شعر وداع الحبيب

كتابة:
شعر وداع الحبيب

الوداع

لحظات الوداع هي الأصعب على الجميع خصوصاً لحظة وداع الحبيب، لذلك أحضرنا لكم باقة من أجمل الأشعار؛ التي تقال للحبيب عند الوداع آملين أن تنال إعجابكم.

شعر وداع الحبيب

  • حين التقينا والدموع تساقطت
كقــلادةٍ منـها تنــاثر ماسـُـها


وتكلمَـت وشفاهاً كانت ترتجف

فلمست شيـئاً كان يسكن نفسَـها


فمسحت دمعاً كان يجري مسرعاً

قالت: بربك دع دموعي وشأنها


سألتها: ماذا جرى يا حُـلوتي؟

فأجهشتْ تبـكي وتنظرُ حولـــها


فسألت نفسي ما أصَابها يا تُرى

ماذا بدمعـها قد يكونُ ومـا بــها؟


قامت فقالت: يا حبيبي إنني

يعزّ بُعدي عن ديـارك كـلّــها


فسكتّ أكـتمُ فى ضلوعي مرارةً

قد ذقتها من نار شوق حنيـنها


وقلت يكفي يا حبيبتي ارحمي

نفسي التي ما عدتُ أحمـلُ ويلها


فودّعتني بليـلٍ بات يقتــلني

فليس عندي من يحلّ مكانها


وتمنّيتُ لو سالت بقربها دمعتي

لترى حبيباً يبكي يوم رحيلها


لكن دمعتي تجمّدت في مُقلتي

ولمّا أدارت وجهها، سالت بعدها


فكتمتُ نبضي وأعدمتُ قلبي

فلمن أبقى في الحياةِ أعيــشها؟


  • بكيت وهل بكاء القلب يجدي؟
فراق أحبّتي وحنين وجدي


فما معنى الحياة إذا افترقنا؟

وهل يُجدي النحيب فلست أدري!


فلا التّذكار يرحمني فأنسى

ولا الأشواق تتركني لنومي


فراق أحبّتي كم هزّ وجدي

وحتى لقائهم سأظل أبكي


  • ودّع الصّبرَ محبّ ودّعك
ذائعٌ من سرّه ما استودعكْ


مرّ من بُعدك ما روّعني

أتـُرى يا حلو بُعدي روّعك؟


قد حباك الله حسّاً مرهفاً

جلّ يا بلبل ربّ أبدعك!


فيك يا هائمُ ما لوعني

مشعلاً وجديَ ممّا لوّعك


عندما طرت بعيداً في الفضا

رفّ قلبي علـّهُ أن يتبعك


ليس لي عنك مدى العمر غنى

يا ملاذي في الجوى ما أروعك!


غبت عني والأماني أفلت

أين منها رجعة كي ترجعك


كيف فارقت حبيباً غارقاً

في الضّنى أولعه ما أولعك؟


هل تخلّيت عن العهد معي

أم حسود من غرامي منعك؟


أم أنيني من سهادي في الدجى

طال أسماعَك حتى أفزعك


غشي الأيكة من بَعدك ما

أخرس الطيرَ بخطبٍ قرعك


وجمار الحزن أذكت أضلعي

مثلما حزنك أذكى أضلعك


يا يراع الحب يا نبع الهوى

وزفيرُ الشوق يغذو منبعك


كنت لي خير نجيّ في المنى

وأنا الآن أناجي موضعك


يا شقيق الروح إني ولِهٌ

ما سهت روحيَ مني موقعك


كلّما سالت دموعي حُرقة

عَطفـُك الثائر يُجري مدمعك


يا حبيبي مثلما أودعتني

من شفيف الحب قلبي أودعك


كم تغنيت بما صبّرني

لتواسيني وتخفي وجعك


وترنمت بألفين شدا

منهما الوجد بحب أترعك


أيها الصادح كم أغنيةٍ

رحت فيها لسراب خدعك


عندما ولّى الربيع انتثرت

كل أحلامك ترثي مربعك


إن في جنبك قلباً جزِعاً

ظل يشكو الصبر حتى جزعك


أيها الملذوع من نار النوى

مهجتي تُصلّي ببين لذعك


ردّد الألحان فيها شجني

إنما ضيعني ما ضيّعك


وابكِ يا بلبل ما يَحزُنُنا

في فؤادي مقلة تبكي معك


قصائد في وداع الحبيب

من القصائد التي قيلت في وداع الحبيب، اخترنا لكم ما يأتي:

أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا (ابن زيدون)

أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا

وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا


ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا

حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا


مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،

حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا


أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا

أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا


غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا

بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا


فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛

وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا


وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،

فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا


يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،

هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا


لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ

رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا


ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ

بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا


كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه

وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا


بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا

شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا


نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا

يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا


حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ

سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا


إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا

وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا


وداع وشكوى (إيليا أبو ماضي)

أزفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقا

فإلى اللّقا يا صاحبّي إلى اللّقا


إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى

حتى لكدت بأدمعي أن أغرقا


وتسعّرت عند الوداع أضالعي

ناراً خشيت بحرّها أن أحرقا


ما زلت أخشى البين قبل وقوعه

حتى غدوت وليس لي أن أفرقا


يوم النوى، للّه ما أقسى النّوى

لولا النّوى ما أبغضت نفسي البقا


رحنا حيارى صامتين كأنّما

للهول نحذر عنده أن ننطقا


أكبادنا خفّاقة وعيوننا

لا تستطيع، من البكا، أن ترمقا


نتجاذب النظرات وهي ضعيفة

ونغالب الأنفاس كيلا تزهقا


لو لم نعلّل باللقاء نفوسنا

كادت مع العبرات أن تتدّفقا


يا صاحبي تصبّرا فلربّما

عدنا وعاد الشّمل أبهى رونقا


إن كانت الأيّام لم ترفق بنا

فمن النّهى بنفوسنا أن نرفقا


أنّ الذي قدر القطيعة والنّوى

في وسعه أن يجمع المتفرّقا!


ولقد ركبت البحر يزأر هائجا

كالليث فارق شبله بل أحنفا


والنفس جازعة ولست ألومها

فالبحر أعظم ما يخاف ويتّقى


فلقد شهدت به حكيما عاقلا

ولقد رأيت به جهولا أخرقا
4337 مشاهدة
للأعلى للسفل
×