرّي

كَي أَعي ما يَقولُ مِن كَلِماتِ

كَلَماتٍ مِن غَيرِ شَكلٍ وَلا نَق

طٍ وَلا مِثلِ نَغمَةِ الأَصواتِ

فَكَأَنّي مُخاطِبٌ كُنتُ إِيّا

هُ عَلى خاطِري بِذاتي لِذاتي

حاضِرٌ غائِبٌ قَريبٌ بَعيدٌ

وَهوَ لَم تَحوِهِ رُسومُ الصِفاتِ

هُوَ أَدنى مِنَ الضَميرِ إِلى الوَه

مِ وَأَخفى مِن لائِحِ الخَطَراتِ


قصيدة ولد الهدى فالكائنات ضياء

يقول أحمد شوقي في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ

وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ

لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ

وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي

وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا

بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ

وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ

وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ

نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ

فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ

اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ

أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ

يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً

مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا

بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي

إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ

خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ

دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ

هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت

فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ

خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها

إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ

بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت

وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ

وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ

حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ

وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ

وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ

أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ

وَتَـهَـلَّـلَـت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ

يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ

وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ

الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ

فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ

ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت

وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ

وَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم

خَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُ

وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌ

جِــبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُ

نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ

وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ

فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ

وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ

بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم

يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ

يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا

مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ

لَـو لَـم تُـقِـم ديناً لَقامَت وَحدَها

ديـنـاً تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُ

زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ

يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ

أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ

وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ

وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ

مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ

فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى

وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ

وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِراً وَمُـقَدَّراً

لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ

وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ

هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ

وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ

فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ

وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ

وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ

وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌ

تَـعـرو الـنَـدِيَّ وَلِـلقُلوبِ بُكاءُ

وَإِذا قَـضَـيـتَ فَـلا اِرتِيابَ كَأَنَّما

جـاءَ الـخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ

وَإِذا حَـمَـيـتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو

أَنَّ الـقَـيـاصِـرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ

وَإِذا أَجَـرتَ فَـأَنـتَ بَـيتُ اللَهِ لَم

يَـدخُـل عَـلَـيهِ المُستَجيرَ عَداءُ

وَإِذا مَـلَـكـتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها

وَلَـوَ أنَّ مـا مَـلَكَت يَداكَ الشاءُ

وَإِذا بَـنَـيـتَ فَـخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً

وَإِذا اِبـتَـنَـيـتَ فَـدونَـكَ الآباءُ

وَإِذا صَـحِـبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّماً

فـي بُـردِكَ الأَصـحابُ وَالخُلَطاءُ

وَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَو أَعطَيتَهُ

فَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ

وَإِذا مَـشَـيـتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ

وَإِذا جَـرَيـتَ فَـإِنَّـكَ الـنَـكباءُ

وَتَـمُـدُّ حِـلـمَـكَ لِلسَفيهِ مُدارِياً

حَـتّـى يَـضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ

فـي كُـلِّ نَـفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ

وَلِـكُـلِّ نَـفـسٍ فـي نَداكَ رَجاءُ


قصيدة اللَّهُ أًكبرُ دينُ اللَّهِ مُنتَصرٌ

يقول المفتي عبد اللطيف فتح الله:

