طرفة بن العبد
يعدّ الشاعر طرفة بن العبد من شعراء العصر الجاهلي، أمّا عن اسمه فهو عمرو بن العبد، أمّا طرفة فهو اللقب الذي اشتهر به، وُلد البحرين في عام 543م، وتوفّي مقتولًا في عام 569م ولذلك عُرف أيضًا بالغلام القتيل، ومن أهم ما تميز به شعر طرفة بن العبد القوة في السبك، والجرأة في الهجاء، كما اشتهرت أشعاره بطابع الحكمة، والتحدث عن حياة الناس، وقد عاش الشاعر طرفة بن العبد حياةً أسرية قلقة ساهمت في بروزه كشاعر من أهم شعراء الجاهلية، ومن ذلك أن استولى أعمامه بعد وفاة والده على أمواله، ويعد شعر طرفة بن العبد في الحبَّ من أجمل الشعر الذي تحدث عن علاقة الرجل بالمرأة، وفي هذا المقال سيتم تناول بعض شعر طرفة بن العبد في الحب.
شعر طرفة بن العبد في الحب
إنّ من أهم ما تميز به شعر طرفة بن العبد في الحب شدة التأثير، والدخول في عمق العلاقة الإنسانية، وجمال الصورة الفنية، ورقَّة التعبير العاطفي دون أي ألفاظ جارحة، ممَّا جعل شعر طرفة بن العبد في الحب من أجمل ما كتبه شعراء العربية في الحب، وفيما يأتي مقتطفات من شعر طرفة بن العبد في الحب:
- يقول في إحدى قصائده:
وفي الحيِّ أحوى ينفضُ المردَ شادنٌ
- مُظاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
ووجهٌ كأنَّ الشمس ألقت رداءها
- عليه، نَقِيَّ اللّونِ لمْ يَتَخَدّدِ
- ويقول:
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ
- بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ
- وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
- كما يقول:
أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ
- ومِنَ الحُبّ جُنونٌ مُسْتَعِرْ
لا يكنْ حبَّك داءً قاتلاً
- لَيسَ هذا منكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ
كيفَ أرجو حُبَّها منْ بَعدِ ما
- عَلِقَ القَلْبُ بِنُصْبٍ مسْتَسِرّ
أرّق العينَ خيال لمْ يقرّ
- طافَ، والرّكْبُ بصَحْراءِ يُسُرْ
جازَتِ البِيدَ إلَى أرحُلِنا
- آخِرَ اللّيْلِ، بيَعْفُورٍ خَدِرْ
ثمّ زارَتني،وصَحْبي هُجَّعٌ،
- في خليطٍ بينَ بُردٍ ونمرْ
تَخْلِسُ الطَّرْفَ بعَيْنَيْ بَرغَزٍ،
- وبخدَّي رشإٍ آدمَ غرّ
ولها كَشحَا مهاة ٍٍ مُطفلٍ
- تَقْتَري، بالرّمْلِ، أفْنانَ الزّهَرْ
وعلى المَتْنَينِ مِنها واردٌ،
- حَسَنُ النَّبْتِ، أثيتٌ، مُسبَطِرّ
جابَة ُ المِدرى ، لها ذُو جُدّة ٍ،
- تَنْفُضُ الضّالَ وأفنانَ السَّمُرْ
- ويقول أيضًا:
قفي ودّعينا اليومَ يا ابنة َ مالكِ
- وعُوجي علَينا مِن صُدورِ جِمالِكِ
قفي لا يكنْ هذا تعلّة َ وصلِنا
- لِبَينٍ، ولا ذا حَظّنا من نَوالِكِ
أخبّركِ أنّ الحيّ فرقَ بينَهم
- نوَى غربة ٍ ضرَّارة ٍ لي كذلكِ
ولمْ يُنْسِني ما قدْ لَقِيتُ، وشفّني،
- منَ الوجدِ أنّي غيرُ ناسٍ لقاءكِ
وما دونَهَا إلاثلاتٌ مآوبٌ
- قُدرنَ لعيسٍ مسنفاتِ الحواركِ
ولاغروَ إلاجارَتي وسؤالُها:
- ألا هَلْ لنا أهلٌ؟ سُئلتِ كَذلِكِ
- ألا هَلْ لنا أهلٌ؟ سُئلتِ كَذلِكِ
معلقة طرفة بن العبد في الحب
إنّ من أهم ما زاد شهرة الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد أنه من ضمن شعراء المعلقات الذي عُلقَّت قصائدهم في الكعبة، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على عظمة المعلقة التي كتبها آنذاك لتصل أصداء أبياتها الشعرية فيما بعد إلى أمة العرب بأسرها، وقد تنقل الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد في العديد من المناطق بما في ذلك منطقة نجد، وفيما يأتي بعض الأبيات من معلقة الشاعر طرفة بن العبد:
لخولة أطلالٌ ببرقة ثهمد تلوح
- كباقي الوشم في ظاهر اليد
بروضة دعميٍ فأكناف حائلٍ
- ظللت بها أبكي وأبكي إلى الغد
وقوفاً بها صحبي علي مطيهم
- يقولون لا تهلك أسىً وتجلد
كأن حدوج المالكية غدوةً
- خلايا سفينٍ بالنواصف من دد
عدوليةٌ أو من سفين ابن يامنٍ
- يجور بها الملاح طوراً ويهتدي
يشق حباب الماء حيزومها بها
- كما قسم الترب المفايل باليد
خذولٌ تراعى ربرباً بخميلةٍ
- تناول أطراف البرير وترتدي
وتبسم عن ألمى كأن منوراً
- تخلل حر الرمل دعصٌ له ند
سقته إياة الشمس إلا لثاثه
- أسف ولم تكدم عليه بإثمد
ووجهٍ كأن الشمس ألقت
- رداءها عليه نقي اللون لم يتخدد
وإني لأقضي الهم عند احتضاره
- بعوجاء مرقالٍ تروح وتغتدي
أمونٍ كألواح الإران نسأتها
- على لاحبٍ كأنه ظهر برجد
جماليةٌ وجناء تردي كأنها
- سفنجةٌ تبري لأزعر أربد
تباري عتاقاً ناجياتٍ وأتبعت
- وظيفاً وظيفاً فوق مورٍ معبد
تربعت القفين في الشول
- ترتعي حدائق موليٍ الأسرة أغيد
تريع إلى صوت المهيب وتتقي
- بذي خصلٍ روعات أكتف ملبد
كأن جناحي مضرجيٍ تكنفا
- حفافيه شكا في العسيب بمسرد
فطوراً به خلف الزميل وتارةً
- على حشفٍ كالشن ذاوٍ مجدد
- على حشفٍ كالشن ذاوٍ مجدد