محتويات
شعراء المدرسة الكلاسيكية من الغرب
هل اعتنق شعراء الغرب المدرسة الكلاسيكية؟
هم الشعراء الذين كانوا في بداية تاريخ عصر النهضة الأوروبية، تأثروا بكتاب "فن الشعر" لأرسطو، واعتمدوا على إحياء الأدب القديم، وهذا ما نسميه المذهب الكلاسيكي "classicism"[١] ومن أبرز الشعراء:
- كليمان مارو
- بيير دي رونسار
- فرانسوا دو ماليراب
- بوالو
- جان دي لافونتين
- جون بابتيست بوكلان "موليير"
كليمان مارو
بماذا تميزت أشعار كليمان مارو؟
(1544-1407) الشاعر الفرنسي الذي كانت آثاره جسر عبور من القرون الوسطى إلى النهضة، وكان هذا الشاعر في أول الأمر يعنى بالبلاغة، ثم تحول مؤرخًا لدى البلاط، تتميز أشعاره بالتنوع والوضوح ودقة التعبير، تأثر كثيرًا بالشاعرين فيرجيل وأوفيد، كما أنه قرأ في الأدب الإيطالي، والفرنسي، أجاد مارو الهجاء على نحو خاص، إذ لم يستثنِ لسانه اللاذع أحدًا، وله رسائل جمعت عام 1544م، ومن أشهر قصائده: القصيدة التي أرسلها من السجن إلى صديقه ليون "Lyon" عام 1526م، وهي بعنوان: إلى ليون جامييه:[١]
- أود أن أقص عليك حكاية جميلة
- عن الأسد والجرذ
- كان ذلك الأسد أقوى من خنزير عجوز
- ومرة وجد جرذًا حبيسًا في مصيده، عاجزاً عن الخروج
- لكثرة ما التهم من الشحم واللحم
- ولم يكن ذلك الأسد وغدًا
- فقد وجد وسيلة وطريقة لإنقاذه
- بمخالبه وأنيابه حطم المصيدة
- فانطلق الجرذ مسرعًا
- وركع أمامه باحترام وحياه برفع قبعته
- شاكرًا ألف مرة لذلك الحيوان الكبير
- وأقسم برب الفئران والجرذان
- أن يرد له الجميل [٢]
بيير دي رونسار
ما الذي غلب على شعر بيير دي رونسار؟
(1524- 1585) وُلد الشاعر في قلعة لابوسنيير ونشأ في عائلة نبيلة، خدم البلاط الاسكتلندي، كما أنه درس الفلسفة واللغات القديمة وغلب على شعره موضوع الحب، حتى إنه يعد شاعرًا للحب، كما كان مغرمًا بالجمال للأساطير القديمة، محبًا للأرض، والطبيعة الخلابة، ومن أشهر قصائده:[٣]كاسندرا:
- هيا يا عزيزتي لننظر
- إن كانت الوردة التي فتحت ثوبها الأرجواني لشمس الصباح
- لم تفقد عند المساء طيات ثوبها
- الذي لونه يشبه لونك
- وا أسفاه، انظري يا حبيبتي
- كيف أنها في برهة قصيرة
- أسقطت جمالها الذاوي في مكانها
- وا أسفاه، وا أسفاه!
- أيتها الطبيعة حقًا إنك أم قاسية
- ما دامت هذه الوردة وأمثالها
- لا تعيش إلا من الصباح إلى المساء.
