شعر كريم العراقي

كتابة:
شعر كريم العراقي

قصيدة: جاءت إليّ من السماء مليكة 

تَكلم الشاعر في قَصيدته عن الأُنوثة المُتجذرة في المرأة، إذ يقول:

جَاءت إليَّ من السماء مُلَيكةً 

هي باختصار هي الأُنوثة أجمع

وتَقول لي يا عَقل تُشبه غيرها 

بل بينها والكلُّ فَرق شاسع

هي آخر العَنقود أحلى ما به 

أُنظر إليها فَوق ما نَتوقع

بحنان عينيها دَواء كآبتي 

وبحضن كفيها صغيراً أَرجع

الحبُّ مِثلُ الماء عنه لا غِنى 

والحبُّ كالوطن إليّه المَرجع

والناس كالأرض تُراب أخرس 

والحبُّ يُحييها إذا هو يَنبع

قصيدة: مَدينةُ الحبّ

تَكلم الشاعر في قَصيدته عن وجع تِلك المدينة (بغداد) والتي تَحمل الحبَّ في أرجائها حتى أسماها مدينة الحبِّ، إذ يقول:

وأنا أرى الحبَّ مَحمولاً بأكفانِ

يا لوعةَ القلب، أخذّتْ شكل مقبرةٍ

وأهل بيتي استعاروا حقدَ عُدواني

حدائقُ الحبِّ، لا وردٌ ولا شَجر

وما البيوت سوى ثَكنات سجانِ

كأنّني اليوم أنَعب في خرائبكِ

ودَمعة الذلِّ تَلمعُ بين أجفاني

لا تَصدموني، أهذا الكهف منزلنا؟

وهو الذي كان مُنية كلّ إنسانِ

أهذه النخلة الجرباءُ نَخلتنا

وهي التي أمس من أشجار رضوانِ؟

أهذه الضحكةُ الخرساء ضِحكتنا

أفعالنا تلك أم نَزوات شيطانِ؟

أهذه الأسقفُ النِيران تَحرسنا

يا سادة البيتِ هل ضيّعت عِنواني؟

هل أنتِ أمي وهل أنتَ أبي وأنا

أنا ابنُ بيتي أم أنّ الهمَّ أعماني؟

يَعلو الوجوهَ عذاب لا شَبيه له

وفي الدواخل يَغلي ألفُ بُركانِ

قلوبُ أهلي وأحبابي غَدت حجراً

أأنا على الأرض أم في كوكب ثانِ؟

قتلتم الحبَّ وهو النور في وطني

لا تَسألوني تَمهّل.. من هو الجاني؟

أبا الفُراتينِ قد شَلَّ الأسى رِئتي

ومن سِواك يُحطّم قيد أحزاني

أنا ذُهلت لصمتك يا أبا قَلَمي

وأُغنياتي وأَشواقي وأَلحاني

لا شاطئاك كم كانا ولا شفةٌ

بَاست جِراحي ولا مَشفاك أشفاني

صَفعت وجهي أهذا يا زمان أنا

سَلمت لِلريح سَاقيتي وبستاني؟

وكالمجانين أصرخ في الدُّروب كفى


قصيدة: امرأةُ المطر

وصَف الشاعر خلافاً بين حبيبين ممثلاً ذلك باليوم العاصف الماطر والذي يَنتهي باللقاء بين المُحبين، إذ يقول:

