محتويات
الأم
الأم هي مصدر الأمان والحب والعطاء في الأرض، هي الصدر الذي يحتويك إن شعرت ببرد الجرح، وقسوة الأيام، وظلم الدنيا لك، هذه بعض الأشعار الحزينة المكتوبة في الأم:
شعر حزين عن الأم
قصيدة أغرى امرؤ يومًا غلامًا جاهلًا
فيما يأتي قصيدة أغرى امرؤ يومًا غلامًا جاهلًا:[١]
أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً
- بنقوده حتّى ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى
- ولك الدّراهم والجواهر والدّرر
فمضى وأغمد خنجراً في صدرها
- والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنّه من فرط سرعته هوى
- فتدحرج القلب المضرج إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفّر
- ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
زر والديك وقف على قبريهما
- فكأنني بك قد نقلت إليهما
لو كنت حيث هما وكانا بالبقا
- زاراك حبواً لا على قدميهما
ما كان ذنبهما إليك فطالما
- منحاك نفس الودّ من نفسيهما
كانا إذا ما أبصرا بك علة
- جزعا لما تشكو وشق عليهما
كانا إذا سمعا أنينك أسبلا
- دمعيهما أسفاً على خديهما
وتمنيا لو صادفا بك راحة
- بجميع ما تحويه ملك يديهما
ولتلحقنهما غداً أو بعده
- حتماً كما لحقا هما أبويهما
ولتندمنّ على فعالك مثل ما
- ندما هما قدماً على فعليهما
بشراك لو قدّمت فعلاً صالحاً
- وقضيت بعض الحق من حقيهما
وقرأت من آي الكتاب بقدر ما
- تسطيعه وبعثت ذاك إليهما
وَبَذَلتُ مِن صَدَقاتِ مالِكَ مِثلَ ما
- بَذَلا هُما أَيضاً عَلى أَبَويِهِما
فَاِحفَظ حَفَظتَ وَصِيَتي وَاعمَل بِها
- فَعَسى تَنالَ الفَوزِ مِن بِرَيهِما
لأمك حق لو علمت كثير
- كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي
- لها من جواها أنة وزفير
وفي الوضع لو تدري عليها مشقة
- فمن غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها
- وما حجرها إلا لديك سرير
وتفديك مما تشتكيه بنفسها
- ومن ثديها شرب لديك نمير
وكم مرة جاعت وأعطتك قوتها
- حناناً وإشفاقا وأنت صغير
فآها لذي عقل ويتبع الهوى
- وآها لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها
- فأنت لما تدعو إليه فقير
قصيدة وشتَان من يبكي على غيرِ عرفة
وَشَتَّانَ مَنْ يَبْكِي عَلَى غَيْرِ عِرْفَة
- جزافاً، وَمنْ يبكي لعهدٍ تجرما
لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ
- وَكانَ بودي أنْ أموتَ وَيسلما
وَأيُّ حياة بعدَ أمًّ فقدتها
- كَمَا يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا
تَوَلَّتْ، فَوَلَّى الصَّبْرُ عَنِّي، وَعَادَنِي
- غرامٌ عليها، شفَّ جسمي، وأسقما
وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ ذكرة تَبْعَثُ الأَسى
- وَطَيْفٌ يُوَافِيني إِذَا الطَّرْفُ هَوَّمَا
وَكانتْ لعيني قرة، وَلمهجتي
- سروراً، فخابَ الطرفُ وَالقلبُ منهما
فَلَوْلاَ اعْتِقَادِي بِالْقَضَاءِ وَحُكْمِهِ
- لقطعتُ نفسي لهفة وَتندما
فيا خبراً شفَّ الفؤادَ، فأوشكتْ
- سويدَاؤهُ أنْ تستحيلَ، فتسجما
إِلَيْكَ؛ فَقَدْ ثَلَّمْتَ عَرْشاً مُمنَّعاً
- وَفللتَ صمصاماً، وَذللتَ ضيغما
أشادَ بهِ الناعي، وَكنتُ محارباً
- فألقيتُ منْ كفى الحسامَ المصمما
وَطَارَتْ بِقَلْبِي لوعة لَوْ أَطَعْتُهَا
