محتويات
فضل التلاوة والترتيل
قال -تعالى-: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}،[١] التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم من الأمور المطلوبة شرعًا، وذلك لأن التلاوة الصحيحة تورث الخشوع، ويكون فيها امتثال لأمر الله -عزّ وجلّ-، حيث أن الذي يقرأ القرآن وفقًا لأحكام التلاوة والترتيل يكون قد قرأه كما أُنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والأحاديث كثيرة في فضل التلاوة وعظيم أجرها ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يجيءُ صاحبُ القرآنِ يومَ القيامةِ فيقولُ القرآنُ: يا ربِّ حَلِّه فيلبسُ تاجَ الكرامةِ، ثمَّ يقولُ: يا ربِّ زِدْه فيلبسُ حُلَّةَ الكرامةِ، ثمَّ يقولُ: يا ربِّ ارضَ عنه فيرضَى عنه، فيُقالُ له: اقرأْ وارقَ ويزدادُ بكلِّ آيةٍ حسنةً"،[٢] وللتلاوة الكثير من الأحكام وسيتناول هذا المقال شواذ أحكام النون الساكنة.[٣]
أحكام النون الساكنة
يُعد مبحث أحكام النون الساكنة من المباحث المهمة في علم التجويد، وذلك لكثرة تكرراها في القرآن الكريم ولكثرة أحكامها، حيث يتعلق بالنون الساكنة أحكام رئيسية ويتفرع عنها شواذ أحكام النون الساكنة، وفيما يأتي تعريف بالأحكام الرئيسة:[٤]
- الإظهار: هو النطق بالنون الساكنة بغير غنة.
- الإدغام: هو إدخال النون الساكنة في الحرف الذي يليها من حروف الإدغام؛ بحيث يصير حرف الإدغام مشددًا، وتصير النون الساكنة داخلة فيه.
- القلب: هو تحويل النون الساكنة إلى ميم مُخفاة إذا جاء حرف الباء بعدها مع الغنة بمقدار حركتين.
- الإخفاء: هو النطق بالنون الساكنة بصفة بين الإظهار والإدغام مع تعرية النون الساكنة من التشديد، ومع بقاء الغنة فيها بمقدار حركتين.
شواذ أحكام النون الساكنة
للنون الساكنة أربعة أحكام تقدّم تعريفها ويندرج تحت هذه الأحكام ما يُسمى شواذ أحكام النون الساكنة، وفيما يأتي تفصيل لشواذ أحكام النون الساكنة:[٥]
- الإظهار المطلق: وهو أن تقع النون الساكنة ويليها حرف من حروف الإدغام بكلمة واحدة فعندها يجب إظهار النون الساكنة ولا يجوز إدغامها ولم تقع هذه الحالة إلا في أربع كلمات من القرآن الكريم وهي: "الدنيا، بنيان، صنوان، قنوان".
- موانع الإدغام: يمتنع إدغام النون الساكنة فيما بعدها في ثلاثة مواضع وهي:
- قوله -تعالى-: {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}.[٦]
- قوله -تعالى-: {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}.[٧]
- قوله -تعالى-: {وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ}.[٨]
- إدغام فواتح السور: تُدغم النون الساكنة في الميم في فاتحتي سورتي الشعراء والقصص.
أسباب شواذ أحكام النون الساكنة
تمَّ التعريف بشواذ أحكام النون الساكنة وهي الإظهار المطلق وموانع إدغام النون الساكنة وإدغام حروف فواتح السور وفيما يأتي بيان لأسباب هذه الحالات الشاذة والاستثناءات:[٥]
- يمتنع إدغام النون الساكنة في الكلمة الواحدة وذلك اتباعًا للرواية ولئلا تشتبه هذه الكلمات ويتغير لفظها ومعناها.
- المسوغ الأول لامتناع الإدغام في فاتحتي سورتي يس والقلم اتباع الرواية وفي سورة القيامة امتنع الإدغام بسبب السكت.
- سبب الإدغام في فاتحتي سورتي الشعراء والقصص أنها حروف تشبه الكلمات وذلك اتباعًا للرواية.
المراجع
- ↑ سورة المزمل، آية: 4.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/299، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
- ↑ "أحكام تلاوة القرآن"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "أحكام النون الساكنة والتنوين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-07-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الإظهار المطلق.. تعريفه.. وسبب تسميته بذلك"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة يس، آية: 1-2.
- ↑ سورة القلم، آية: 1.
- ↑ سورة القيامة، آية: 27.