قصيدة: أيها المارون
- أيها المارون بين الكلمات العابرة
- احملوا أسماءكم وانصرفوا
- واسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
- وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
- وخذوا ما شئتم من صور، كي تعرفوا
- أنكم لن تعرفوا
- كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
- أيها المارون بين الكلمات العابرة
- منكم السيف - ومنا دمنا
- منكم الفولاذ والنار - ومنا لحمنا
- منكم دبابة أخرى - ومنا حجر
- منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
- وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
- فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
- وادخلوا حفل عشاء راقص وانصرفوا
- وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء
- وعلينا، نحن، أن نحيا كما نحن نشاء
- أيها المارون بين الكلمات العابرة
- كالغبار المر مروا أينما شئتم ولكن
- لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
- خلنا في أرضنا ما نعمل
- ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا
- ولنا ما ليس يرضيكم هنا
- حجر أو خجل
- فخذوا الماضي، إذا شئتم إلى سوق التحف
- وأعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، إن شئتم
- على صحن خزف
- لنا ما ليس يرضيكم، لنا المستقبل ولنا في أرضنا ما نعمل
- أيها المارون بين الكلمات العابرة
- كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة، وانصرفوا
- وأعيدوا عقرب الوقت إلى شرعية العجل المقدس
- أو إلى توقيت موسيقى مسدس
- فلنا ما ليس يرضيكم هنا، فانصرفوا
- ولنا ما ليس فيكم: وطن ينزف شعبًا
- وطن يصلح للنسيان أو للذاكرة
- أيها المارون بين الكلمات العابرة
- آن أن تنصرفوا
- وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا
- آن أن تنصرفوا
- ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا
- فنا في أرضنا ما نعمل
- ولنا الماضي هنا
- ولنا صوت الحياة الأول
- ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل
- ولنا الدنيا هنا والآخرة
- اخرجوا من أرضنا
- من برنا من بحرنا
- من قمحنا من ملحنا من جرحنا
- من كل شيء، واخرجوا من ذكريات الذاكرة
- أيها المارون بين الكلمات العابرة!
قصيدة: عن الصمود
- لو يذكر الزيتون غارسهُ
- لصار الزيت دمعا!
- يا حكمة الأجدادِ
- لو من لحمنا نعطيك درعا!
- لكن سهل الريح،
- لا يعطي عبيد الريح زرعا!
- إنا سنقلع بالرموشِ
- الشوك والأحزان قلعا!
- وإلام نحمل عارنا وصليبنا!
- والكون يسعى
- سنظل في الزيتون خضرته،
- وحول الأرض درعا!
- إنا نحب الورد،
- لكنا نحب القمح أكثرْ
- ونحب عطر الورد،
- لكن السنابل منه أطهرْ
- بالصدر المسمر
- هاتوا السياج من الصدور
- من الصدور؛ فكيف يكسرْ؟
- اقبض على عنق السنابلِ
- مثلما عانقت خنجرْ!
- الأرض، والفلاح، والإصرار،
- قال لي كيف تقهر
- هذي الأقاليم الثلاثة،
- كيف تقهر؟
قصيدة: إلى أمي
- أحنُّ إلى خبز أمي
- وقهوة أُمي
- ولمسة أُمي
- وتكبر فيَّ الطفولةُ
- يومًا على صدر يومِ
- وأعشَقُ عمرِي لأني
- إذا مُتُّ،
- أخجل من دمع أُمي!
- خذيني، إذا عدتُ يومًا
- وشاحًا لهُدْبِكْ
- وغطّي عظامي بعشب
- تعمَّد من طهر كعبك
- وشُدّي وثاقي
- بخصلة شعر
- بخيطٍ يلوَّح في ذيل ثوبك
- عساني أصيرُ إلهًا
- إلهًا أصيرْ
- إذا ما لمستُ قرارة قلبك!
- ضعيني، إذا ما رجعتُ
- وقودًا بتنور ناركْ
- وحبل غسيل على سطح دارك
- لأني فقدتُ الوقوف
- بدون صلاة نهارك
- هَرِمْتُ، فردّي نجوم الطفولة
- حتى أُشارك
- صغار العصافير
- درب الرجوع
- لعُشِّ انتظارِك![١]
قصيدة: لا شي يُعجبني
- "لا شيءَ يُعْجبُني"
- يقول مسافرٌ في الباصِ – لا الراديو
- ولا صُحُفُ الصباح، ولا القلاعُ على التلال
- أُريد أن أبكي
- يقول السائقُ: انتظرِ الوصولَ إلى المحطَّةِ،
- وابْكِ وحدك ما استطعتَ
- تقول سيّدةٌ: أَنا أَيضًا. أنا لا
- شيءَ يُعْجبُني. دَلَلْتُ ابني على قبري،
- فأعْجَبَهُ ونامَ، ولم يُوَدِّعْني
- يقول الجامعيُّ: ولا أَنا، لا شيءَ
- يعجبني. دَرَسْتُ الأركيولوجيا دون أَن
- أَجِدَ الهُوِيَّةَ في الحجارة. هل أنا
- حقًا أَنا؟
- ويقول جنديٌّ: أَنا أَيضًا. أَنا لا
- شيءَ يُعْجبُني. أُحاصِرُ دائمًا شَبَحًا
- يُحاصِرُني
- يقولُ السائقُ العصبيُّ: ها نحن
- اقتربنا من محطتنا الأخيرة، فاستعدوا
- للنزول
- فيصرخون: نريدُ ما بَعْدَ المحطَّةِ،
- فانطلق!
- أمَّا أنا فأقولُ: أنْزِلْني هنا. أنا
- مثلهم لا شيء يعجبني، ولكني تعبتُ
- من السِّفَرْ.[٢]
المراجع
- ↑ "إلى أمي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2022.
- ↑ "لا شيء يعجبني"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2022.