- لأَوْشَكَ رُكْنُ الْمَجْدِ أَنْ يَتَهَدَّمَا
وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي، لأَنْثَنِي
- عنِ الحربِ محمودَ اللقاءِ مكرما
فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الْجُنْدَ صِبْغٌ مِنَ الدُّجَى
- وَعَادَ كِلاَ الْجَيْشَيْنِ يَرْتَادُ مَجْثِمَا
صَرَفْتُ عِنَانِي رَاجِعاً، وَمَدَامِعِي
- على الخدَّ يفضحنَ الضميرَ المكتما
فَيَا أُمَّتَا، زَالَ الْعَزَاءُ، وَأَقْبَلَتْ
- مَصَائِبُ تَنْهَى الْقَلْبَ أَنْ يَتَلَوَّمَا
وَكُنْتُ أَرَى الصَّبْرَ الْجَمِيلَ مثوبة
- فَصِرْتُ أَرَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَأْثَمَا
وكيف تلذُّ العيشَ نفسٌ تدرعتْ
- منَ الحزنِ ثوباً بالدموعِ منمنما؟
تألمتُ فقدانَ الأحبة جازعاً
- وَمنْ شفهُ فقدُ الحبيبِ تألما
وَقدْ كنتُ أخشى أنْ أراكِ سقيمة
- فكيفَ وَقدْ أصبحتِ في التربِ أعظما؟
بَلَغْتِ مَدَى تِسْعِينَ فِي خَيْرِ نعمة
- وَمنْ صحبَ الأيامَ دهراً تهدما
إِذَا زَادَ عُمْرُ الْمَرْءِ قَلَّ نَصِيبُهُ
- منَ العيش وَالنقصانُ آفة من نما
فيا ليتنا كنا تراباً، وَلمْ نكنْ
- خلقنا، وَلمْ نقدمْ إلى الدهرِ مقدما
أَبَى طَبْعُ هَذَا الدَّهْرِ أَنْ يَتَكَرَّمَا
- وَكَيْفَ يَدِي مَنْ كَانَ بِالْبُخْلِ مُغْرَمَا؟
أَصَابَ لَدَيْنَا غِرَّة، فَأَصَابَنَا
- وَأَبْصَرَ فِينَا ذِلَّة ً، فَتَحَكَّمَا
وَكيفَ يصونُ الدهرُ مهجة عاقلٍ
- وَقدْ أهلكَ الحيينِ: عاداً، وَجرهما
هوَ الأزلمُ الخداعُ ، يحفرُ إنْ رعى
- وَيَغْدِرُ إِنْ أَوْفَى، وَيُصْمِي إِذَا رَمَى
فَكَمْ خَانَ عَهْداً، واسْتَبَاحَ أمانة
- وَأخلفَ وعداً ، وَاستحلَّ محرما
فإنْ تكنِ الأيامُ أخنتْ بصرفها
- عَلَيَّ، فَأَيُّ النَّاسِ يَبْقَى مُسَلَّمَا؟
وَإني لأدري أن عاقبة الأسى
- وإِنْ طَالَ لاَ يُرْوِي غَلِيلاً تَضَرَّمَا
وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَرَى الصَّبْرَ سُبَّة ً
- عَلَيْهَا، وَتَرْضَى بِالتَّلَهُّفِ مَغْنَمَا
وَكَيْفَ أَرَانِي نَاسِياً عَهْدَ خلة
- ألفتُ هواها: ناشئاً، وَمحكما
وَلَوْلاَ أَلِيمُ الْخَطْبِ لَمْ أَمْرِ مقلة
- بِدَمْعٍ، وَلَمْ أَفْغَرْ بقافية فَمَا
فيا ربة القبرِ الكريمِ بما حوى
- وَقَتْكِ الرَّدَى نَفْسِي وَأَيْنَ؟ وَقَلَّمَا
وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ فدية رَاحِل
- تَخَرَّمَهُ الْمِقْدَارُ فِيمَنْ تَخَرَّمَا؟
سقتكِ يدُ الرضوانِ كأسَ كرامة
- منَ الكوثرِ الفياضِ معسولة اللمى
وَلاَ زالَ ريحانُ التحية ناضراً
- عليكِ ، وَهفافُ الرضا متنسما
لِيَبْكِ عَلَيْكِ الْقَلْبُ، لاَ الْعَينُ؛ إِنَّنِي
- أرى القلبَ أوفى بالعهودِ وَأكرما
فواللهِ لاَ أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ
- وَمَا حَنَّ طَيْرٌ بِالأَرَاكِ مُهَيْنِمَا
عَلَيْكَ سَلاَمٌ لاَ لقاءة بَعْدَهُ
- إِلَى الْحَشْرِ إِذْ يَلْقى الأَخِيرُ الْمُقَدَّمَا
قصيدة رَحِمُ الأُمّ لَعنَة أَنتَ مِنهُ
فيما يأتي قصيدة رَحِمُ الأُمّ لَعنَة أَنتَ مِنهُ لإلياس أبو شبكة:[٢]
رَحِمُ الأُمّ لَعنَةٌ أَنتَ مِنهُ
- في دِمائي كانَت وَفي أَعراقي
أَم عِقاب لما تَسَّحقَّ مِن حُـ
- ـبّيَ في لِذَّتي وَفي أَشواقي
حمَلَت أَمك القنوط إِلى وَجـ
