شعر عن الشجاعة

كتابة:
شعر عن الشجاعة

قصيدة: وجدتك أعطيت الشجاعة حقها

قال الشاعر أبو العلاء المعريّ:[١]

وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها

غَداةَ لَقيتَ المَوتَ غَيرَ هَيوبِ

إِذا قُرِنَ الظَنُّ المُصيبُ مِنَ الفَتى

بِتَجرِبَةٍ جاءا بِعِلمِ غُيوبِ

وَإِنَّكَ إِن أَهدَيتَ لي عَيبَ واحِدٍ

جَديرٌ إِلى غَيري بِنَقلِ عُيوبي

وَإِنَّ جُيوبَ السَردِ مِن سُبُلِ الرَدى

إِذا لَم يَكُن مِن تَحتُ نُصحِ جُيوبِ

قصيدة: أقبلت يا ملك الشجاعة والندى

قال الشاعر ابن نباتة المصري:

أَقْبَلتَ يا مَلِك الشّجَاعة والنّدَى

والجَيشُ مُحْمَرّ الإهَابِ شَريقُ

فَكَأنّما الدُّنيا بجُودِك رَوضَةٌ

وكَأنَّ جَيْشك للشّقِيقِ شَقيقُ

قصيدة: الرأي قبل شجاعة الشجعان

قال الشاعر أبو الطيب المتنبي:[٢]

الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ

هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني

فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ

بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ

وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ

بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ

لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ

أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ

وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَت

أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ

لَولا سَمِيُّ سُيوفِهِ وَمَضاؤُهُ

لَمّا سُلِلنَ لَكُنَّ كَالأَجفانِ

خاضَ الحِمامَ بِهِنَّ حَتّى ما دُرى

أَمِن احتِقارٍ ذاكَ أَم نِسيانِ

وَسَعى فَقَصَّرَ عَن مَداهُ في العُلى

أَهلُ الزَمانِ وَأَهلُ كُلِّ زَمانِ

تَخِذوا المَجالِسَ في البُيوتِ وَعِندَهُ

أَنَّ السُروجَ مَجالِسُ الفِتيانِ

وَتَوَهَّموا اللَعِبَ الوَغى وَالطَعنُ في ال

هَيجاءِ غَيرُ الطَعنِ في المَيدانِ

قادَ الجِيادَ إِلى الطِعانِ وَلَم يَقُد

إِلّا إِلى العاداتِ وَالأَوطانِ

كُلُّ اِبنِ سابِقَةٍ يُغيرُ بِحُسنِهِ

في قَلبِ صاحِبِهِ عَلى الأَحزانِ

إِن خُلِّيَت رُبِطَت بِآدابِ الوَغى

فَدُعاؤُها يُغني عَنِ الأَرسانِ

في جَحفَلٍ سَتَرَ العُيونَ غُبارُهُ

فَكَأَنَّما يُبصِرنَ بِالآذانِ

يَرمي بِها البَلَدَ البَعيدَ مُظَفَّرٌ

كُلُّ البَعيدِ لَهُ قَريبٌ دانِ

فَكَأَنَّ أَرجُلَها بِتُربَةِ مَنبِجٍ

يَطرَحنَ أَيدِيَها بِحِصنِ الرانِ

حَتّى عَبَرنَ بِأَرسَناسَ سَوابِحًا

يَنشُرنَ فيهِ عَمائِمَ الفُرسانِ

يَقمُصنَ في مِثلِ المُدى مِن بارِدٍ

يَذَرُ الفُحولَ وَهُنَّ كَالخِصيانِ

قصيدة: إنّا إذا اشتد الزمان

قال الشاعر أبو فراس الحمداني:

إِنّا إِذا اِشتَدَّ الزَمان

نُوَنابَ خَطبٌ وَادلَهَم

أَلفَيتَ حَولَ بُيوتِنا

عَدَدَ الشَجاعَةِ وَالكَرَم

لِلِقا العِدى بيضُ السُيو

فِ وَلِلنَدى حُمرُ النَعَم

هَذا وَهَذا دَأبُنا

يودى دَمٌ وَيُراقُ دَم

قُل لِاِبنِ وَرقا جَعفَرٍ

حَتّى يَقولَ بِما عَلِم

إِنّي وَإِن شَطَّ المَزا

رُ وَلَم تَكُن داري أَمَم

أَصبو إِلى تِلكَ الخِلا

لِ وَأَصطفي تِلكَ الشِيَم

وَأَلومُ عادِيَةَ الفِرا

قِ وَبَينَ أَحشائي أَلَم

وَلَعَلَّ دَهرًا يَنثَني

وَلَعَلَّ شَعبًا يَلتَئِم

هَل أَنتَ يَومًا مُنصِفي

مِن ظُلمِ عَمِّكَ يا اِبنَ عَم

أَبلِغهُ عَنّي ما أَقو

لُ فَأَنتَ مَن لا يُتَّهَم

إِنّي رَضيتُ وَإِن كَرِه

تُ أَبا مُحَمَّدٍ الحَكَم

قصيدة: ليس الشجاعة في مصافحة الفتى

قال الشاعر القاضي الفاضل:

لَيسَ الشَجاعَةُ في مُصافَحَةِ الفَتى

شُهبَ الرِماحِ بِوَجهِهِ وَبِنَحرِهِ

إِنَّ الشَجاعَةَ في السُكوتِ لِكاذِب

عَن صِدقِ سامِعِ كِذبِهِ عَن أَمرِهِ

قصيدة: طلاب العز من شيم الشجاع

قال الشاعر الشريف الرضي:

طِلابُ العِزِّ مِن شِيَمِ الشُجاعِ

وَسَعيُ المَرءِ تُحرِزُهُ المَساعي

وَدونَ المَجدِ قَلبٌ مُستَطيلٌ

وَباعٌ غَيرُ مَجبوبِ الذِراعِ

أُخَوَّفُ بِالزَماعِ وَلَستُ أَدري

بِأَينَ أَجُزُّ ناصِيَةَ الزَماعِ

وَلَستُ أَضَلُّ في طُرُقِ المَعالي

وَنارُ العِزِّ عالِيَةُ الشُعاعِ

وَيُعجِبُني البِعادُ كَأَنَّ قَلبي

يُحَدِّثُ عَن عَدِيَّ بِنِ الرِقاعِ

لَقيتُ مِنَ المُقامِ عَلى الأَماني

كَما لَقِيَ الطُموحُ مِنَ الصِقاعِ

وَلَو أَنّي مَلَكتُ عِنانَ طَرفي

أَخَذتُ عَلى الوَسيقَةِ بِالكُراعِ

وَكُنتُ إِذا تَلَوَّنَ لي خَليلٌ

تَلَّوَنَ بي لَهُ خِلوُ النِزاعِ

بَخيلٌ بِالسَلامِ إِذا اِلتَقَينا

وَلَكِنّي جَوادٌ بِالوَداعِ

قصيدة: لي في الشجاعة سهم ما ضربت به

قال الشاعر الباخرزي:

لي في الشّجاعةِ سهمٌ ما ضربتُ بهِ

إلاّ رمى السيفَ قِرْني وهوَ مُنهزمُ

والضربُ بالسهمِ لم تنطقْ به لغةٌ

والرميُ بالسيفِ لم تَسمع بهِ الأمَم

قصيدة: أيها الفارس الشجاع ترجل

قال الشاعر خليل مطران:

