شعر في الأم

كتابة:
شعر في الأم


قصيدة لكنها أمي

يقول فاروق جويدة في الأم:

في الركن يبدو وجه أمي

لا أراه لأنه سكن الجوانح من سنين

فالعين إن غفلت قليلًا لا تري

لكن من سكن الجوانح لا يغيب

وإن تواري مثل كل الغائبين

يبدو أمامي وجه أمي كلما

اشتدت رياح الحزن‏ وارتعد الجبين

الناس ترحل في العيون وتختفي

وتصير حزنـًا في الضلوع

ورجفة في القلب تخفق‏‏ كل حين

لكنها أمي

يمر العمر أسكنـها.. وتسكنني

وتبدو كالظلال تطوف خافتة

على القلب الحزين

منذ انشطرنا والمدى حولي يضيق

وكل شيء بعدها‏ عمر ضنين

صارت مع الأيام طيفـا

لا يغيب.. ولا يبين

طيفـًا نسميه الحنين


قصيدة إلى أمي

يقول محمود درويش عن الأم:

أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يومًا على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني، إذا عدت يومًا
وشاحًا لهدبك
وغطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
عساي أصير إلها
إلها أصير..
إذا ما لمست قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودًا بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت، فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك!


قصيدة خمس رسائل إلى أمي

ويقول نزار قباني عن الأم:

صباحُ الخيرِ يا حلوة..
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوة
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافية
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ - بعدُ - عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟


أشعار متفرعة عن الأم

فيما يأتي مجموعة أشعار متنوعة عن الأم:

شعر عن نبع الحنان

فيا أم أنت ربيع الحياة

ولون الزهور ونبع يسيل

لفضلك أمي تذل الجباه

خضوعًا لقدرك عرف أصيل

وذكراك عطر وحضنك دفء

فيحفظك ربي العلي الجليل

دومتي لنا بلسمًا شافيًا

وبهجة عمري وحلمي الطويل

ولحنًا شجيًّا على كل فاه

فمن ذا عن الحق منا يميل


شعر عن إكرام الأم

أوجب الواجبات إكرام أمي

إنّ أمي أحق بالإكرام

حملتني ثقلًا ومن بعد حملي

أرضعتني إلى أوان فطامي

ورعتني في ظلمة الليل

حتى تركت نومها لأجل منامي

إنّ أمي هي التي خلقتني

بعد ربي فصرت بعض الأنام

فلها الحمد بعد حمدي إلهي

ولها الشكر في مدى الأيام


شعر عن الأم وفضلها

وفضل الأم يعلو أيّ فضل

إذا أحصيته في كل شان

أسأل مهجتي عنها أجابت

هي الرحمات لاحت للعيان

هي البحر المليء بكل غال

نفيس غار منه الأصفران

هي البدر المطل بناظريه

على الآفاق يلمع كالجمان

هي الأنسام رقت في بهاء

وزانت ثوبها بالأقحوان

هي الماء الزلال لكل صاد

هي الأمل الضحوك لكل عان

أراها نخلة بسقت وجادت

ولم تعبأ بأغيار الزمان

تحدث في شموخ كل ريح

وآتت أكلها في كل آن

حبتني عطفها مذ كنت طفلًا

وفاضت بالمحبة والحنان

ورغم الفقر كم جادت علينا

يداها بالندى مبسوطتان


تحير بي عدوي إذ تجنى

عليّ فما سألت عن التجني

وقابلَ بينَ ما ألقاهُ منهُ

وما يَلْقى من الإِحسانِ مني

يبالِغُ في الخِصامِ وفي التجافي

فأغرقُ في الأناةِ وفي التأني

أودُّ حياتَهُ ويودُّ موتي

وكمْ بيــنَ التَمَني والتَمَني

إِلى أن ضاقَ بالبغضاءِ ذَرْعًا

وحسَّنَ ظَنَّهُ بي حسنُ ظني

عدوي ليسَ هذا الشهدُ شهدي

ولا المنُّ الذي استحليْتَ مني

فلي أمٌ حَنُونٌ أرضعتني

لبانَ الحب من صَدْر أحنِّ

على بسمَاتِها فتحتُ عيني

ومن لَثماتِها رويتُ سِنِّي

كما كانتْ تُناغيني أُناغي

وما كانتْ تُغَنيني أُغَني

سَقاني حُبُّها فوقَ احتياجي

ففاضَ على الوَرى ما فاضَ مني


شعر عن موت الأم

أمي تموت ويمناها على كبدي

يا أم رحماك إنّ القلب قد فطر

أهذي سريري إني لم أزل ولدًا

ودثريني إن الريح قد زأرا

وجففي عرقي فالصيف ألهبني

وسلسلي الماء كي أقضي به وطرا

مدى يديك كما قد كنت ألثمها

فقد نهضت ووجه الصبح قد سفرا

وحوطيني تلك العين خائنة

وكم رأيت عيونًا تقدح الشرر

ولوني أغنيات الصيف في شفتي

وقربي من وسادي النجم والقمر
4332 مشاهدة
للأعلى للسفل
×