شعر زهير بن أبي سلمى في المدح

كتابة:
شعر زهير بن أبي سلمى في المدح


قصيدة: أمن أم أوفى دمنة لم تكلم

قال زهير بن أبي سلمى في مدح هرم بن سنان، والحارس بن عوف في معلقة أمن أم أوفى دمنة: [١]

فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ

رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ

يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما

عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ

تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما

تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ

وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً

بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ

فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ

بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ

عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها

وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ

فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم

مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ

تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت

يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ

يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً

وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ

فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً

وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ

فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم

لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ

يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر

لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ

وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ

وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً

وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ

فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها

وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ

فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم

كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ

فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِها

قُرىً بِالعِراقِ مِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ

لَعَمري لَنِعمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيهِمُ

بِما لا يُواتيهِم حُصَينُ بنُ ضَمضَمِ

وَكانَ طَوى كَشحاً عَلى مُستَكِنَّةٍ

فَلا هُوَ أَبداها وَلَم يَتَجَمجَمِ

وَقالَ سَأَقضي حاجَتي ثُمَّ أَتَّقي

عَدُوّي بِأَلفٍ مِن وَرائِيَ مُلجَمِ.


قصيدة: إن الخليط أجدّ البين فانفرقا

قال زهير بن أبي سلمى في مدح هرم بن سنان:[٢]

بَلِ اِذكُرَن خَيرَ قَيسٍ كُلِّها حَسَباً

وَخَيرَها نائِلاً وَخَيرَها خُلُقا

القائِدَ الخَيلَ مَنكوباً دَوابِرُها

قَد أُحكِمَت حَكَماتِ القِدِّ وَالأَبَقا

غَزَت سِماناً فَآبَت ضُمَّراً خُدُجاً

مِن بَعدِ ما جَنَبوها بُدَّناً عُقُقا

حَتّى يَأُوبَ بِها عوجاً مُعَطَّلَةً

تَشكو الدَوابِرَ وَالأَنساءَ وَالصُفُقا

يَطلُبُ شَأوَ اِمرِأَينِ قَدَّما حَسَناً

نالا المُلوكَ وَبَذّا هَذِهِ السُوَقا

هُوَ الجَوادُ فَإِن يَلحَق بِشَأوِهِما

عَلى تَكاليفِهِ فَمِثلُهُ لَحِقا

أَو يَسبِقاهُ عَلى ما كانَ مِن مَهَلٍ

فَمِثلُ ما قَدَّما مِن صالِحٍ سَبَقا

أَغَرُّ أَبيَضُ فَيّاضٌ يُفَكِّكُ عَن

أَيدي العُناةِ وَعَن أَعناقِها الرِبَقا

وَذاكَ أَحزَمُهُم رَأياً إِذا نَبَأٌ

مِنَ الحَوادِثِ غادى الناسَ أَو طَرَقا

فَضلَ الجِيادِ عَلى الخَيلِ البِطاءِ فَلا

يُعطي بِذَلِكَ مَمنوناً وَلا نَزِقا

قَد جَعَلَ المُبتَغونَ الخَيرَ في هَرِمٍ

وَالسائِلونَ إِلى أَبوابِهِ طُرُقا

إِن تَلقَ يَوماً عَلى عِلّاتِهِ هَرِماً

تَلقَ السَماحَةَ مِنهُ وَالنَدى خُلُقا

وَلَيسَ مانِعَ ذي قُربى وَذي نَسَبٍ

يَوماً وَلا مُعدِماً مِن خابِطٍ وَرَقا

لَيثٌ بِعَثَّرَ يَصطادُ الرِجالَ إِذا

ما كَذَّبَ اللَيثُ عَن أَقرانِهِ صَدَقا

يَطعَنُهُم ما اِرتَمَوا حَتّى إِذا اِطَّعَنوا

ضارَبَ حَتّى إِذا ما ضارَبوا اِعتَنَقا

هَذا وَلَيسَ كَمَن يَعيا بِخُطَّتِهِ

وَسطَ النَدِيِّ إِذا ما ناطِقٌ نَطَقا

لَو نالَ حَيٌّ مِنَ الدُنيا بِمَنزِلَةٍ

أُفقَ السَماءِ لَنالَت كَفُّهُ الأُفُقا.[٣]


قصيدة: سترحل بالمطي قصائدي

قال زهير بن أبي سلمى في مدح الحارث بن ورقاء وقومه:[٤]

سَتُرحَلُ بِالمَطِيِّ قَصائِدي

حَتّى تَحُلَّ عَلى بَني وَرقاءِ

مِدَحاً لَهُم يَتَوارَثونَ ثَنائَها

رَهنٌ لِآخِرِهِم بِطولِ بَقاءِ

حُلَماءُ في النادي إِذا ما جِئتَهُم

جُهَلاءُ يَومَ عَجاجَةٍ وَلِقاءِ

مَن سالَموا نالَ الكَرامَةَ كُلَّها

أَو حارَبوا أَلوى مَعَ العَشّاءِ.[٥]


قصيدة: تراه إذا ما جئته متهللا

قال زهير بن أبي سلمى في مدح كرم هرم بن سنان:[٦]

تَراهُ إِذا ما جئتهُ مُتَهَلِّلاً

كَأَنَّكَ مُعطيهِ الَّذي أَنتَ سائِلُه

كَريمٌ إِذا جِئت لِلعُرفِ طالِباً

حَباكَ بِما تَحنو عَلَيهِ أَنامِلُه

وَلَو لَم يَكُن في كَفِّهِ غَيرُ نَفسِهُ

لَجادَ بِها فَليَتَّقِ اللَّهَ سائِلُه.


قصيدة: أبلغ بني نوفل عني فقد بلغوا

قال زهير بن أبي سلمى في مدح الحارث بن ورقاء:[٧]

أَبلِغ بَني نَوفَلٍ عَنّي فَقَد بَلَغوا

مِنّي الحَفيظَةَ لَمّا جاءَني الخَبَرُ

القائِلينَ يَساراً لا تُناظِرُهُ

غِشّاً لِسَيِّدِهِم في الأَمرِ إِذ أَمَروا

إِنَّ اِبنَ وَرقاءَ لا تُخشى غَوائِلُهُ

لَكِن وَقائِعُهُ في الحَربِ تُنتَظَرُ

لَولا اِبنُ وَرقاءَ وَالمَجدُ التَليدُ لَهُ

كانوا قَليلاً فَما عَزّوا وَلا كَثُروا

المَجدُ في غَيرِهِم لَولا مَآثِرُهُ

وَصَبرُهُ نَفسَهُ وَالحَربُ تَستَعِرُ

أَولى لَهُم ثُمَّ أَولى أَن تُصيبَهُمُ

مِنّي بَواقِرُ لا تُبقي وَلا تَذَرُ

وَأَن يُعَلَّلَ رُكبانُ المَطِيِّ بِهِم

بِكُلِّ قافِيَةٍ شَنعاءَ تُشتَهَرُ.


المراجع

  1. "أمن أم أوفى دمنة لم تكلم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2022.
  2. السيد أحمد عمارة، كتاب دراسة في نصوص العصر الجاهلي تحليل وتذوق، صفحة 243. بتصرّف.
  3. " إن الخليط أجد البين فانفرقا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2022.
  4. علي فاعور، ديوان زهير بن أبي سلمى، صفحة 22. بتصرّف.
  5. "سترحل بالمطي قصائدي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2022.
  6. "تراه إذا ما جئته متهللا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2022.
  7. "أبلغ بني نوفل عني فقد بلغوا"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2022.
7274 مشاهدة
للأعلى للسفل
×