أَيُّها الفَارِسُ الشُّجاعُ تَرَجَّلْ

قَدْ كَبَا مُهْرُكَ الأَغَرُّ المُحَجَّلْ

شَدَّ مَا خَبَّ مُوجِفًا كُلَّ يَوْمٍ

فِي طِلاَب مِنَ الفَخَارِ مُعَجَّلْ

دَمِيَتْ بِالرِّكَابِ شَاكِلَتَاهُ

فَهَوَى رَازِحًا بِهِ مَا تَحَمَّل

هُزِلَتْ سُوقُهُ إِلَى أَنْ تَثَنَّتْ

وَدنَا عُنقُهُ إِلَى أَنْ تَسَفَّلْ

وَخَبَا مِنْ جَبِينه نَجْمُ سَعْدٍ

طَالَمَا كَانَ ضَاحكًا يَتَهلَّلْ

هَكذَا رُحْتَ تُرْهِقُ العُمْرَ حَثًّا

فَتلاَشى وَمَجْدُهُ بكَ أَمْثَلْ

نَادِبِي أَدْهَم وَنَاعِي عُلاَهُ

كَانَ مِنْ خِيرَةِ الْعُلَى أَنْ تَرحل

لَمْ يَبِتْ فِي الثَّرَى فَتَى الْخَيْلِ لَكِنْ

آثَرَ الأفْقَ صَهْوَةً فَتَحَوَّلْ

قصيدة: ألا من مبلغ عني خفافا

قال الشاعر العباس بن مرداس:

لا مَن مُبلِغٌ عَنّي خُفافا

أَلُوكًا بَيتُ أُهلِكَ مُنتَهاها

أَنا الرَجُلُ الَّذي حُدِّثتَ عَنهُ

إِذا الخَفِراتُ لَم تَستُر بُراها

أَشُدَّ عَلى الكَتيبَةِ لا أُبالي

أَحتَفي كانَ فيها أَم سِواها

وَلي نَفسٌ تَتوقُ إِلى المَعالي

سَتَتلِفُ أَو أُبَلِّغُها مُناها

قصيدة: مضى الدهر بابن إمام اليمن

قال الشاعر أحمد شوقي:

وَما في الشَجاعَةِ حَتفُ الشُجاعِ

وَلا مَدَّ عُمرَ الجَبانِ الجُبُن

وَلَكِن إِذا حانَ حَينُ الفَتى

قَضى وَيَعيشُ إِذا لَم يَحِن

قصيدة: وما في الناس أجود من شجاع

قال الشاعر ابن الرومي:

وما في الناسِ أجودُ مِن شجاعٍ

وإنْ أعْطَى القليلَ من النوالِ

وذلك أنّه يُعطيك مِما

تُفيء عليهِ أطرافُ العوالي

وحَسْبُك جُودُ مَنْ أعطاكَ مالًا

جِباهُ بالطّرادِ وبالنِّزَال

شَرَى دمَهُ ليحْويَهُ فلَمّا

حَواهُ حَوَى به حمدَ الرّجال

قصيدة: لم يبقَ لي بعد المشيب تصابي

قال الشاعر الشريف المرتضى:

للَّه درُّ شجاعةٍ بكَ أَمكنتْ

نَصْلَ الأعاجمِ من طُلى الأعرابِ

ولقد لَفَفْتَهُمُ بهمْ فكأنّما

حَضَّضْتَ بين ضراغمٍ في غابِ

واليومَ لا يُنجيكَ من أَهوالِهِ

إلّا الطّعانُ وصدقُ كلِّ ضِرابِ

فالضَّربُ في هاماتهمْ منثورةٌ

فوق الثّرى والطّعن في الأَقرابِ

هدرتْ زمانًا بالفرات فحولُهمْ

فَاليومَ ما فيهمْ طَنينُ ذُبابِ

أَمَّا بنو عبد الرّحيمِ فإنّهم

حدُّ الرَّجاء وغايةُ الطلابِ

لَم يَسكنوا إلّا القِلالَ وَلَم يُرَوْا

والنَّجم إلّا في رُؤوس هِضابِ

ما فيهمُ إلّا النّجيبُ لأنّه الْ

بيتُ المليءُ بكثرِة الأَنجابِ

القائِلين الفصْلَ يَومَ تخاصمٍ

وَالواهِبين الجَزْلَ يومَ رِغابِ

وَمُزاحِمين لَهم على راياتِهمْ

رَجعوا وَقد نكصوا على الأعقابِ

لَن يصلحوا قُرُبًا لصونِ سُيوفهمْ

وهُمُ السّيوفُ لنا بغيرِ قرابِ

لا خيرَ في أسلٍ بغير عواملٍ

فينا ولا سيفٍ بغير ذُبابِ

ليس الرّياسة بالمُنى أو بالهوى

لكنّها بركوب كلّ صِعابِ

لا تقربوا بذئابكمْ طَلَعًا عن ال

نسَلانِ والعَسَلانِ ليثَ الغابِ

وَإِذا الجِيادُ جَرينَ لم تَحفلْ وقد

عَنَّ التسابقُ بِالهجينِ الكابي

وَصوارمُ الأسيافِ عند ضريبةٍ

ما كنّ يومًا كالكليل النابي

خُذها فَإِنْ بُقّيتُ شيئًا آنفًا

تسمعْ لها ما شئْتَ من أَترابِ

وَاِسمَعْ كَلاماً لم يُحَكْ شِبْهٌ له

ملآنَ بالإحسانِ والإطرابِ

روضًا ولكنْ ليس يجنِي زَهرَه

إِلّا يمينُك مالكَ الآدابِ

وَإِذا المَسامعُ أنصفتْ لَم تَنتقصْ

إِلّا كَلامِي وحدَه وخطابي

قصيدة: إن الشجاعة وهي من أوصافه

قال الشاعر القاضي الفاضل:

إِنَّ الشَجاعَةَ وَهيَ مِن أَوصافِهِ

غَلَبَت عَلَيهِ فَهيَ مِن أَسمائِهِ

يَقري الطُيورَ طِعانَهُ فَضُيوفُهُ

تَنتابُهُ مِن أَرضِهِ وَسَمائِهِ

كُلَّما رُمتَ تَشديدَ الجَبانِ على

شجاعةٍ زادَ فيهِ الجُبنُ والفَشَلُ

قصيدة: ومتى رُزقت شجاعة وبلاغة

قال الشاعر أبو العلاء المعري:

وَمَتّى رُزِقتَ شَجاعَةً وَبَلاغَةً

أَوطَنتَ مِن رَبعِ العُلى بِمُشَيَّدِ

فَالطَيرُ سَودَدُها الرَفيعُ وَعُزُّها

قُسِما عالى خُطَبائِها وَالصَيَّدِ

وَأذا الحِمامُ أَتى فَما يَكفيكَهُ

نَفرُ الجَبانِ وَلا حِيادُ الحُيَّدِ

وَمُقَيَّدٌ عِندَ القَضاءِ كَمُطلَقٍ

فيما يَنوبُ وَمُطلَقٌ كَمُقَيَّدِ

فَالظَبيَّةُ الغَيداءُ صَبَّحَها الرَدى

أَدماءَ تَرتَعُ في النَباتِ الأَغيَدِ

قَدَرٌ يُريكَ حَليفَ ضَعفٍ أَيِّدًا

وَيَرُدُّ قِرنَ الأَيدِ ضِدَّ مُؤَيَّدِ

قصيدة: خذ هنيئًا شجاعة وسماحًا

قال الشاعر مهيار الديلمي:

خُذْ هنيئًا شَجَاعة وسماحًا

أَوْطَا أَخْمَصيك أَعلَى المرَاقِي

وقَرينًا أَقَرَّ عَينَ المَعَالي

وَنُفُوسُ العِدَا له في السِّياقِ

وُصَلَ البدرُ ليلةَ التمّ بالشَّمْ

سِ صَبَاحًا والشمْسُ في الإشراقِ

صدق الفألُ يومَ بشَّر أصْهَا

رًا نَعيبَ العُلا لَهُم في الصداقِ

قصيدة: كيف الوقوف على آثار مرتحل

قال الشاعر ابن الساعاتي:

كيْفَ الوُقُوفُ عَلى آثارِ مُرْتَحِلٍ

ولَيْس لي فَضْلةٌ في الدّمعِ للطَّللِ

خَلَتْ شِعابُ الحِمَى مِن أهْلِها وعَفَتْ

مِنهَا البُطُونَ ظُهورُ الأَينَقِ البزلِ

قَالَت أمَامَةُ مَا يَنْفكُّ مُقتَحِمًا

خَدًّا من البيضِ أَو قَدّاً من الأَسَلِ

أمَا خَشيتَ رِجَال الحَيِّ قُلتُ لَها

شَجَاعَةُ الجبِّ تستغني عَنِ الحِيَلِ

ولا أُبَالي بسَيفٍ ما فَرَغْت إلى

سَيفٍ من العَزْم في درع مِنَ الأَجَلِ

قصيدة: ومن كان ذا ريب به في شجاعة

قال الشاعر الشريف المرتضى:

ومَن كان ذا ريبٍ به في شجاعةٍ

وبأْسٍ يَسَلْ عنه الوَغى والمعاركا

غداةَ أَسالَ الطَّعنُ في ثُغرِ العِدا

كما شاءَت الأيدي الدّماءَ السّوافكا

وَما حملتْ يُمناه إلّا صوارمًا

لِكُلّ وريدٍ من كميٍّ بواتكا

وَلَمّا اِستطار البغيُ فيهمْ أطَرْتَ في

طِلابهمُ من ذي الجيادِ السَّنابكا

فروّيتَ منهمْ أسمرَ اللّون ذابلًا

وحكّمتَ فيهمْ أبيضَ اللّونِ باتكا

وما شعروا حتّى رَأوهَا مغيرةً

عجالًا لأطْرَافِ الشَّكِيمِ لوائكا

يُخَلْنَ ذئابًا يَبتدِرْن إِلى القِرى

وإلّا سيولًا أو رياحًا سواهكا

ويُلْقَيْنَ من قبل اللّقاءِ عوابسًا

وَبَعْدَ طُلُوعِ النَّصْرِ عُدْنَ ضواحكا

وفوق القَطا مِنْهنّ كلُّ مغامرٍ

إذا تارَكُوه الحَرْبَ لم يكُ تاركا

يخيضُ الظُّبا ماءَ النّحورِ من العِدا

ويخضبُ منهمْ بالدّماءِ النّيازكا

ولَو شئتَ حكّمتَ الصّوارمَ فيهمُ

وسُمرًا طِوالًا للنُّحُور هواتكا

قصيدة: كم من شجاع قدته تحت الردى

قال الشاعر ابن عمار الأندلسي:

كَمْ مِن شُجَاع قُدْته تَحْت الرّدى

بِدَمٍ مِن الأَوْدَاج كَالأَرسَان

رَوَى ليَضْرب بِطَعْنة

إنّ الرّمَاح بدَايَة الفُرْسَان

قصيدة: يا عبلَ إني في الكريهة ضيغم

قال الشاعر عنترة بن شداد:

يا عَبلَ إِنّي في الكَريهَةِ ضَيغَمٌ

شَرِسٌ إِذا ما الطَعنُ شَقَّ جِباها

وَدَنَت كِباشٌ مِن كِباشٍ تَصطَـلي

نارَ الكَريهَةِ أَو تَخوضُ لَظاها

ودَنا الشُجاعُ مِنَ الشُجاعِ وَأُشرِعَت

سُمرُ الرِماحِ عَلى اِختِلافِ قَناها

فَهُناكَ أَطعَنُ في الوَغى فُرسانَها

طَعنًا يَشقُّ قُلوبَهـا وَكُلاها

وَسَلي الفَوارِسَ يُخبِروكِ بِهِمَّتي

وَمَواقِفي في الحَربِ حينَ أَطاها

وَأَزيدُهـا مِن نارِ حَربي شُعلَةً

وَأُثيرُها حَتّى تَدورَ رَحاها

وَأَكُرُّ فيهِم في لَهيبِ شعاعِها

وَأَكونُ أَوَّلَ واقِدٍ بِصَلاها

وَأَكونُ أَوَّلَ ضارِبٍ بِمُهَنَّدٍ

يَفري الجَماجِمَ لا يُريدُ سِواها

وَأَكونُ أَوَّلَ فارِسٍ يَغشى الوَغى

فَأَقودُ أَوَّلَ فارِسٍ يَغشاها

وَالخَيلُ تَعلَمُ وَالفَوارِسُ أَنَّني

شَيخُ الحُروبِ وَكَهلُها وَفَتاها

يا عَبلَ كَم مِن فارِسٍ خَلَّيتَهُ

في وَسطِ رابِيَةٍ يَعُدُّ حَصاها

يا عَبلَ كَم مِن حُرَّةٍ خلَّيتُها

تَبكي وَتَنعى بَعلَها وَأَخاها

يا عَبلَ كَم مِن مُهـرَةٍ غادَرتُها

مِن بَعدِ صاحِبِها تَـجُرُّ خُطاها

يا عَبلَ لَو أَنّي لَقيتُ كَتيبَةً

سَبعينَ أَلفًا ما رَهِبتُ لِقاها

وَأَنا المَنِيَّة وَاِبنُ كُلِّ مَنِيَّةٍ

وَسَوادُ جِلدي ثوبُها وَرِداها

قصيدة: كم من شجاع في الوغى بحسامه

قال الشاعر ابن شيخان السالمي:

كَمْ مِن شُجَاعٍ فِي الوَغَى بحُسَامِه

رغمًا غَدَا مُتَمَزّق الجُثمَانِ

مُتَحَمّل عِبْءَ النّوَازِل قَائِم

فِي كَشْفِها بمُهَنَّد وَسِنَانِ

سَاسَ الأُمُورَ بِحِكمَة وتَجَارُب

وبنجْحِ تَدْبير وحُسن بَيَانِ

تَلْقَاه مُبتَسِمًا ولَيسَ تَهُوله

فِي كُلّ يَومٍ كثرَة الضِيفَانِ

قصيدة: بين العواصف والرياح

قال الشاعر نسيب عريضة:

بين العَواصف والرياح
نفسٌ تَطيرُ بلا جَناح
نفسٌ تَعِجُّ مع الرعود
نفسٌ تُزَمجِرُ كالأسود
تعلو الشَواهقَ والقِمم
تطأ الكواكبَ بالقَدم
حتى يَذلَّ لها السُّهَى
وتطولَ أوجَ المُنْتَهَى
وَتَرَى الكَرامةَ كلَّهَا
واهًا لها واهًا لَهَا
نفس الشُجَاع
نفسٌ يلَذُّ لها الكِفاح
بين القَواضبِ والرِّماح
لا تَحْمِلُ الضَيمَ القليل
لا تُنكِرُ الحقَّ الجَمِيل
تُزري بأحْدَاثِ الزّمَانِ
وَتَعِيشُ أنّى لا هَوان
بِالسّيْفِ تَسْطُو وَالقلم
وَتَسيرُ قُدَّامَ اَلأُمَم
رايتُها صُبِغت بدَم
وتكادُ أن تُحْيي الرِّمَم
نفسُ الشُجَاع
تَلِجُ الظَلامَ وَلا تَهاب
وَلَهَا مَع البرقِ التهاب
تَجْني الشُّعَاع مِنَ الشّمُوسِ
بِالرَّغمِ من قَدَرٍ عَبوس
وتعودُ ظافرةً بنُور
لتُضِيءَ ظُلماتِ القُبور
من عزمِها نَفَخَ الصَمَد
نفسًا تسودُ إلى الأبد
واذا أرادت لا مَرَد
هيهاتِ أن تَخشى أحد
نفسُ الشُجاع
ما لا يُباح لها مُباح
والمُسْتَحِيل لها يُتاح
وإذا انْتَهَى بتُّ الأمورُ
تَلِجُ الخُدورَ على البدون
تُصغي إلى حُور الجِنَان
يُنشِدنَ ألحانَ الحَنان
تَحْظَى بِلَذَّاتِ الوِصَال
تَجْنِي الشَهيَّ من الجَمال
ولَهَا إلى السرّ اتّصال
وَاهًا لَها يومَ النَوال
نَفسُ الشُجَاع


لقراءة المزيد من الأشعار، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: شعر عن الشهامة.

المراجع

  1. "وجدتك أعطيت الشجاعة حقها"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2020.
  2. "الرأي قبل شجاعة الشجعان"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2020.
4071 مشاهدة
للأعلى للسفل
×