الليلُ والشباكُ والمطرُ الشديدُ
وأنا هنا.. في غُرفتي قلبٌ وحيدٌ
ولَمحت عُصفورين يقتسمان دِفَء العاطفهْ
لم يَمنع المطر الرهيب ولا جُنون العاصفهْ
فرح اللقاء ولا الغِناء بنبرةٍ متآلفهْ
حَدثت روحي: ما بك يابنت.. مالك خائفهْ؟
قومي إليه.. هاتفيهِ
قومي إليه.. فَاجئيه وصالحيهِ
فهو الذي مِفتاح قلبك في يَديهِ
بكلمتين من الجوارح أسعديهِ
هيا.. العواصف في ازدياد.. كلميهِ
كَلَّمتهُ.. مُتردده.. مُتنهده.. مُتوقدهْ
فَتفجرت أعماقه.. كَلِماتُهُ سيلاً رياحاً عاتيهْ
بمرارةٍ بحرارةٍ وبُرقةٍ مُتناهيهْ
يا قَاسيه.. يا نَاسيه.. يا ظَالمه.. يا مُجرمه.. يا غَاليهْ
حبيبتي.. وحبيبتي.. ماذا فعلت بحاليهْ؟
الى اللقاء الى اللقاء الى اللقاء
ألو.. ألو.. ألو
ورفعتُ رأسي للسماء: أين العواصفُ والرعودُ المرعبهْ؟
صَمتت براكينُ الرياح المرعبهْ
رحلت جُيوش الغيم فوراً هاربهْ
قمرٌ أطل وأنجم مُثل الزهور مُذهَّبهْ
وحبيبُ قلبي صاح خَلف الباب
هيا افتحي.. يا.. طيّبهْ

قصيدة: سنة حلوة

أطلق الشاعر قصيدته والتي يَنقل فيها في عيد رأس السنة أمنيات جميع الأمهات والبشر بتمني السلام، إذ يقول:

غيمةٌ في السماءِ عانقَتْ أختها
يا لهُ من بَريقٍ جاء بَرقُ الصورْ
قُبلةٌ من ضِياءٍ جاءَ منها المطرْ
فوقَ كُلِّ الجبالِ فوقَ كل الرمالِ فوقَ كل الشجرْ
فوقَ كُلِّ البيوتِ أُغنياتُ المطرْ
سنةٌ حلوةٌ يا جميع البشرْ
طفلةٌ في السويد هاتفت أختها
وأختها في العراقِ والعراقُ حزينْ
سنةٌ حلوةٌ.. ربما يا «حنين»
قطة في السودان خَاطبت أُمها في ضواحي اليابانْ
إنّما مَصيرنا من مَصير الإنسانْ
فالذي أصابكمْ سالفاً في الزمانْ
رُبَّما يُصيبنا أو يُصيب الجيرانْ
سنة حلوة.. لو أراد الإنسانْ
قريةٌ في يافا راسلت قريةً
في أقاصي تكساس:
لو تَبادلنا الأماكن لو تَبادلنا الناس
سوف تَبكين كثيراً.. سوف تَحنين الراسْ
اعتذاراً للسلام.. احتقاراً للـ.. رصاصْ
بجميع اللغات.. صلّت الأمهاتْ
يا إله الأنامْ.. يا كريم الكرامْ
سنة حلوة.. واهدنا للسلامْ

قصيدة: عارضةُ الأزياء

يَصف الشاعر في قصيدته عَارضة أزياءٍ تُقدم عرضاً أمام نَاظريه، إذ يقول:

تَغار من قوامها الخيل
عَارضة الأزياء
يا ليته لا يَنتهي الليل
ليلتنا ليلاء
مِشيتها رقصٌ وموسيقى
والحُسن لا يَحتاج تعليقا
آدمُ في حَضرتك طفلٌ لليوم يا حواء
حين بَدت بالأحمر الغامض..
احمرَت العُيون
ثمَّ أتت بالأبيض الرائق..
وكُلنا مَفتون
يا ويلتي بردائها الأصفر
خَطيرةٌ منها ولا أخطر
يَجعلها الأسود في الليل..
جوهرة النساء
ليست هي الأجمل في الكون..
أو أجمل النساء
من روحها تُضيف للون..
فروحها خضراء
جمالها متأصِّل العمق
شرقية ودِفئها شرقي
بَسيطة.. لكنّها أُنثى.. شَلال كبرياء
5608 مشاهدة
للأعلى للسفل
×