فرانسوا دو ماليراب
بماذا تميز شعر فرانسوا دو ماليراب؟
(1555-1638) شاعرٌ فرنسي، كان أول شاعر كلاسيكي له أهمية كبرى ولاقى صدى واسعًا في عالم الأدب عمومًا والشعر الكلاسيكي خصوصًا، وكان أكثر الشعراء نفوذًا، كما أن لشعره ميزات خاصة انفرد فيها عما سواه من الشعراء، فهو واضح ومنطقي في شعره، كما كان عقلانيًّا لا يولي أدب الخيال والرمز أي اهتمام، ومن أهم كتبه "الفن الشعري".[٤]
بوالو
بمن تأثر بوالو في شعره؟
(1636-1711) ولد نيقولا بوالو في باريس، وكان ثريًا، تفرغ لكتابة الشعر فأبدع فيه وأجاد، كما أنه كتب الرسائل، وكان متأثرًا بأدباء عدّة من أمثال براسين ولافونتين[٤]، كما أنه قضى آخر حياته في المرض وطال صراعه معه، والقارئ لشعره يتلمس معاناته ومكابدته جراء المرض العضال وأثر ذلك في شعره أثرًا واضحًا.[٥] ومن قصائده "نص من الأهاجي":
- يوجد في البلاط دائمًا ناقدٌ أحمق من الدرجة الأولى
- بإمكانه أن يسقه الآخرين بوقاحة
- فبفضل تيفول أعلى ماليراب أو راكان
- ويرجح زيف تايس على ذهب فيرجيل
- وراهب يستطيع دون أن يمنحه أحد
- ولقاء خمسة عشر فلسًا، أن يقف بين العامة
- ليهاجم أتيلا
جان دي لافونتين
هل جنح لافونتين إلى الخيال والخرافة؟
(1621 - 1695) هو الأديب الفرنسي اللامع الذي ذاع صيته في كتابة الحكايات الأسطورية والخيالية وقد حاكها بأسلوب رمزي خرافي ليقلب الماضي على الحاضر بإسقاطات أدبية بارعة كما استعمل كغيره من الأدباء رمز الحيوان ليعبر عن خلجاته الأدبية ويجسد واقعه أفضل تجسيم، وله أعمال عدة منها: "أساطير لافونتين، الحكايات والنوادر..."[٦]
جون بابتيست بوكلان "موليير"
هل يعد موليير من مؤسسي المسرح؟
(1662 - 1673) هو أديب فرنسي عُني بفنون الأدب من الشعر والمسرح، كما عُني بكتابات النصوص الكوميدية حتى عد من مؤسسي هذا الفن كما يعد من أهم أساتذة المسرح الفرنسي بما يقدمه من هزلية الفن المسرحي، شارك بالتمثيل في المسرحيات وكتب عددًا كبيرًا منها، برع في تجسيم شخصياته المسرحية وصورها أفضل تصوير ولاسيما تلك الشخصيات الهزلية المضحكة، ومن أبرز ما قدمه: "البخيل، مدرسة الزوجات النساء، طرطوف..."[٧]
شعراء المدرسة الكلاسيكية من العرب
من هم الشعراء العرب الذين نهجوا الكلاسيكية؟
هم جماعة من الشعراء العرب في العصر الحديث اعتمدوا المحاكاة للشعراء القدماء، ويمكن أن نقول: شعراء اتباعيون، تأثروا بترجمة المسرحيات الغربية، ومنهم:
- محمود سامي البارودي
- أحمد شوقي
- حافظ إبراهيم
محمود سامي البارودي
ما المذهب الذي نسج عليه البارودي معظم قصائده؟
(1839- 1904) أفلح البارودي في استغلال إمكانات الشعر العربي القديم، ولم يكن مقلدًا له، إنما عمل جاهدًا على أن يرجع للشعر جزالته ونصاعته ورصانته، وكأنه يقوم بدور الرقيب المحافظ على الشعر، وإن كان قد حاكى القدماء في أغراضهم الشعرية وطريقة عرضهم للموضوعات، وفي أسلوبه ومعانيهم، لكن كان له تجديد واضح في شعره من حيث التعبير عن شعوره وعن مشاهداته، وعدّه "طه حسين" أول المجدّدين في الشعر المصري الحديث.[٨]
قال "عباس محمود العقاد عنه: وكأنما البارودي هنا ممثل قدير لبس دور الشاعر البدوي فأوفاه لغة وشعورًا وزيًا وحركة، فخلقه خلقًا جديدًا وجعل له تمثالًا من نفسه وحياته وأصبح مبتكرًا في الدور الذي أخذه كما يبتكر الممثل في انتحال أدواره وأبطاله، فهو فنان خالق في اتباعه كما يكون المرء فنانًا خالقًا في ابتداعه" وبهذا عُدَّ "البارودي" منقذًا للشعر العربي الحديث من عثرة الأساليب الركيكة.[٨]
كان شعره حجر الزاوية لبنيان الكلاسيكية المحدثة في الشعر العربي، وبذلك أعطى "البارودي" للشعر العربي دفعة جديدة مكنته من النهوض ورد الحياة والروح إلى الشعر العربي.[٨]
أحمد شوقي
ماذا أعاد أحمد شوقي للشعر العربي؟
(1869-1932م) برز في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، عمل على ترسيخ حركة النهضة الشعرية، ووثق الصلة بين الشعر العربي الحديث وجذوره الأولى، وبذلك يكون قد أعاد للشعر العربي ما فقده من قوة التوهج والحيوية، وهما أهم صفات الشعر العربي القديم.[٩]
استطاع أيضًا أن يبث في شعره الروح العربية الحديثة، فلم يكن مقلدًا للشعراء القدامى، بل كان قريبًا من روحهم في إيقاعاته واندفاعه العاطفي، وفي الوقت نفسه يتطلع الى الروح العربية الحديثة، وعلى هذا النحو كوّن شوقي أسلوبًا أصيلًا لا يتحرر من القديم، لكنه في الوقت نفسه يعبر عن الشاعر وعصره ووصف المخترعات، وهو أسلوب يقوم على الجزالة والرصانة، وتمكن من الصنعة، وقد اعترف بذلك أشد ناقديه.[٩] كما تمثلت في قصائده الشعرية السمات الآتية:[١٠]
- أكثر من نظم القصائد التي تتناول الأغراض الشعرية وخاصة المديح.
