شعر بدوي عن الصديق

كتابة:
شعر بدوي عن الصديق

كتبت أنا في تالي الليل بيتين

قالت عائشة العطوي:

كتبت أنا في تالي الليل بيتينْ

لعيون من يسوى جميعَ الخلايقْ

الِّي معاهدني علي الزين والشينْ

واللي بشوفه يصبح الفكر رايقْ

الصاحب الِّلي منزله داخل العينْ

هو الخوي وقت السعهْ والضوايقْ

والله ماني على مدح الرياجيل بخيل

قال محمد الرويلي: [١]

والله ماني على مدح الرياجيل بَخيلٍ

خاصه لا جيت أمدح في زحول الرّجال

المشكله مدحهم حمل لا شلته ثَقِيلْ

من ثقلها ما يقدر عليها كبار الْجمَالْ

حتى لو تحاملت على حملها لا بد يَميل

مال الجمل حيله على حمل الْأَثْقَال

أجل وش حيله قلم بالقصايد يَخيل

في معانيها صدق من مزون الْخَيَالَ

قصيدة ماهي غزل فالطرف الْكَحِيل

ولا هي عتاب وشكوى حال دُونَ حَال

قصيدة مدح في ذاك الشَّهْم الْأَصيل

أبو عبدالله اللّي يشهد له فوح الدّلَال

سر يا قلم واكتب من المدح ما طاب

قال سلامة حمود العطار:

