محتويات
غريبة حيل هالدنيا تفرقنا بدون شعور
- غريبة حيْل هالدنيا تفرقنا بدون شُعُور
- ولا ترحم ولا تعطف ولا تقدّر مَحَبَّتنَا
- صحيح أن الزمن غدَّار وأيام الزمان تَدُورْ
- وصحيح أنّ الوداع صعب هو أعظم مُصِيبَتِنَا
- توادعنا وتفرقنا ومشينا وسط ذاك السُّورْ
- جميلة سنينا كانت سعادتنا وشقَاوَتنَا
- أحد ينسى هذاك الصوت المعروف والْمَشْهُورْ
- يصبحنا مع الطابور ونزيد بِكلمتِنَا
- وعشان نعصي كنّا نأخر الطّابُور
- ونتفلسف وتقهرهم ونجاوبهم بِضَحْكتنَا
شعر بدوي عن رثاء الصديق
- يا قبر ماوصيك باللي بكيناهـ
- ضمه برحمة مثل ضمة يمينه
- يا ربي اجعل جنة الخلد مثواهـ
- وانزل على روحه أمان وسكينة
في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِد
يقول الشاعر محمد مهدي الجواهري في رثاء الصديق:
في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أجِدُ
- أهذِهِ صَخرةٌ أمْ هذِه كبِدُ
قدْ يقتُلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُدوا
- عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِدوا
تَجري على رِسْلِها الدُنيا ويتبَعُها
- رأيٌ بتعليلِ مَجراها ومُعتقَد
أعيا الفلاسفةَ الأحرارَ جهلُهمُ
- ماذا يخِّبي لهمْ في دَفَّتيهِ غد
طالَ التَمحْلُ واعتاصتْ حُلولُهم
- ولا تزالُ على ما كانتِ العُقَد
ليتَ الحياةَ وليت الموتَ مرَحمَةٌ
- فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبَد
واكَبدا قدْ تَقَطَّعَتْ كَبِدي
يقول ابن عبد ربه في رثاء الصديق:
واكَبدا قدْ تَقَطَّعَتْ كَبِدي
- وحَرَّقَتْهَا لواعِجُ الْكَمَدِ
ما ماتَ حَيٌّ لِمَيِّتٍ أَسَفًا
- أَعْذَرُ مِنْ والِدٍ على وَلَدِ
يا رَحمَةَ اللَّهِ جاوِري جَدَثًا
- دَفَنْتُ فِيهِ حُشاشَتي بِيَدِي
وَنَوِّري ظُلْمَةَ الْقُبُورِ على
- مَن لَمْ يَصِلْ ظُلْمُهُ إِلى أَحَدِ
مَنْ كانَ خِلْوًا مِنْ كُلِّ بائِقَةٍ
- وَطَيِّبَ الرُّوحِ طاهِرَ الجَسَدِ
يا مَوت يحيى لَقَدْ ذَهَبْتَ بِهِ
- لَيْسَ بِزُمَّيْلةٍ ولا نَكِدِ
في رحمةِ الله من قد راحَ مبتعدًا
في رحمةِ الله من قد راحَ مبتعدًا
- إنّا إلى الله قول أبردَ الكبدا
في ذمةِ الله أخٌ مسرعٌ ذهبَ
- إلى الرحيمِ إلى جناتِهِ رَغِدا
إذا ذكرناهُ فاضَ الدمعُ وانحدرَ
- فوقَ الخدودِ عجولًا فتَّتَ العَضُدا
كنا رفيقي طريقٍ في الدُنا مُهدا
- لِمَا الرحيلُ وعزمُ البدءِ قد عُقدا
يا صاحبي قد تركِتَ الدنيا مغتربًا
- والصحبُ والأهلُ والجيران والبلدا
الحزنُ يقطعُ قلبًا قبلُ قد قُطعَ
- والشوق يفجُرُ دمعًا غارَ وافتُقِدا
قد كنتَ منَّا كنجم ساطع طلع
- فوق البحارِ ببعضِ الليلِ قد رُصِدا
صاحَ لكَ الله في دارِ البقا فعِش
- عيش الخلودِ سعيدًا هانئًا غَرِدا
صَاحِبٍ رَعَيْتُ دَهْرًَا وُدَّهُ
كما يقول الشاعر محمود سامي البارودي في رثاء الصديق:
صَاحِبٍ رَعَيْتُ دَهْرًَا وُدَّهُ
- وَلَمْ أُبَايِنْ نَهْجَهُ وَقَصْدَهُ
وَكُنْتُ أَرْعَى بِالْمَغِيبِ عَهْدَهُ
- بَلْ كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَعِيشَ بَعْدَهُ
وَطَالَما أَرْغَمْتُ فِيهِ ضِدَّهُ
- وَذُدْتُ عَنْهُ مَا يَعُوقُ وَكْدَهُ
حَتَّى إِذَا مَا الدَّهْرُ أَوْرى زَنْدهُ
- صَعَّرَ لِي بَعْدَ الصَّفَاءِ خَدَّهُ
وَجَازَ فِي بَعْضِ الأُمُورِ حَدَّهُ
- فَلَمْ أُحَاوِلْ رَدْعَهُ وَرَدَّهُ
وَلَمْ أُكَدِّرْ بِالْعِتَابِ وِرْدَهُ
- وَلَوْ أَرَدْتُ أَن أَفُلَّ حَدَّهُ
لَقُلْتُ فِيهِ مَا يَحُزُّ جِلْدَهُ
- لَكِنَّنِي تَرَكْتُهُ وَحِقْدَهُ
شَأْنُ امْرِئٍ فِي الْمَجْدِ يَرْعَى مَجْدَهُ
- كُلُّ امْرِئٍ يُنْفِقُ مِمَّا عِنْدَهُ
لَهْفِي عَلَيْكَ صَدِيقَ شَطِّ الدَّارِ
لَهْفِي عَلَيْكَ صَدِيقَ شَطِّ الدَّارِ
- بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَحْدَةُ الْأَقْدَارِ
الْغُرْبَةُ السَّوْدَاءُ، وَالنَّأْيُ الَّذِي
- قَطَعَ الْفُؤَادَ بِسَيْفِهِ الْبَتَّارِ
جَمَعَتْ بِنَا دَارُ التَّنَائِي حِقْبَةً
- أَغْنَتْ عَنِ الْأَنْسَابِ وَالْأَصْهَارِ
عِشْنَا بِهَا صَحْبًا نُعَزِّي أَنْفُسًا
- مَا ضَمَّ جَمْعًا مَجْلِسُ السُّمَّارِ
لَكِنْ رَحَلْتَ، وَكُلُّ حَيٍّ رَاحِلٌ
- هَلْ هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ قَرَارِ؟
قَدْ شَاءَتِ الْأَقْدَارُ أَنْ تَقْضِي هُنَا:
- بُعْدٌ، وَشَحْطُ مَسَافَةٍ، وَمَزَارِ
تَبْكِيكَ عَيْنِي يَا أُخَيَّ بِحُرْقَةٍ
- مَا عَنَّ ذِكْرُكَ يَا (أَبَا عَمَّارِ)
يَا مَنْ عَهِدْتُكَ لِلْخُطُوبِ مُجَالِدًا
- وَالْخَطْبُ حَوْلَكَ ذُو لَظًى وَأُوَارِ