شكل الموشحات

كتابة:
شكل الموشحات


شكل الموشحات

يختلف شكل الموشحات عن شكل القصيدة التقليدية، فلا تتكون من أبيات شعرية، بل تتكون من أجزاء مختلفة، وتفصيل للمكونات التي تُشكل الموشحات الشعرية فيما يأتي:[١]

  • مطلع الموشح

وهو المجموعة الأولى من الموشح، ويتكون من شطرين وقافية، وإن وجد المطلع بالموشح فهو موشح تام، وإن حُذف فهو موشح أقرع.

  • الأدوار

وهو القسم الذي يأتي بعد المطلع، وتتشابه في الوزن، وتختلف في القافية.

  • السمط

وهو كل بيت موجود في القفل.

  • الأقفال

تتشابه بالوزن والقافية.

وهو كل دور مع القفل الذي يليه.

  • الغصن

وهو كل شطر موجود في الدور.

  • الخرجة

وهي آخر قفل موجود في الموشح.


ومن الأمثلة على الموشحات، نذكر موشحة ابن المهلهل الذي يصف فيها الطبيعة:[٢]

النهر سل حسامًا على قدود الغصون

وللنسيم مجال
والروض فيه اختيال
مدت عليه ظلال

والزهر شق كمامًا وجدًا بتلك اللحون

أما ترى الطير صاحا
والصبح في الأفق لاحا
والزهر في الروض فاحا

البرق ساق الغماما تبكي بدمع هتون


الموشحات تحرر من القصيدة التقليدية

نشأت الموشحات في أواخر القرن الثالث الهجري؛ لمجموعة من الأسباب الحضارية والفنية، أبرزها أنّ الشعراء الأندلسيين ملوا من نظام الوتيرة الواحدة، وتُعد الموشحات ظاهرةً أدبيةً حفزت جيلًا جديدًا من الشعراء على الكتابة والإبداع، وكانت جزءًا لا يتجزأ من مجالس الطرب والغناء، فكانت الموشحات بمثابة تحرر من شكل القصيدة التقليدية، المقيدة بالوزن والقافية.[٣]


احتوت الموشحات على تنقلات واسعة بين البحور الشعرية والأوزان والقوافي، ممّا أضاف ذلك إليها الحس الإيقاعي المميز، وكان فيها تنويع عروضي، يُشبه التوزيع الموسيقي، لتُصبح الموشحات الشعرية أقرب ما يكون إلى القطع الغنائية.[٣]


موضوعات الموشحات الأندلسية

تحدثت الموشحات الأندلسية عن العديد من المواضيع، فيما يأتي توضيح لها:


موشحات في الغزل

يُعد الغزل أهم الموضوعات التي تحدثت عنها الموشحات الأندلسية، وتحتل المكانة الأولى من بين جميع المواضيع الأخرى التي تم مناقشتها في الموشحات، ففيه دلالة على رفاهية المجتمع وسعادته، ومن أشهر شعراء الموشحات الغزلية: الشاعر أبو بكر بن زهر.[٤]


موشحات في التصوف

تحدثت الكثير من الموشحات عن الزهد والورع، ومن أشهر شعراء هذا النوع من الموشحات: الشاعر محيي الدين العربي، الذي اختص بالكتابة في العشق الإلهي.[٥]


موشحات في المدح

ساد هذا النوع من الموشحات، لتحقيق غايات معينة، مثل: أخذ العطايا من الملوك والوزراء، مع العلم بأنّ المدح انتشر في كل أنواع الأدب في تلك الفترة، ولنفس السبب، ومن أشهر شعراء موشحات المدح: الشاعر لسان الدين بن الخطيب.[٦]


موشحات في الوصف

يُعد الوصف واحدًا من الموضوعات الأساسية في الموشحات الأندلسية، وفي غالب الأحيان تُدمج مع الغزل، وكانت معظم الموضوعات الوصفية تتمحور حول الطبيعة، بما فيها من أنهار، وأشجار، وينابيع، ومن أشهر شعراء هذا اللون من الموشحات: الشاعر أبو عبدالله البطليموس.[٧]

المراجع

  1. عدنان خلف سرهيد، التأثير الحضارى المتبادل بين الآندلس الإسلامية وأسبانيا النصرانية، صفحة 238-239. بتصرّف.
  2. هدى التميمي، دار الساقي، الأدب العربي عبر العصور، صفحة 406.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 637. بتصرّف.
  4. محمد زكريا عناني، كتاب الموشحات الأندلسية، صفحة 49-51. بتصرّف.
  5. محمد زكريا عناني، كتاب الموشحات الأندلسية، صفحة 63-66. بتصرّف.
  6. محمد زكريا عناني، كتاب الموشحات الأندلسية، صفحة 59-62. بتصرّف.
  7. محمد زكريا عناني، كتاب الموشحات الأندلسية، صفحة 56-58. بتصرّف.
5105 مشاهدة
للأعلى للسفل
×