- أولى الموضوعات التاريخية اهتمامًا كبيرًا فسجّل معظم الأحداث التي حدثت في عصره سواء في مصر أو الأقطار.
- غلب على قصائده الحنين إلى الوطن بشكل طاغٍ ممزوجة بعاطفةٍ لا سيماقصائده التي كتبها في الأندلس بعد نفيه.
- اشتهر في بداية القرن العشرين كشاعر وكان بالنسبة إلى تلك الحقبة ومقارنةً بمعاصريه من الشعراء مميزًا ومجيدًا لذا لقبه الشعراء بلقب جديد ألا وهو هو أمير الشعراء وكان ذلك عام 1927.
- أسهم بشكل فاعل مع شعراء آخرين كالبارودي، وحافظ إبراهيم، والزهاوي، والرصافي، وغيرهم في إرساء أسس الكلاسيكية، ونظم مسرحيات شعرية منها: كليوباترا وعنترة ومجنون ليلى وعلي بيك الكبير[١٠]، من قصائد شوقي: " ولد الهدى" وهي من القصائد التي قيلت في مدح الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام:[١٠]
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
- وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَه
- لِلدينِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي
- وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا
- بِالتُرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ
- وَاللَوحُ وَالقَلَمُ البَديعُ رُواءُ
نِعمَ اليَتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ
- وَاليُتمُ رِزقٌ بَعضُهُ وَذَكاءُ
حافظ إبراهيم
ما هي أشهرؤ ترجمات حافظ إبراهيم؟
(1872-1932) شاعرٌ مصري، ولد في ديروط بأسيوط، وكان شاعر الشعب، صاحب ثقافة واسعة، لكن كان لشعره مظهر بؤس وحزن غالب، ترجم كتاب البؤساء لفكتور هيجو، تأثر كصديقه شوقي بالبارودي، وهو من النابهين المحافظين على الشعر العربي القديم الكلاسيكي، لكنه جدد حيث تحدث عن نفوس الشعب، وقلوبهم المتعبة، وأذواقهم الفنية، وعقولهم وأفكارهم، وتحدث عم مشكلاتهم الاجتماعية وهموهم، لكنه لم يبتكر شيئًا جديدًا، وإنما أمضى حياته في مذهبه ومذهب زملائه من أصحاب المدرسة الكلاسيكية[١١]، ومن أشهر قصائده:[١٢]
كم مرَّ بي فيكِ عيش لستُ أذكره
- ومرَّ بي فيكِ عيشٌ لستُ أنساه
ودعت فيكِ بقايا ما علقت به
- من الشباب وما ودعت ذكرته
لبسته ودموع العين طيعةٌ
- والنفس جياشة والقلب أواه.
لقراءة المزيد، انظر هنا: أهم رواد المدرسة الكلاسيكية.
المراجع
- ^ أ ب عبد الرزاق الأصفر، المذاهب الأدبية لدى الغرب، صفحة 12-13. بتصرّف.
- ↑ كليمان مارو حنان قصاب حسن، الموسوعة العربية، صفحة 46، جزء 7.
- ↑ ترجمة عبد الرزاق الأصفر، الأدب الكبير، صفحة 51.
- ^ أ ب فاطمة بور، محاضرات في الأدب العالمي، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ فاطمة بور، محاضرات في الأدب العالمي، صفحة 7.
- ↑ فاطمة بور، محاضرات في الأدب العالمي، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ فاطمة بور، محاضرات في الأدب العالمي، صفحة 14. بتصرّف.
- ^ أ ب ت طه حسين، تقليد وتجديد، صفحة 45. بتصرّف.
- ^ أ ب محمود سالم، محاضرات في الأدب الحديث، صفحة 20-21. بتصرّف.
- ^ أ ب ت طه حسين، تقليد وتجديد، صفحة 55.
- ↑ رياض عوابدة، الأدب الحديث والمعاصر، صفحة 120-121. بتصرّف.
- ↑ "كم مر بي فيك عيش"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2021.