شعر فهد المساعد

كتابة:
شعر فهد المساعد

نماذج من شعر فهد المساعد

فهد المساعد؛ شاعر سعودي وُلد في مدينة الرياض، كانت بداياته الشعرية عبارة عن قصائد يكتبها وينشرها في المجلات، واشتهر بشعره الغنائي الذي حظي بشهرة واسعة، واتسمت قصائده بالعذوبة، ويرى أنّ الشاعر لا يُمكن أن يكون كاذبًا، وإنّما يكون شعره حصيلة أفكار في عقله يُخرجها على شكل صور شعرية لتُصبح أقرب للمتلقي، وله العديد من القصائد الشعرية العذبة المليئة بالصور الإبداعية، منها ما يأتي:

قصيدة: صوت حبيبي وقبل أقول يا أقول يا عونك

قال فهد المساعد:

صوّت حبيبي وقبل أقول يا عونك

شكى جروحه ورحت أشكي له طعوني

يقول: ما أقدر أعيش اليوم من دونك

وأقول: حتى ولو ما عشت من دوني

يمكن أن أكون أعز إنسان في عيونك

بس أنت والله كل الناس في عيوني

لا صرت ربعي وداري فيّة جفونك

وش دخّل الناس خل الناس يجفوني

يكفيني إن أنت لا من قلت وشلونك

تطيب كل الجروح ويختلف لوني

وإن كان منتب مصدّقني على هونك

تعال طالع دروبك وين ودوني

أصبحت أجامل عداي اللي يحبونك

وأكره مشاهد عداك اللي يحبوني

ومن كثر ما أحب وأكره عنك وأصونك

أصبحت دفتر مشاعر وأنت مضموني

إن غبت عني شعرت بلذة طعونك

وإن شفت زولك شعرت بقيمه عيوني.


قصيدة: يا صغير السن قدرك طاح أبراجه

قال فهد المساعد:

يا صغير السن قدرك طاحت أبراجه

الجرح خلّا الصخر ينطق ونطقني

خلاص ما عاد تعنيني ولا حاجة

روح جعل ربي يوفقـك ويوفقني

من بعد ما كنت نور القلب وأسراجه

اليوم صرت الظلام اللي يطوقني

عطيتك أكثر من اللي كنت تحتاجه

وأسرفت بالحب لين الحب وهقني

خلاص مالي ومال الحب وإزعاجه

مالي ومال الدروب اللي تضايقني

تعبت أضم البحر وأهدي أمواجه

تعبت أجامل واشوف الوقت يسرقني

شكواي للي عليه الضيق وفراجه

اللي إذا شاء يرحمني ويرزقني

أما أنت يا أبو جبين عقـد حجاجه

لا عاد تسأل علامك منت طايقني

الناس كلن على دربه ومنهاجه

وأنا عن الناس ما به شـي يفرقني

إلا إني دايم أحب الصدق وأواجهه

مخلوق والله على هالوضع خالقني

حتى رفيقي ضماد القلب وعلاجه

على كثر ما تمسك فيـه صدقني

لو أدري إنه مرافقني على حاجة

لأمسّكه حاجته وأقول فارقني.

قصيدة: قبل اسافر كنت جالس في زمان الانتظار

قال فهد المساعد:

قبل أسافر كنت جالس في زمان الانتظار

أرتشف همّ المكان وكل همّي حاجتين

كنت خايف من يباس وكنت خايف من خضار

كنت أخاف إنك تجين وكنت خايف ما تجين

لين شفتك من ورا بيبان صالات المطار

مُقبِلة من كثر شوقك كنت أشوفك تركضين

مرّةٍ ركضك يمين ونظرة عيونك يسار

ومرةٍ ركضك يسار ونظرة عيونك يمين

تايهة ما كنك إلا ضحكةٍ وسط انكسار

ساكتة ما كنّك إلا دمعةٍ فيها حنين

خايفة وجِلة حزينة يعني كنتِ باختصار

تشرحين لكل جاهل معنى كلمة عاشقين

بعدها جيتك ولدّت عينك ودار الحوار

من كفوفي دمعتين ومن كفوفك دمعتين

كنت أصد وكنتِ أنتِ ثايرة مثل الشرار

ما على لتغة لسانك غير كلمة وين؟ وين؟

وأذكر إني رحت قبل أبدي لك أيّة اعتذار

رحت حتى قبل أطيب خاطرك في كلمتين

لكن أنتِ عارفتني زين واللي صار صار

سامحيني واذكريني قدّ ما أنت تقدرين

اذكريني لا انتهت للشمس رحله مع نهار

واذكريني لا صحي للصبح ورد الياسمين

واذكريني لا لمحتِ في ليالي البرد نار

واذكريني لا سمعتِ للمطر صوت حزين

اذكريني واذكريني واذكريني باختصار

اذكري فهد المساعد قدّ ما أنت تقدرين.

