محتويات
قصيدة هلموا بني أمي إلى جنة المأوى
للشاعر إبراهيم الرياحي:
هَلَمُّوا بني أمّي إلى جنّة المأوى
- تَرَوْا حُسْنَ ما فيها من الْمَنِّ والسَّلْوَى
إلى مجلسٍ طابت عناصر سرّه
- بفضل الإِلهِ عالمِ السرّ والنَّجْوَى
جرت فيه من فَيْضِ الرّسول سحابةٌ
- فهو كما تدري حصونٌ من البّلْوَى
على كلّ ذي شَأْوٍ فأصبح في الورى
- عَلِيَّ الذّرى لا يدركون له شَأْوَا
فَقُلْ للّذي ينهاك عن طيب نشره
- ويعذل ما لي عن محاسنه سَلْوَى
إلى حضرة الأَزْكَى المكمّل مَنْ له
- بَرَاهِنُ فضلٍ عن جميع الورى تُرْوَى
إمام الهدى هو ابْنُ عيسى محمّدٌ
- شريفُ الورى أَصْلاً وأَكْرَمُهُمْ مَثْوَى
قديماً عَلاَ حتى تمهّد ذروةً
- تُذَرّي فحولَ النّاس ما دونها ذروى
ألا يا ابنَ عيسى مَنْ يساويك رفعةً
- وهل يستوي أعلى الروائح بالأَسْوَا
حِمَاك وإلا ما تُنالُ حمايةٌ
- وحُسْنُكَ أَوْ كُلُّ المحاسن لا تُهوى
وفيك وإلاّ ما تَوَشَّحُ مِدحَةٌ
- ومنك وإلاّ مَنْ يجيب بذي الشّكْوَى
ففيك أماني يا مُناي ومنيتي
- وأترك من يروي ملاميَ لا يروى
وأقتل نفسي في رضاك صبابةً
- إلى أن أرى وَجْهَ العواذل لي يُشْوَى
دعوني ولومي في ابن عيسى فإنّني
- أرى لَوْمَهُ أشهى من المنّ والسّلوى
قصيدة يا صاحب العيس التي رحلت
للشاعر الأخضر اللهبي:
يا صاحِبَ العيسِ الَّتي رُحِلَت
- مَحبوسَةً لِعَشِيَّةِ النَفرِ
اُمرُر عَلى قَبرِ الوَليدِ فَقُل لَهُ
- صَلّى الإِلَهُ عَلَيكَ مِن قَبرِ
يا واصِلَ الرَحمِ الَّتي قُطِعَت
- وَأَصابَها الجَفَواتُ في الدَهرِ
إِنّي وَجَدتُ الخِلَّ بَعدَكَ كاذِباً
- فَبَرِئتَ مِن كَذِبٍ وَمِن غَدرِ
وَلَقَد مَرَرتُ بِنِسوَةٍ يَندُبنَهُ
- بيضُ السَواعِدِ مِن بَني فِهرِ
تَبكي لِسَيِّدِها الأَجَلِّ وَما
- تَبكينَ مِن نابٍ وَلا بَكرِ
يَبكينَهُ وَيَقُلنَ سَيِّدَنا
- ضاعَ الخِلافَةُ آخِرَ الدَهرِ
ماذا لَقيتَ جُزيتَ صالِحَةً
- مِن جَفوَةِ الإِخوانِ لَو تَدري
قصيدة يا قبر اتباع الرئيسِ توافدوا
للشاعر إلياس فياض:
يا قبرُ اتباع الرئيسِ توافدوا
- فانظر أيأذن أن يكون خطابُ
مثلوا كعادتهم لديهِ وإِنما
- قد حالَ من دونِ اللقاءِ حجابُ
قد أَوحشَت أسماعهم أَلفاظهُ
- فتسارعوا متشوّقين فخابوا
غفلوا وكان كليمُهم مستيقظاً
- فاستيقظوا وإذا الكليمُ ترابُ
اخلع حذاءَكَ فالمقام مقدسُ
- فهنا إِمام الشعر والمحرابُ
يا كعبةَ الأدباء عفوكَ عن فتىً
- ساقتهُ نحوَ ضريحكَ الآدابُ
حسبي بها زُلفى إليك وإن يكُن
