شعر عن عزة النفس في الحب

كتابة:
شعر عن عزة النفس في الحب


تسلني عن سرّ أدمعي الحرّ

تقول نازك الملائكة:

تسلني عن سرّ أدمعي الحرّ
ى فبعض الأسرار يأبى الوضوحا
بعضها يؤثر الحياة وراء ال
حسّ لغزا وإن يكن مجروحا
بعضها إن كشفته يستحل حّب
ا مهانًا يموت موتًا حزينا
بعضها بعضها تكّبر أن يك
شف عما وراءه أو يبينا
ومئات الأسرار تكمن في دم
عة حزن تلوح في مقلتين
ومئات الألغاز في سكتة ته
تزّ خلف انطباقة الشفتين
وعيون وراء أهدابها أش
باح يأس في حيرة وانكسار
تؤثر الظلّ والظلام ارتياعا
من ضياء يبوح بالأسرار
وقلوب تضمّ أشلاءها فوق جراح
وأدمع وذهول تؤثر الموت كبرياء ولا تنط
ق بالسرّ بالرجاء الخجول
وشفاه تموت ظمآى ولا تس
أل أين الرحيق؟ أين الكأس؟
ونفوس تحسّ أعمق إحسا
س وتبدو كأنها لا تحس


كفى بك داء أن ترى الموت شافيا

يقول المتنبي في عزة النفس عن الحب:

كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا

وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا

تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى

صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا

إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ

فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا

وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ

وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا

فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى

وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا

حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى

وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا

وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ

فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا

فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها

إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا

إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصاً مِنَ الأَذى

فَلا الحَمدُ مَكسوباً وَلا المالُ باقِيا

وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى

أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا

أَقِلَّ اِشتِياقاً أَيُّها القَلبُ رُبَّما

رَأَيتُكَ تُصفي الوُدَّ مَن لَيسَ جازِيا

خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا

لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا

وَلَكِنَّ بِالفُسطاطِ بَحراً أَزَرتُهُ

حَياتي وَنُصحي وَالهَوى وَالقَوافِيا

وَجُرداً مَدَدنا بَينَ آذانِها القَنا

فَبِتنَ خِفافاً يَتَّبِعنَ العَوالِيا

تَماشى بِأَيدٍ كُلَّما وافَتِ الصَفا

نَقَشنَ بِهِ صَدرَ البُزاةِ حَوافِيا

وَتَنظُرُ مِن سودٍ صَوادِقَ في الدُجى

يَرَينَ بَعيداتِ الشُخوصِ كَما هِيَ

وَتَنصِبُ لِلجَرسِ الخَفيِّ سَوامِعاً

يَخَلنَ مُناجاةَ الضَميرِ تَنادِيا

تُجاذِبُ فُرسانَ الصَباحِ أَعِنَّةً

كَأَنَّ عَلى الأَعناقِ مِنها أَفاعِيا

بِعَزمٍ يَسيرُ الجِسمُ في السَرجِ راكِباً

بِهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجِسمِ ماشِيا

قَواصِدَ كافورٍ تَوارِكَ غَيرِهِ

وَمَن قَصَدَ البَحرَ اِستَقَلُّ السَواقِيا

فَجاءَت بِنا إِنسانَ عَينِ زَمانِهِ

وَخَلَّت بَياضاً خَلفَها وَمَآقِيا

نَجوزَ عَلَيها المُحسِنينَ إِلى الَّذي

نَرى عِندَهُم إِحسانَهُ وَالأَيادِيا

فَتىً ما سَرَينا في ظُهورِ جُدودِنا

إِلى عَصرِهِ إِلّا نُرَجّي التَلاقِيا

تَرَفَّعَ عَن عَونِ المَكارِمِ قَدرُهُ

فَما يَفعَلُ الفَعلاتِ إِلّا عَذارِيا

يُبيدُ عَداواتِ البُغاةِ بِلُطفِهِ

فَإِن لَم تَبِد مِنهُم أَبادَ الأَعادِيا

أَبا المِسكِ ذا الوَجهُ الَّذي كُنتُ تائِقاً

إِلَيهِ وَذا الوَقتُ الَّذي كُنتُ راجِيا

لَقيتُ المَرَورى وَالشَناخيبَ دونَهُ

وَجُبتُ هَجيراً يَترُكُ الماءَ صادِيا

أَبا كُلِّ طيبٍ لا أَبا المِسكِ وَحدَهُ

وَكُلَّ سَحابٍ لا أَخَصُّ الغَوادِيا

يَدِلُّ بِمَعنىً واحِدٍ كُلَّ فاخِرٍ

وَقَد جَمَعَ الرَحمَنُ فيكَ المَعانِيا

إِذا كَسَبَ الناسُ المَعالِيَ بِالنَدى

فَإِنَّكَ تُعطي في نَداكَ المَعالِيا

وَغَيرُ كَثيرٍ أَن يَزورَكَ راجِلٌ

فَيَرجِعَ مَلكاً لِلعِراقَينِ والِيا

فَقَد تَهَبَ الجَيشَ الَّذي جاءَ غازِياً

لِسائِلِكَ الفَردِ الَّذي جاءَ عافِيا


اقنع ولا تطمعْ فإنَّ الفتى

قال العماد الأصبهاني:

اقنع ولا تطمعْ فإنَّ الفتى

كمالهُ في عزَّةِ النّفسِ

وإنّما ينقصُ بدرُ الدُّجَى

لأَخذهِ الضّوء من الشّمسِ


قَد كُنتُ أَرجو وَصلَكُم

قال العباس بن الأحنف:

قَد كُنتُ أَرجو وَصلَكُم

فَظَلَلتُ مُنقَطِعَ الرَجاءِ

أَنتِ الَّتي وَكَّلتِ عَي

نِيَ بالسُهادِ وَبِالبُكاءِ

إِنَّ الهَوى لَو كانَ يَن

فُذُ فيهِ حُكمي أَو قَضائِي

لَطَلَبتُهُ وَجَمَعتُهُ

مِن كُلِّ أَرضٍ أَو سَماءِ

فَقَسَمتُهُ بَيني وَبَي

نَ حَبيبِ نَفسي بِالسَواءِ

فَنَعيشَ ما عِشنا عَلى

مَحضِ المَوَدَةِ وَالصَفاءِ

حَتّى إِذا مُتنا جَمي

عاً وَالأُمورُ إِلى فَناءِ

ماتَ الهَوى مِن بَعدِنا

أَو عاشَ في أَهلِ الوَفاءِ


لا تَخضَعَنْ رَغَباً ولا رَهَباً

قال أسامة بن منقذ:

لا تَخضَعَنْ رَغَباً ولا رَهَباً فَمَا الْ

مَرْجُوُّ والمَخْشِيُّ إلاّ اللهُ

ما قَد قضاهُ اللهُ مالَكَ من يَدٍ

بِدِفاعِهِ وسِواهُ لا تخشاهُ


صادف غرورك عزة النفس فيني

صادف غرورك عزة النفس فيني

ولا خضعت بعزة النفس معذور

شلتك بقلبي واحتضنتك بعيني

وزرعت فيك أحلام عن ليالينا نور

أبيك في صدق المشاعر تجيني

لكن مع أيامي تماديت بالجور

آسف أنا ما أبيك ياللي تبيني

وماني على لحق المقفين مجبور

راحت سنين العمر وينك وويني

اليوم دوري وباكر لك الدور

أنا عزيز النفس لا ترتجيني

مغرور.... دور لك على إنسان مغرور


ياللي علينا بالمحبة تغليت

ياللي علينا بالمحبة تغليت

يالله توكل رافقتك السلامة

لا تحسبني بتبعك كان صديت

ما أتبعك دام الرأس وسطه كرامة

من صد جازيته بصده وصديت

ومن يتبع المقفي يقل احترامه

وكأنك نويت تذل هالرأس أخطيت

والله لتبطي ما نزل من مقامه

أنا ترى لا قفيت ياهيه أقفيت

ما عاد أرجع لو تقوم القيامة

أنا بشموخي عن غرامك تعليت

ولا خير في حبٍ يذل بغرامه

أنا أعترف إني بحبك تماديت

لكن أموت ولا أبيع الكرامة
3315 مشاهدة
للأعلى للسفل
×