صحابي كلم الله بدون حجاب أهم المعلومات عنه

كتابة:
صحابي كلم الله بدون حجاب أهم المعلومات عنه

الصحابي الذي كلّم الله تعالى

ذكرت كتب السير والتراجم أنّ الصحابيّ عبد الله بن عمرو بن حرام، والد جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-؛ هو الصحابيّ الذي كلّمه الله -تعالى- دون حجاب، وذلك لمّا استشهد في غزوة أحد، حيث لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- بعد المعركة، وقد وجده مهموماً حزيناً على فقد والده، فأراد النبي الكريم التخفيف عنه، وإعلامه بما نال والده من عظيم الثواب وحسن المنزلة.[١]

وقد قال له -صلوات الله وسلامه عليه-: (يا جابرُ ما لي أراكَ منكسِرًا؟)، فردّ عليه جابر: (يا رسولَ اللَّهِ استُشْهِدَ أبي -قُتِلَ- يومَ أُحُدٍ، وترَكَ عيالًا ودَينًا)، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفلَا أبشِّرُكَ بما لقيَ اللَّهُ بِهِ أباكَ؟)، أجاب جابر وقد تشوّق لمعرفة ذلك: (بلَى يا رسولَ اللَّهِ).[٢][١]

أكمل النبي -صلى الله عليه وسلم- كلامه مبشراً، فقال: (ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا قطُّ إلَّا من وراءِ حجابِه، وأحيى أباكَ فَكَلَّمَهُ كِفاحًا -أي مواجهة دون واسطة- فقالَ: يا عَبدي تَمنَّ عليَّ أُعْطِكَ، قالَ: يا ربِّ تُحييني فأقتلَ فيكَ ثانيةً، قالَ الرَّبُّ -تبارك وتعالَى-: إنَّهُ قد سبقَ منِّي أنَّهم إليها لَا يُرجَعونَ، قالَ: وأُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا" الآيةَ).[٢][١]

التعريف بعبد الله بن عمرو

هو عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن سلمة الأنصاريّ،[٣] أحد رجال الأنصار من قبيلة الخزرج من بني سلمة،[٤] وأمّه هي هند بنت قيس بن القدم بن حارثة بن عطية، شهد هذا الصحابيّ الجليل غزوة بدر، واستشهد في غزوة أحد كما أشرنا، كما شهد بيعة العقبة الثانية التي كان فيها ضمن الرجال الاثنا وسبعون، الذين جاؤوا لمبايعة النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٣]

حسن ثواب عبد الله بن عمرو

إضافةً إلى ما أشرنا من قصة رؤية عبد الله -رضي الله عنه- للمولى -عز وجل-، وتكليمه دون واسطة أو حجاب، فإنّه -رضي الله عنه- أيضاً حاز أموراً أخرى رفعت من قدره، وأشارت إلى حسن ثوابه، نذكر منها:

  • تظليل الملائكة له بعد استشهاده

لمّا توفي عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أظلّته الملائكة بأجنحتها حتى رُفع، وقد كان ابنه جابر -رضي الله عنه- وأخته فاطمة يبكيانه حزناً؛ فأخبرهما النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك ليُهوّن عليهما.[٥]

إذ ثبت في الصحيح ثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنّه قال: (لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عن وجْهِهِ أَبْكِي، ويَنْهَوْنِي عنْه، والنبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لا يَنْهانِي، فَجَعَلَتْ عَمَّتي فاطِمةُ تَبْكِي، فَقالَ النبيُّ: تَبْكِينَ أَوْ لا تَبْكِينَ ما زَالَتِ المَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بأَجْنِحَتِهَا حتَّى رَفَعْتُموهُ).[٦][٥]

  • تحريم جسده على الأرض

أكرم الله -سبحانه- الشهداء في سبيله بتحريم أجسادهم على الأرض؛ بأن تتغير أو يأكلها الدود، وهذا ما حازه عبد الله -رضي الله عنه- بعد الشهادة، فقد دُفن مع صاحبه وحبيبه عمرو بن جموح -رضي الله عنه- في قبرٍ واحد؛ وذلك لأنّهما كانا متحابيّن مجتمعين في الدنيا، فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجعلهما مجتمعين كذلك في ذات القبر، فأمر بدفنهما معاً.[٤]

ولكن جابر -رضي الله- لم تطب نفسه أن يُدفن والده مع غيره في ذات القبر، فاستخرجه بعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- من قبره بعد ستة أشهر، ودفنه في قبر آخر، فوجده على ذات الحال لم يتغيّر فيه شيء إلا موضعاً يسيراً في أذنه، وفي هذا يقول جابر -رضي الله عنه-: (... ودُفِنَ معهُ -يقصد أباه عبد الله- آخَرُ في قَبْرٍ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أنْ أتْرُكَهُ مع الآخَرِ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أشْهُرٍ، فَإِذَا هو كَيَومِ وضَعْتُهُ هُنَيَّةً غيرَ أُذُنِهِ).[٧][٥]

سبب نيل عبد الله بن عمرو هذه المكانة الرفيعة

بحث أهل العلم في سيرة عبد الله بن عمرو هذا الصحابيّ الجليل الذي نال شرف لقاء الله -تعالى- وتكليمه، وتقبّله في الشهداء الأبرار، وتظليل الملائكة الكرام له في شهادته، فوجدوا أن ذلك كان لأسباب كثيرة أثابها الله -تعالى- عليه بإكرام منه -سبحانه-، ومن ذلك:[٨]

  • سبقه للإسلام.
  • سبقه للمبايعة في بيعتي العقبة الأولى والثانية.
  • سبقه للجهاد؛ فقد كان من أول من خرج لقتال المشركين في غزوة أحد.
  • حسن ظنّه بكرم الله -تعالى- وعوضه وفضله وكرمه؛ إذ خرج في جيش المسلمين تاركاً خلفه ديناً وتسع بنات أوكلهنّ لابنه جابر -رضي الله عنه-.
  • آثر نفسه على ابنه جابر -رضي الله عنهما- لنيل الشهادة في سبيل الله.
  • أنّه أحب لقاء الله -تعالى-، وأحبّ لو يرجع حياً فيُقاتل مرةً أخرى في سبيل الله -تعالى-، ثم يُقتل ثانيةً.

المراجع

  1. ^ أ ب ت محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 213، جزء 2. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:3010، قال ابن القيم إسناده صحيح وحسنه المنذري .
  3. ^ أ ب ابن عساكر، تاريخ دمشق، صفحة 213، جزء 11. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبي نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، صفحة 1717، جزء 3. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت صالح بن طه عبد الواحد، سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام، صفحة 373، جزء 1. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1244، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:1351، صحيح.
  8. "نبذة عن عبد الله بن عمرو بن حَرام ، والد جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما"، الإسلام سؤال وجواب، 31/3/2018، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2023. بتصرّف.
3569 مشاهدة
للأعلى للسفل
×