اللَّهُ أًكبرُ دينُ اللَّهِ مُنتَصرٌ

اللَّهُ أَكبرُ سَيفُ الدّينِ مَسلولُ

اللَّهُ أَكبَرُ دينُ الشِّركِ مُنكسِرٌ

اللَّه أَكبرُ دينُ الكفرِ مَخذولُ

وَالحَمدُ للَّهِ ذي الآلاءِ سيّدِنا

مَنْ مَنّ بِالنّصرِ حيثُ النّصرُ مأمولُ

وَأَيَّد الدّينَ بَعدَ الضَّعفِ مِن فِئةٍ

قَد أَشرَكَت وَبدَت فيها التّهاويلُ

فَتِلكَ عُصْبةُ كُفرٍ في الدُّنى ظَهَرت

بِكُلِّ كَلبٍ غَدا لم يَحكِهِ الغُولُ

تَفِرُّ مِنهُ أُسودُ الغابِ حَيثُ سَطا

وتختَشي سَهمَه الطيرُ الأبابيلُ

يَكِرُّ كَرَّ الضّواري وهيَ عادِيةٌ

وَلَيسَ يُجهِدُه كَدٌّ وتثقيلُ

لا يَعرِفُ المَوتَ لَو دارَت سُلافتهُ

وعمَّ في قومه جَرحٌ وتقتيلُ

يا وَيلَهم مِن غُواةٍ بِئسَ ما صَنعوا

لِلعزِّ فيما بِهِ ذُلٌّ وتَذليلُ

ضلُّوا السّبيلَ أَضلَّ اللَّهُ سَعيَهُمُ

وَكانَ في رَأيهم لا شكَّ تضليلُ

تَبَدَّلوا بِقَبيحِ الكفرِ أقبَحهُ

وَلَذَّ عِندَهمُ في الكفرِ تَبديلُ

كَانوا نَصارى فَصاروا مِن غَباوَتهم

دَهرِيّةً عَهدُهم بِالنقضِ محلولُ

لا بَعثَ لا حَشرَ تَقضيهِ عَقائِدُهم

ولا زَبورَ وتوراةٌ وإِنجيلُ

وَلا نَبِيَّ ولا عيسى ومريَمُهُ

وَلا مَلائِكةً كلّا وَجِبريلُ

هُمُ الفِرنسيسُ أَفنى اللَّهُ دَولَتهم

ونالَها من شديدِ البَطش تزويلُ

بالفَرْمَسونَ تَسمَّوا بِئسَ ما اِبتَدعوا

فَإِنَّهُ بِعَظيمِ الجهلِ مَشمولُ

كَبيرُهم لَم يَكُن نُمروذ يُشبهُهُ

جبراً وعادٌ وفرعونُ المباهيلُ

لَقَد تَسمّى بِبونوبارْتي فبَغى

ورُدَّ بِالبغيِ غَيظاً وَهوَ مَخجولُ

وَقَد دَعا للّذي قَد رامَ عِترتَهُ

وَغَرَّهم مِنهُ تَمويهٌ وَتَدجيلُ

وَقَد طَغوا وَبغَوا إِذ بِالفَسادِ سعَوا

وَلَم يَكُن لهُمُ عَن ذاكَ تَحويلُ

وَصَنَّفوا حِيَلاً بِالمَكرِ قَد عُضِدَت

وَأيَّدَ المَكرَ تَلبيسٌ وَتَخييلُ

وَدّوا اِتخاذَ بِلاد المُسلمينَ وما

دَرَوْا بِأَنَّ الّذي وَدّوهُ مَحظولُ

فَفي غَرايب جاؤوا مِصرَ في سُفُنٍ

قَد كانَ مِنها لِعَينِ الشَّمسِ تَظليلُ

تَملَّكوها بِحَربٍ لا مثالَ لَهُ

وَلَيسَ يَحكيهِ تَشبيهٌ وَتَمثيلُ

بِها أَقاموا لِشَهرِ الصّومِ في أُهَبٍ

لَقَد تَبدّى بِها لِلحَربِ تَكميلُ


قصيدة هو اللّه بسم اللّه

يقول أو مسلم البهلاني:

هو الله بسم الله تسبيح فطرتي

هو الله إخلاصي وفي الله نزعتي

هو الله بسم الله ذاتي تجردت

وهامت بمجلى النور عين حقيقتي

هو الله بسم الله ضاءت فأشرقت

بأنوار نور الله نفس هويتي

هو الله بسم الله في كل لحظة

بأسرار سر الجمع جمع تشتتي

هو الله بسم الله ذرات عالمي

خواتمهما بدء كعالم ذرتي

هو الله بسم الله هبت فشاهدت

بروق جلال من أنا الله غيبتي

هو الله بسم الله شاهدت اسمه

فتاهت بأفناء الفناء أنيتي

هو الله بسم الله فقري محقق

غذائي وذلي باسمه عين عزتي

هو الله بسم الله نور جلاله

به احترقت آفات نفسي ونشأتي

هو الله بسم الله أسرار اسمه

بها صعقت عني شياطين شهوتي

هو الله بسم الله تزكو خواطري

وتصدق إلّا عن مراضيه لفتتي

هو الله بسم الله جردت وحدتي

لوحدته إذ منه لي فيه وحدتي

هو الله بسم الله أنسي شهوده

ولو غيبته العين مت بوحشتي

هو الله بسم الله أوقفت رؤيتي

عليه وديني مخلصاً نفسي رؤيتي

هو الله بسم الله حجي وعمرتي

إلى بيته المعمور إذ هو بضعتي

هو الله بسم الله نفسي مشاعري

ونسكي حياتي والمحبة وقفتي

هو الله بسم الله لولا صلاته

عليَّ لعزتني صلاتي وسجدتي

هو الله بسم الله ما صمت لحظة

على أنني لم تعهد الفطر فطرتي
4208 مشاهدة
للأعلى للسفل
×