- من دونِ مرقاك الرفيع سحابُ
قد جئتُ فيمن جاءَ لحدكَ راثياً
- لكنَّ شعري بالقصورِ يُشابُ
فأذَن لروحك أن تشارفَ منطقي
- فيشوقَ منهُ رونقٌ وشبابُ
فرضٌ على الشعراءِ ذكركَ خالداً
- ما دامَ يُذكرُ شاعرٌ وكتابُ
وكم من صحيح بات للموت آمنًا
سابق البربري:
وكم مِن صَحِيحٍ بات للموتِ آمنا
- أتتهُ المَنَايا بَغتةً بعدما هَجَع
فلم يستطع إذ جاءه الموتُ بَغتَةً
- فِراراً ولا مِنهُ بِقُوَّتِه امتَنَع
فأصبح تَبكِيهِ النِّساءُ مُقَنَّعا
- ولا يَسمَعُ الدَّاعِي وإن صوتُه رَفَع
وقُرِّب من لَحدٍ فَصَارَ مَقِيلَه
- وفارق ما قَد كان بالأَمس قد جَمَع
فلا يَترُكُ الموتُ الغَنِيَّ لِمَالِه
- ولا مُعدِما في المال ذا حاجةٍ يَدَع
قصيدة نور الثريا خبا تحت الخبا الحجري
للشاعر سليمان الصولة:
نور الثريا خبا تحت الخبا الحجري
- أم نور وجه ثريا الكوكب البشري
نور التي دجت الدنيا لغيبتها
- لما نعاها كسوف الشمس والقمر
غزالة كان نور الحسن إن سفرت
- بآية الأنس يمحو آية الكدر
ما كان أشنع يوماً قيل فيه ثوت
- تلك الغزالة ذات الطوق والأُزُرِ
ما كنت أحسبني أبقى وقد سقطت
- علي صاعقةٌ من ذلك الخبر
يا لوعتي يا عذابي ما بقيت لغي
- ر الهم والغم والأحزان والسهر
واحسرتاه على ذاك الجمال وذي
- ياك الدلال وذاك المنظر النضر
وحلية اللطف والظرف التي خطفت
- أجداثُ زحلة منها أكرم الدرر
ما كان مهد ثريّا اللدن يعجبها
- ما بالها اتخذت مهداً من الحجر
لا فرق بين تقٍ ثاوٍ به وشقٍ
- أو بين ذي فاقةٍ عارٍ وبين سري
ما كنت أحسب أن الشمس تغرب في
- نعشٍ تسير به السادات للحفر
حتى تناولها من نعشها جدثٌ
- في بطن زحلة لم يشفق على بشر
فأي حزنٍ عليها غير مجتمعٍ
- وأي دمعٍ عليها غير منتثر
وأي صبرٍ عليها غير مفترقٍ
- وأي قلبٍ عليها غير منكسر
باللَه يا لحدُ دامت مثلها خُلقت
- تفترُّ عن لؤلؤٍ في خاتم عطر
ودام رونقها أم باد وانصرفت
- عنها حلاوة ذاك الناظر الحوري
ارفُقْ بها ارفق فقد كانت أناملها
- تكاد من ترفٍ تدمى من الحَبَر
واشفق على ياسمينٍ كان ذا شفقٍ
- في روض وجنتها من وردة الخفر
ضاعفت يا موت أحزاني على ولدي
- بها وبنتي ولم تترك ولم تذر
ما للدموع التي لولا ملوحتها
- أغنت خضارمها الدنيا عن المطر
تجري لتغرقني والحزن يسعفها
- لم لا تكفكفها عني يد الحذر
أهان ياموت عندي بعدهم غرقي
- نعم نعم هان لما بان مصطبري
يا ليتني يا ثريا في ضريحك أو
- يا ليته يا ثريّا كان في بصري
أو ليت كان الفدا يا مهجتي رمقي
- بيابس العشب يفدي يانعالشجر