قصيدة: من عزّ نومي اصحيت وشفت عيني

قال فهد المساعد:

من عز نومي صحيت وشفت في عيني

دمع تهادى على جفني وأنا غافي

سترت دمعي بكمي قبل يغريني

وأخذت هذا الجسد من باقي لحافي

وسريت تايه ورا خطوات رجليني

لا الوجه وجهي ولا أوصافي هي أوصافي

أمشي وأقول لطريقي لا توديني

لعيون ناس تبي تدري عن الخافي

أمانتك خلها ما بينك وبيني

خابرك يا الدرب خوة عمر وسنافي

ما ودي الناس تدري وش يبكيني

كرامة النفس ورث أبوي وأسلافي

أمشي وأحس الخناجر في شراييني

والبرد يمشي وراي وينهش أطرافي

وحيد والليل بردونه يغطيني

تقول كن البلد روح بها السافي

إلين ما أوحيت لي صوت يناديني

صوت أعرفه مثل ما أجهل وش خلافي

قمت أتلفت وأنادي لا تخليني

ما غيره الصوت هذا صوته الدافي

ولمحت زولك من أقصى الدرب لافيني

مدري وش أقول لكن حي ها اللافي

تعال شف غيبتك كيف أثرت فيني

تعال شفني وأنا أغرق عقب مجدافي

تعال خذني ورحبي من عناويني

تعبت أعدي على جمرك وأنا حافي

تعال واقطف بصوتك زهرة سنيني

كل المواعيد عقبك شمعها طافي

تعال وازرع خصل شعرك بكفيني

بضمها لين أحس بليلك الدافي

تعال وشفيك خايف؟ أنت ناسيني؟

قطعت صوتي عليك وطال ميقافي

حتى بديت أشعر أن الحب معميني

وإن أنت حلم عثى فيني وأنا غافي

لكن أمانة ترى اللي في كافيني

إن رحت منك كذا ما رحت متعافي

بصدق الحلم وأحذر لا تصحيني

في خاطري كلمتين إن قلتها كافي

أمانة الله عليك إن غبت عن عيني

لا يكون قلبك مثل قلب الزمن جافي

مع كل دمعة تذكر رعشة يديني

ومع كل ضحكة تذكر قلبي الوافي


قصيدة: جا يشوف الحال كيفه بعد ما هزه حبيب

قال فهد المساعد:

جا يشوف الحال كيفه بعد ما هزه حنينه

جا يشوف الحال كيفه بعد ما هـزة حنينه

قبل يسألني سألته كيف حالك يا الحبيب

قال أنا كني غريب ضيع دروب المدنية

قلت أنا كني مدنيه تنتظـر رجعـة غريب

قال أجل وش فيك تلعن سيرة الحب وسنينه

قلت أجل وشلون ما ألعن سيرته دامك تغيب

أنت لا من غبت حتى مرايتك صارت حزينة

كيف ما تبغاني أحزن وأنت لي مثل النصيب

الهدايا والرسايل والمكاتيب الثميـنة

الليالي والقمر والريـح والكون الرحيب

كل ما تبعد تجيب الشعـر ليه مـن يدينه

وتقعد جروحي تودي فالمتاهات وتجيب

يا بعـد كـل القصيد ونـزوة حداه وأنينه

لا ذكرتك لاح بيت وطاح ورد وفاح طيب

وإن نسيتك ما نساني صوتك المبحوح لينه

ياخذ لجرحي بثاره من خطاياك ويطيب

وبعد هذا جاي ترمي ذنبك بوجه المدنية.

قصيدة: من بغى الفرقا لقى عذر ودليل

قال فهد المساعد:

من بغى الفرقا لقى له عذر وأسباب ودليل

خل عنك العذر والأسباب دام الحب ضاع

كان ودك بالفراق أبشر عسى عمرك طويل

لا تردد وأنت لك كلمه ولك أمر مطاع

لي عليك إنك تبّت بكلمة تشفي الغليل

ولك عليّ إني لأوّقف وقفة الرجل الشجاع

لاتجاملني مخافة قال مدري خوف قيل

عمر هرج الناس ما يسمن ولا يغني جياع

كان قصدك سر حبك أوعدك لأصبح بخيل

وأحمل أسرارك معي للموت قدر المستطاع

بس قلها قل ما أحبك وأبشر بصبر جميل

لا تحسب أني مثل من طبعهم لوي الذراع

صاحبك ما هو كذا يا صاحب القد النحيل

صاحبك طبعه غريب وغربته غربة طباع

في الهوى ما يقبل الحل الوسط ولا القليل

مثل ماهو لاشرى يشري ليا من باع باع

ثابت لو هي تميل الارض حدره ما يميل

يدري أن الفقر ما هو عيب والدنيا متاع

ما عشق لذّة حياته كثر عشق المستحيل

ولا كره حتى مماته كثر كره الانصياع

كم تعلّم من شديد البدو وش معنى الرحيل

وكم تعلّم من غروب الشمس وش معنى الوداع

وكم تعلّم من سحاب الصيف وش معنى الحصيل

وكم تعلّم من ليال البرد وش معنى الضياع

ايه أنا هذا طريقي موحش وصعب وطويل

وأنت لا منك تعبت العالم فجوجه وساع

اعتبرني في بداية سكّتك عابر سبيل

ورح وأنا قلبي معك من وين وجّهت الشراع

يكفي أني لا انذكرت في سالفة عشّاق قيل:

عاشر أحبابه شجاع وفارق أحبابه شجاع.
5623 مشاهدة
للأعلى للسفل
×