شعر عن الظلم والاستبداد

كتابة:
شعر عن الظلم والاستبداد

شعر للمتنبي عن الظلم

ظلم لذا اليَومِ وَصْفٌ قبلَ رُؤيَتِهِ

لا يصدُقُ الوَصْفُ حتى يَصدُقَ النظرُ

تَزَاحَمَ الجَيش حتى لم يَجِدْ سَبَباً

إلى بِساطِكَ لي سَمْعٌ وَلا بَصَرُ

فكُنتُ أشهَدَ مُخْتَصٍّ وَأغْيَبَهُ

مُعَايِناً وَعِيَاني كلهُ خبرُ

اليَومَ يَرفعُ مَلكُ الرّومِ نَاظرَهُ

لأنّ عَفوَكَ عَنْهُ عندَهُ ظَفَرُ

وَإنْ أجَبْتَ بشَيْءٍ عَنْ رَسائِلِهِ

فَمَا يَزالُ على الأمْلاكِ يَفْتَخِرُ

قدِ اسْتَرَاحَت إلى وَقتٍ رِقابُهُمُ

منَ السّيوفِ وَباقي القَوْمِ يَنتَظِرُ وَقَدْ تُبَدِّلُهَا بالقَوْمِ غَيْرَهُمُ

لكيْ تَجِمَّ رُؤوسُ القَوْمِ وَالقَصَرُ

تَشبيهُ جُودِكَ بالأمْطارِ غَادِيَةً

جُودٌ لكَفّكَ ثانٍ نَالَهُ المَطَرُ

تكَسَّبُ الشمْسُ منكَ النّورَ طالعَةً

كمَا تَكَسّبَ منها نُورَهُ القَمَرُ[١]

شعر لابن رومي عن الظلم

ما يُفيق الكتابُ من ظلم

إبراهيم يوماً ولا محاباة عمرو

نَحلوا ذا واواً وبزوا أخاه

ألفاً منه بين رِدْفٍ وصدر

وكذا يَظلم المسمى بإبراهيم

أهلُ الديوان في كل أمر

ويُحابون من يسمى بعمرو

فتفقد ما قلتُ في كل عصر[٢]

شعر للشافعي عن الظلم

بَلَوْت بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ

سوى من غدا والبخلُ ملءُ إهابه

فَجَرَّدْتُ مِنْ غِمْدِ القَنَاعَة صَارِماً

قطعتُ رجائي منهم بذبابه

فلا ذا يراني واقفاً في طريقهِ

وَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِداً عِنْدَ بَابِهِ

غنيِّ بلا مالٍ عن النَّاس كلهم

وليس الغنى إلا عن الشيء لا به

إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهباً

وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ

فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها

ستبدي له ما لم يكن في حسابهِ

فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماً مُتَمَرِّداً

يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ

فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ

أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ

فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى

وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ

وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلاً

وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابه[٣]

شعر لأسامة بن منقذ عن الظلم

أيها الظالم مهلاً

أنتَ بالحاكمِ غرُّ

كل ما استعذبت من جو

جَوْرك تعذيبٌ وجَمْرُ

ليس يلقى دعوة المظـلومِ

دونَ الله سِتْرُ

فخف الله فما يخفى

علَيْه منهُ سرُّ

يجمع الظالم والمظـلومَ

بعد الموتِ حَشْرُ

حيث لا يمنع سلنٌ، ولا يُسْمَعُ

عُذْرُ أَوَ مَا ينهاكَ عن ظُلـمك

موت ثم قبر بعض ما فيه

من الأهوال فيه لكَ زَجْرُ[٤]

خواطر عن الظلم

  • لو كان الاستبداد رجلاً، وأراد أن ينتسب، لقال: أنا الشر، وأبي الظلم، وأمي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعمي الضر، وخالي الذل، وابني الفقر، وابنتي البطالة، ووطني الخراب، وعشيرتي الجهالة، فلا تخف أبداً أن ترفع صوتك من أجل الصدق والحقيقة ومن أجل التعاطف ضد الظلم والكذب والطمع، لو فعل كل الناس ذلك سيتغير العالم، فعندما تقرر الوقوف ضد الظلم، توقع أنّك سوف تشتم ثم تتخون ثم تتكفر لكن إيّاك أن تسكت عن الظلم من أجل أن يقال عنك أنك رجل سلام.
  • من طبيعة الإنسان أن يظلم إذا لم يجد ما يمنعه من الظلم جدياً، فإنّ الإنسان ليس ظالماً بطبعه كما يتصور البعض إنّه في الواقع يحب العدل ولكنه لا يعرف مأتاه، فهو يظلم ولا يدري أنّه ظالم فكل عمل يقوم به يحسبه عدلاً، ويصفق له الأتباع والأعوان فيظن أنّه ظل الله في الأرض،.فلا تقف أبداً موقف المتفرج من الظلم أو الغباء، فالقبر سيوفر متسع من الوقت للصمت.
  • الاستبداد يقلب الحقائق في الأذهان، فيسوق الناس إلى اعتقاد أنّ طالب الحق فاجر وتارك حقه مطيع والمشتكي المتظلم مفسد والنبيه المدقق ملحد والخامل المسكين صالح ويصبح كذلك النصح فضولاً والغيرة عداوة والشهامة عتّواً والحميّة حماقة والرحمة مرضاً، كما يعتبر أن النفاق سياسة والتحايل كياسة والدناءة لطف والنذالة دماثة، ولست أجد إنساناً في هذه الدنيا لا يدعي حب الحق والحقيقة حتى أولئك الظلمة الذين ملؤوا صفحات التاريخ بمظالمهم التي تقشعر منها الأبدان، لا تكاد تستمع إلى أقوالهم حتى تجدها مفعمة بحب الحق والحقيقة والويل
  •  من ظلم نفسه فهو لغيره أظلم فكم من طغاة على مدار التاريخ ظنوا في أنفسهم مقدرةً على مجاراة الكون في سننه أو مصارعته في ثوابته.. فصنعوا بذلك أفخاخهم بأفعالهم، وكانت نهايتهم الحتمية هي الدليل الكافي على بلاهتهم وسوء صنيعهم.، وما يحدث هذه الأيام أن الكل يرفع الأيدي بالدعاء لرفع الظلم ولكن الكل ظالم مستبد كل في دائرته فلا يستجاب دعاء، وتغرق الدنيا في المظالم أكثر وأكثر، فإِياكَ من عسفِ الأنامِ وظلمِهم، وأحذر من الدعوات في الأسحار.

المراجع

  1. " ظلم لذا اليوم وصف قبل رؤيته"، الديوان. بتصرّف.
  2. "ما يفيق الكتاب من ظلم إبراهيم"، الديوان. بتصرّف.
  3. "بلوت بني الدنيا فلم أرى فيهم"، الديوان. بتصرّف.
  4. "أيها الظالم مهلا"، الديوان. بتصرّف.
4987 مشاهدة
للأعلى للسفل
×