شعر الحكمة

كتابة:
شعر الحكمة

شعر الحكمة

نظم الشعراء العديد من القصائد عن الحكمة، وفيما يلي مجموعة من أجملها:

شعر الحكمة للشافعي

من أكثر الشعراء الذين عرفوا بجمال شعر الحكمة لديهم هو الشافعي، وفيما يلي مجموعة من الأبيات الشعرية التي نظمها:

قصيدة: دع الأيام تفعل ما تشاء

يقول الشافعي:

دع الأيام تفعـل مـا تشـاء

وطب نفساً إذا حكم القضـاء

ولا تـجزع لحادثـه الليالـي

فما لحوادث الدنيا بقـاء

وكن رجلاً على الأهـوال جلدا

وشيمتك السماحـة والوفـاء

وإن كثرت عيوبك في البرايـا

وسرك أن يكـون لهـا غطـاء

تستر بالسخـاء فكـل عيـب

يغطيه كمـا قيـل السخـاء

ولا ترى للأعـادي قـط ذلاً

فإن شماتـة الأعـداء بـلاء

ولا تـرج السماحة من بخيـل

فما في النار للظمـآن مـاء

ورزقك ليس ينقصـه التأنـي

وليس يزيد في الرزق العناء

ولا حـزن يـدوم ولا سـرور

ولا بؤس عليـك ولا رخـاء

إذا ما كنت ذا قلـب قنـوع

فأنت ومالـك الدنيـا سـواء

ومن نزلـت بساحتـه المنايـا

فلا أرض تقيـه ولا سمـاء

وأرض الله واسـعـة ولكـن

إذا نزل القضاء ضاق الفضاء

دع الأيام تغـدر كـل حيـن

فما يغني عن الموت الـدواء

قصيدة: ما في المقام لذي عقل وذي أدب

أجمل ما قال الشافعي في الدعوة إلى التنقل والترحال تلك الأبيات:

ما في المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِ

مِن راحَةٍ فَدَعِ الأَوطانَ وَاِغتَرِبِ

سافِر تَجِد عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ

وَاِنصَب فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ

إِنّي رَأَيتُ وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ

إِن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِبِ

وَالأُسدُ لَولا فِراقُ الأَرضِ ما اِفتَرَسَت

وَالسَهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم يُصِبِ

وَالشَمسُ لَو وَقَفَت في الفُلكِ دائِمَةً

لَمَلَّها الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ

وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقىً في أَماكِنِهِ

وَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَبِ

فَإِن تَغَرَّبَ هَذا عَزَّ مَطلَبُهُ

وَإِن تَغَرَّبَ ذاكَ عَزَّ كَالذَهَبِ

قصيدة: أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى

يقول الإمام الشافعي عن حياة الأشراف واللئام:

أَرَى حُمُراً تَرعَى وَتُعلَفُ ما تَهوى

وَأُسداً جِياعاً تَظمَأُ الدَّهرَ لا تُروى

وَأَشرافَ قَومٍ لا يَنالونَ قوتَهُم

وَقَوماً لِئاماً تَأكُلُ المَنَّ وَالسَلوى

قَضاءٌ لِدَيّانِ الخَلائِقِ سابِقٌ

وَلَيسَ عَلى مُرِّ القَضا أَحَدٌ يَقوى

فَمَن عَرَفَ الدَهرَ الخَؤونَ وَصَرفَهُ

تَصَبَّرَ لِلبَلوى وَلَم يُظهِرِ الشَكوى

أبيات شعرية متفرقة للشافعي

ومن أجملها ما يلي:

  • يقول الشافعي عن السكوت عن السفيه:

يخاطبني السفيه بكل قبح

فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلمًا

كعود زاده الإحراق طيبا


  • يقول الشافعي في جواب اللئيم:

قل بما شئت في مسبة عرضي

فسكوتي عن اللئيم جواب

ما أنا عادم الجواب ولكن

ما من الأسد أن تجيب الكلاب


  • يقول الشافعي في جواب السفيه:

إذا نطق السفيه فلا تجبه

فخير من إجابته السكوت

فإن كلمته فرجت عنه

وإن خليته كمدا يموت

سكت عن السفيه فظن

أني عييت عن الجواب وما عييت


  • يقول الشافعي في العلم:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي

فأرشدني الى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نور

ونور الله لا يهدى لعاصي


  • يقول الشافعي بقرب فرج الله:

ولرب نازله يضيق لها الفتــــى

ذرعًا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاته

فرجت وكنت أظنها لا تفرج

شعر الحكمة لزهير بن أبي سلمى

يقول زهير بن أبي سلمى:

ومن لم يصانع في أمورٍ كثيرةٍ

يُضَرّس بأنيابٍ ويوطأ بمنسم

ومن يجعل المعروف من دون عرضهِ

يفره ومن لا يتقي الشتم يُشتمِ

ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلِهِ

على قومه يُستغنَ عنه ويذمم

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه

وإن يرقَ أسباب السماء بسلّمِ

ومن يجعل المعروف في غير أهلهِ

يكن حمده ذمّاً عليه ويندمِ

ومن يغترب يحسب عدوّاً صديقه

ومن لا يكرّم نفسه لا يُكرّمِ

ومهما تكن عند امرءِ من خليقةٍ

وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ

وكائن ترى من صامتٍ لك معجبٍ

زيادتهُ أو نقصه في التكلّمِ

لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤاده

فلم يبقَ إلا صورة اللحم والدمِ
6367 مشاهدة
للأعلى للسفل
×