شعر عن الأصدقاء

كتابة:
شعر عن الأصدقاء

شعر صداقات اللسان

كم من صديق باللسان وحينما

تحتاجه قد لا يقوم بواجب

إن جئت تطلب منه عونا لم تجد

إلا اعتذار بعد رفع الحواجب

تتعثر الكلمات في شفتيه

والنظرات في زيغ لأفق ذاهب

يخفي ابتسامته كأنك جئته

بمصائب يرمينه بمصائب

والصحب حولك يظهرون بأنهم

الأوفياء لأجل نيل مآرب

وإذا اضطررت إليهمو أو ضاقت

الأيام مالك في الورى من صاحب

جرب صديقك قبل أن تحتاجه

إن الصديق يكون بعد تجارب

أما صداقات اللسان فإنها

مثل السراب ومثل حلم كاذب

شعر إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفًا

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً

فدعهُ ولا تكثر عليه التأسّفاً

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة

وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

فما كل من تهواه يهواك قلبه

ولا كل من صافيته لك قد صفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة

فلا خير في خل يجيء تكلّفاً

ولا خير في خل يخون خليله

ويلقاه من بعد المودة بالجفا

وينكر عيشاً قد تقادم عهده

ويظهر سراً كان بالأمس في خفا

سلام على الدنيا اذ لم يكن بها

صديق صدوق صادق الوعد منصفًا

شعر أخلاءُ الرخاء هم كثير

أخلاءُ الرخاءِ همُ كثيرٌ

وَلَكِنْ فِي البَلاَءِ هُمْ قَلِيلُ

فَلاَ تَغْرُرْكَ خُلَّةُ مَنْ تُؤَاخِي

فَمَا لَكَ عِنْدَ نَائِبَةٍ خَلِيلُ

وَكُلُّ أَخٍ يَقُولُ أَنَا وَفِيٌّ

وَلَكِنْ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ

سِوَى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدِينٌ

فَذَاكَ لِمَا يَقُولُ هُوَ الفَعُولُ

شعر قد كنت دومًا

قد كنت دوماً حين يجمعنا الندى

خلّاً وفياً والجوانح شاكره

واليوم أشعر في قرارة خاطري

أنّ الذي قد كان أصبح نادره

لا تحسبوا أنّ الصداقة لقيَة

بين الأحبة أو ولائم عامرة

إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى

كالقلب للرئتين ينبض هادره

استلهم الإيمان من عتباتها

ويظلني كرم الإله ونائره

يا أيها الخل الوفيُّ تلطفا

قد كانت الألفاظ عنك لقاصره

وكبا جواد الشعر يخذل همتي

ولربما خذل الجوادُ مناصِرَه

شعر المرء يعرف في الأنام

المرء يُعرفُ فِي الأَنَامِ بِفعلِه

وَخَصَائلُ المَرءِ الكَرِيم كَأَصلِهِ

اصبِر عَلَى حلوِ الزمَانِ وَمره

وَاعلَم بِأَنَّ الله بالغُ أَمرِهِ

لا تَسْتَغِيب فَتُسْتَغابُ، وَرُبّمَا

مَن قال شَيئاً، قِيلَ فِيه بِمِثلهِ

وَتَجَنَّبِ الفحشَاءَ لا تَنطِق بِهَا

مَا دُمْتَ فِي جِدّ الكَلامِ وَهَزلِهِ

وَإِذَا الصَّدِيْقُ أَسَى عَلَيْكَ بِجَهْلِهِ

فَاصْفَح لأَجلِ الودِّ لَيسَ لأَجلِهِ

كَم عَالمٍ مُتفَضِّلٍ، قد سَبّه

مَن لا يُساوِي غرزَةً فِي نَعلهِ

البَحر تَعلُو فَوقهُ جِيَفُ الفَلا

وَالدُّرّ مَطمورٌ بِأَسفَلِ رَملِه

وَاعجَب لِعُصفُور يُزَاحِمُ بَاشِقاً

إلّا لِطَيشَتِهِ وَخِفةِ عَقلِهِ

إِيّاكَ تجنِي سُكَّراً مِنْ حَنْظَلٍ

فَالشَّيْءُ يَرْجِعُ بِالمَذَاقِ لأَصْلِهِ

فِي الجَوِّ مَكْتُوْبٌٌ عَلَى صُحُفِ الهَوَى

مَن يَعمَلِ المَعرُوفَ يُجزَ بِمِثلِهِ

شعر عدوك من صديقك مستفاد

عدوك من صديقك مستفاد

فلا تستكثرنَّ من الصِّحابِ

فإن الداءَ أكثرُ ما تراهُ

يحول من الطعام أو الشراب

إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً

مُبيناً، والأمورُ إلى انقلابِ

ولو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ

مُصاحبة الكثيرِ من الصوابِ

وما اللُّجَجُ المِلاحُ بمُروياتٍ

وتلقى الرِّيّ في النُّطَفِ العِذابِ
4847 مشاهدة
للأعلى للسفل
×