- ـهيَ وَكنتَ الرجاءَ في أَعماقي
جِئتَ في سحنَة المسوخِ فَلِم حَطَّـ
- ـمتَ حِلماً نَما عَلى أَحداقي
أَلِأَنّي بَذَلت حُبّي وَلَم أُطـ
- ـعِمكَ مِنهُ سِوى الفَتات الباقي
عِشتَ في مُقلَتَيَّ ساعَة هَول
- حَجَرَت غَصَّتي عَلى إِشفاقي
وَأَرَتني كَأَنَّني في جُثام
- عالِماً فيكَ موحِش الآفاقِ
فَرَأَيت المَسخ المُخيف عَلى أَكـ
- ـمَلِ حُسنٍ وَالقزمُ في العملاقِ
وَلِسانَ الثُعبانِ في قُبلَةِ الصِـ
- ـدّيقِ وَالسمّ في الشَرابِ الواقي
وَسمعتُ الفَحيحَ في النَغَمِ العَذ
- بِ وَصَوتَ العَدُوِّ في الميثاقِ
كَم نُفوسٍ رَأَيتُها تَلفظ الأَثـ
- ـمَ فَيَرقى مِنها إِلى الأَرياقِ
لَذَّة الإِثمِ كَيفَ تَمقَتها النَفـ
- ـسُ وَيَحلو عَصيرُها في المَذاقِ
كَم فَتى يَسعر الجَحيم بِعَينَيـ
- ـهِ وَفي القَلبِ لِلسَّماءِ مَراقِ
وَلَقَد يَنصُر الجَحيم فَيردي
- بَعضُهُ ما بِبَعضِهِ مِن خلاقِ
وَسَمِعتُ الحَياةَ تَهتِفُ في نَفـ
- ـسي فَيصدي الهتاف في أَبواقي
أَهلك المائِتونَ في رَحَمي الحُـ
- ـبَّ وَسَمّوا الزَلال في تِرياقي
فَطرحتُ الأَقزامَ في أَسواقي
- عَبراً لِلدمارِ في العُشاقِ
وَرَأَيتُ الفِردَوسِ لَفَّت أَفاعيـ
- ـهِ غُصوني وَكَمَّشت أَوراقي
وَتَراءَت ليَ الطَبيعَةُ دُنيا
- مِن كَمال نسيقَة الأَذواقِ
فَرَأَيتُ الجَماد شَبعان حُبّاً
- كلُّ صَدرٍ عَلَيهِ ثديٌ ساقِ
إِنَّ في الحُبِّ صورَةَ اللَهِ لكِن
- أَينَ في الخَلقِ صورَةُ الخَلّاقِ
قصيدة هي الأم مبدأ وحي رحيم
فيما يأتي قصيدة هي الأم مبدأ وحي رحيم للشاعر فواغي صقر القاسمي:[٣]
هي الأم مبدأ وحي رحيم
- هي الروض والسهل والرابية
هواء تخلل في عمق كون
- لينبت ألوانه الزاهية
وينسج لحن حياة النعيم
- على سترة الروح والعافية
كحضن السماء ارتواء البوادي
- هطولاً من اللهفة الحانية
دثارٌ دفيء بليل الصقيع
- وعذب النسيمات في القاسية
إذا كان للكون مثقال حب
- لكان لها الكفة الباقية
قصيدة كتبت إليك يا أمي
:كتبتُ إليكِ يا أمي
:نشيداً في المَدى انسَرَبا
:أُعبّرُ فيه يا أمي
:عن الدمع الذي انسَكبا
:عن القلبِ الذي اضّطربا
:عن الفكر الذي شرَدا
:عن الشوق الذي اتَّقدا
:ولم أُشعِرْ به أحَدا!
:عن الأحزانِ في الصدر
:عن الأفراح في القبر
:فمنذ رحلتِ يا أمي
:وحزني، آهِ مِن حزني!
:يُطاردُني يحاصرُني
:فتَفضَحُ عبرةُ العين
:بصمتٍ بعضَ أشواقي
:فأسجدُ في مَدى الصبر
:وتسري نغمةُ الشكر
:بأعماقي وأوراقي
:على الشباّكِ يا أمي
:وقفتُ بظلِّ ذِكراكِ
:هنا كنا بأكنافِ الهَنا نَسمَرْ
:بظلّ الليلِ إذ أقمَرْ
:هنا الأوراقُ والقلمُ
:هنا التلفازُ والحرَمُ
:هنا المصحَفْ
:هنا الإيمانُ قد رفرَفْ
:ولا تدرينَ يا أمي
:ولا أدري متى ألقى مُحياّكِ؟
:دعوتُ اللهَ يا أمي ليجمعَنا
:بميعادِ هناكَ بصحبة الهادي
:هناكَ سيَنجلي همّي
:ويَسعَدُ قلبيَ الباكي
:وحتى ذاكَ يا أمي
:يميناً لستُ أنساكِ
المراجع
- ↑ "أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً"، البيت العربي، اطّلع عليه بتاريخ 5/5/2022. بتصرّف.
- ↑ "رحم الأم لعنة أنت منه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/5/2022. بتصرّف.
- ↑ "ماهي قصيدة: هي الأم مبدأ وحي رحيم"، محتوى سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/5/2022. بتصرّف.