سر يا قلم وأكتب من المدح ما طَاب

في اللي جزيل المدح يستّاهِلونَّه

ناس مزايين والرجا فيهم ما خاب

الروح و القلب فدى لهم لو يطلِّبُونَه

وأكتب لهم شيك محبّه مفتوح الحِساب

يسحبون من رصيد الغلى وأبد ما ينْقِصُونَه

الصاحب اللي يرفع الراس طاريه

الصاحب اللي يرفع الرأس نشْرِيهْ

نوفي له الميزان ونكرم جَنَابَه

ونزيد في حقه ونأخذ وَنعْطِيّه

ولانسمع النّمّام مهما حَكَى بَه

نبقى على طول الزمن في حَراويّه

ونفذ لأنّنا سمعنا جَوَابَه

ياللّه عسى الطّيِّب على هَقّوتِي فِيّه

لاجا نهارًا فيه قامت حَرْبَه

وياللّه حيّ اللّي لِيا احتجت نَدَّعِيه

أنا أشهد أنّه فالمواقف يُجَابِهْ

نفرح ليامنا مشينا نِخاويه

الجُود طَبعه والمراجل زهابهْ

وليا نخيته فز ماقال لك لِيّه

ياسعد منهو فلمواقف غزابَهْ

حي القبيلة وحيّ منهو مربّيه

الأصل واحد والذيابه تشَابه

غريبة حيل هالدنيا تفرقنا بدون شعور

غريبه حيْل هالدنيا تفرقنا بدون شُعُور

ولا ترحم ولا تعطف ولا تقدّر مَحَبَّتنَا 

صحيح أن الزمن غدَّار وأيام الزمان تَدُورْ

وصحيح أنّ الوداع صعب هو أعظم مُصِيبَتِنَا

توادعنا وتفرقنا ومشينا وسط ذاك السُّورْ

جميله سنينا كانت سعادتنا وشقَاوَتنَا

أحد ينسى هذاك الصوت المعروف والْمَشْهُورْ

يصبحنا مع الطابور ونزيد بِكلمتِنَا

وعشان نعصي كنّا نأخر الطّابُور

ونتفلسف وتقهرهم ونجاوبهم بِضَحْكتنَا

خاب الرجا يا صاحبي لامع الصيت

خاب الرَّجا يا صاحبِي لامع الصيتْ

الصاحب إللِي عند كل حاجة عَدَمتِه

جابتني الحاجة وجيتك على الْبَيْت

وأفشيت لك سرن بِنفسي لَزَمَتَه

أَبيّك تنقذ ظامري من التَنَاهِيِّت

الله يساعدني على إللي كِتمتْه

ووعدتني والظّاهر إنّك تَنَاسَيْت

أهملت وعدي يا الصَّديق وضَممتَه

عاملتني كنِّيّ خطايه السَلاحِيت

مُقبل تُرحب به ومقفي شَتمته

لكن قولُو له تراني تَرَاخَيْت

واللّيّ بنيته من صَدَاقه هَدَمتَه

وإن ضاق صدري لِفضل الهجن شَدَّيِت

حرى نهر هموم اللي ركبت وَزَهِمَتَه

وشديت لِديار الجدود وتَسَلَّيْت

أمشي نهاري وأسود اللّيْل نَمته

وإن شفت مجلس ذلّ عنه تناحيت

والنّفس عن باقي المذله عِصْمَتَه

ما يعرف الخوة يا كُود الأصاحيب

ما يعرف الخوّة يا كَوَد الأصَاحِيبْ

اللي يحفظون الصداقة أمَانَه

شرواكم هم أهل الوفاء والمُواجِيبْ

وإلا الردي دايم طويل لِسَانَه

ومن لا يعرف العيب ما همه الْعَيبْ

حتى لو إن العيب يلحق إخُوانَه

وعود البخور ليحترق ريحته طيّبْ

وطيب الرجل بالمرجله والشهامَه

وبعض العرب زلات هرجه عذاريّبْ

وبعض العرب زلات هرجه ميانَه

وأكثر مثل يطري علي قبل لا غيبْ

ترا الخوي ياناس مثل الأمانَه

أَدري قليل الوصل مني خطيّة

أدري قليل الوصل مني خَطيّه

لكن زماني مجبور أنّي أَجَاريَه 

أنا أشهد إنّ صورتك في القلب حَيّه 

وأنا رفيقك ما تغير مَبَادِيه 

أكتبه شعري عسى شعري يجود

أَكَتبه شِعريّ عَسَى شعريّ يِجُودْ

بالحروف اللّيِّ حلاها من حَلاَك

كُلّ حَرفٍ ما بَلَغ وصفك حَسُود

لعنُبو قَافَ عجز يَلحق مَدّاك

لو أكتب احساسي بالأشعار وأبديه

لو أكتب إحساسيّ بالأشعار وأبّديِّه

فيك المشاعر كيف بس اخْتَصَرَهَا

قدرك كبير ويعجز الشعر يوفيِّه

كل القصايد فيك ينضب بحرَهَا

أرفع يديني وأسأل الله وارجيِّه

ينجيك من شر الحياه وكدرَهَا

من رافقك والله حشا ما يخليك

من رافقك والله حشا ما يِخْلِيِّك

لو عاشرك كل الدّهر ما يَمْلِك

أنا أشهد إنّي حرت مدري وش أسَمِّيك

كل الخصال النادرة ينتمن لَكْ

الطيب كنه شابك إيديه في إيديك

إن كان له صاحب فهو صاحب لَكْ

الصداقة كنز معناها جميل

الصداقة كنز معناها جَمِيل

من ملكها أشهد أنّه مَلِكٌ

تعرف أوصافك من أوصاف الْخَلِيل

والصديق أحيان أقرب من أهْلك

من كلام المصطفى سقنا الدَّليل

الجليس اثنين واحدهم هلك

حامل المسك طبـن لِلْعَلِيل

صاحب للخير بدروبه سلْكٌ

لو تحس بضيق للضيقة يزيل

لو تغيب شوي عن الحال سَألكٌ

والجليس السوء النذل الرَّذِيل

نافخ الكير من الكير شَعَّلَك

مايعين بخير خيره مُسْتَحِيلٌ

ما وراه إحسان يجهل بِجهَلك

لو تمر بسوء دور لك بَدِيلْ

خاين ما شال هم لِزَعَلك

الفضل لله والشكر الْجَزِيلْ

يا فؤادي خير من المولى شَملَك

البداية عين وآخرها سَبِيلٌ

والوسط أبرة وفكر بِمهْلك

الصاحب اللي يرفع الراس نشريه

الصَّاحب اللّيّ يَرفَع الرّأس نَشْرِيه

نُوفي له المِيزان ونكرم جَنَابَهْ

ونزيد فِي حقّه ونَأْخذ ونعْطِيه

ولا نسمع النّمام مَهْمَا حَكَى بهْ

الصاحب اللي تجي من يمه الزلة

الصَّاحِب اللّي تجي مِن يمه الزَّلَّة

آصد عنها ولِد لْعلمه الراقِيْ

أحيان من طيبها لي فاحت الدَّلَّة

تنثر بعضها ونشرب بعْضها الباقِيْ

نافي خاطري كلمه ولا ني قادر اخفيها

أنا في خاطري كلمه ولا ني قادر اخْفِيهَا

يقولون الزمن غادر وأنا اقول الزمن وَافِي

يقولون الصداقه سنين تبعدها وتدنيها 

وأقول أنّ القلوب أقوى ما بين إحساسه وإحْسَاسَي

صداقةً ترم خلتني مع رقة مَعَانِيِهَا  

كتبت من الوفا قصَّـه أدونها بِتِجَرابي

ألا كلّ الحلى منهو بهالدنيا يُوَازِيهَا  

صديقه لا قسى وقتي وغدى بي الدهر جَافي 

عسى الله بالفرح يملى حياته وكل أَمَانِيِهَا

بفضل الله يحققها ويبقى قلبها صَافِي

وعسى المولى يخليها لعين دوم ترجِّيِها  

وتبقى بيننا الصحبه على مرِّ الزمن كَافي

وصلاة الله على طه عدد ما نادى نَادِيَهَا 

في يوم الضيق يوم العبد يلجأ ربنا حَافي


لقراءة المزيد من الشعر البدويّ، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: شعر بدوي عن الأخ.

المراجع

  1. "قصيدة مدح في رجل كريم"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-10. بتصرّف.
6247 مشاهدة
للأعلى للسفل
×