محتويات
هل يؤثر الجنس سلبًا على صحة القلب؟
كثيرًا ما يتساءل الأفراد عن أثر ممارسة الجنس على صحّة القلب، وينتابهم القلق على وجه الخصوص في حالات الإصابة بأمراض القلب، في الحقيقة، يتوجَّب على المصاب بأمراض القلب الاهتمام بمعرفة طبيعة الأنشطة التي ينعكس أثرها على القلب والأوعية الدموية عند مُمارستها، ومقدار الجهد الذي يتمكن القلب من تحمله، وأمور أخرى بالأهمية ذاتها، وللإجابة عن ما إنْ كان الجنس يؤثر سلبًا في صحّة القلب،[١] يمكن الاطلاع على المحاور الموضَّحة على النحو الآتي:
ارتفاع فرصة حدوث النوبة القلبية خلال الجنس
قد يحدث ارتفاع ضئيل في فرصة حدوث النوبة القلبية أثناء ممارسة الجنس، أو أيْ نشاط جسدي آخر، كالركض، أو لعب الرياضات الهوائية الأخرى، إذا ما قورنت النتيجة بحالة الراحة وعدم ممارسة أيْ نشاط، غير أنَّ الأفراد الذين لديهم استقرار في صحة القلب، تكون ممارسة الجنس أو غيرها من الأنشطة الجسدية المنتظمة ذات فوائد عظيمة لصحة أجسامهم .[١]
ممارسة الجنس في حالة فشل القلب
يعدّ ممارسة الجنس من الأنشطة متوسطة الشِّدّة، وهذا يفسر القلق الذي يتولد لدى مرضى فشل القلب حول احتمالية إلحاق الضرر بالقلب عند ممارسة الجماع، خاصةً بعد الخضوع لجراحة أو عملية معيّنة في القلب، غير أنَّ الاستمرار بالنشاط الجنسي يعدّ ضروريًّا للحفاظ على نوعية الحياة، والبقاء على تواصل مع شريك الحياة الزوجية، وحتى يُمكن ممارسة الجنس بينما تُعاني فشل القلب، يجب اتباع خطة إعادة تأهيل القلب، وهي عبارة عن برنامج مُعدّ تحت إشراف اختصاصي، يتضمّن الاستشارات، والتعليم، وعدد من الأنشطة الجسدية، إذْ يساعد هذا البرنامج على تعزيز صحة القلب وبناء قدرة تحمله بعد تعرضه لمشكلة معينة، وبالاعتماد على جمعية القلب الأمريكية (American Heart Association) فإنَّ تمرين وإعادة تأهيل القلب قد يقلل من خطورة المعاناة من المضاعفات المرتبطة بالجنس بين الأفراد الذين يعانون من فشل القلب.[٢]
وبكلّ الأحوال، على المصاب بفشل القلب الأخذ بتعليمات الطبيب حول إمكانيَّة ممارسة الجماع أو الامتناع عنه، وذلك إلى حين استقرار حالة القلب لديه، على سبيل المثال، قد تزداد فرصة حدوث المضاعفات أثناء مُمارسة الجماع في حالة الإصابة بفشل القلب من الدرجة الرابعة بناءً على تصنيف جمعية نيويورك للقلب، أو بعد مضي 1-2 أسبوع على الخضوع لجراحة القلب.[٢]
النشاط الجنسي ومساعدته مرضى النوبة القلبية
أجريت دراسة استمرت لفترة طويلة على 1120 فردًا ممّن أعمارهم 65 وأقل، والذين كانت متوسط أعمارهم في بداية الدراسة 53، وفيها تم تسجيل طبيعة النشاط الجنسي للمشاركين عند دخول المستشفى في أول نوبة قلبية، وبعد ذلك تم تسجيل النشاط الجنسي بعد مضي خمس سنوات، وبعد 10-13 سنة وجدت هذه الدراسة التي نشرت في عام 2019 في مجلة الأدوية الأمريكية، أنَّ معدلات النجاة قد ارتفعت بين المرضى الذين تعرضوا للإصابة بنوبة قلبية مسبقًا بينما يمارسون الجنس أكثر من مرة أسبوعيًّا، إذْ وجد أنَّهم أقل عرضة للوفاة بنسبة 27% خلال 22 سنة الماضية (مدة الدراسة) مقارنةً بالأفراد الذين لا يمارسون الجماع على الإطلاق، وكان معدل الوفاة أقل بنسبة 12% بين الأشخاص الذين يمارسون الجماع مرة واحدة أسبوعيًّا، وأقل بنسبة 8% للأشخاص الذين تكون لديهم العلاقة الحميميَّة أقل من مرة واحدة في الأسبوع رغم استمرار علاقاتهم بين الحين والآخر، وبناءً على نتائج هذه الدراسة، يُمكن القول بأنَّ ممارسة الجماع يعزِّز صحة وسلامة القلب، ولكنْ، يجب الأخذ بعين الاعتبار أهمية مراجعة الطبيب، والأخذ بمشورته المتخصِّصة قبل ممارسة الجنس في حالة الإصابة بأمراض القلب.[٣]
وقد لوحظ في الدراسة أنَّ الأفراد الذين مارسوا الجنس أكثر كانوا من الفئة الأصغر عمرًا، بينما انخفضت عدد مرات تكرار ممارسة الجنس مع العمر، إذْ وجد أنَّ متوسط أعمار الصنف الذي لم يمارس الجنس كان 57.5 تقريبًا، وذلك بالمقارنة بمتوسط أعمار الذين مارسوا الجنس أكثر من مرة في الأسبوع والذي يعادل تقريبًا 49 سنة، أيْ أنَّ للعمر وعوامل أخرى دورًا في التأثير على عدد مرات ممارسة الجنس في الأسبوع.[٣]
فوائد ممارسة الجنس في الحفاظ على صحة القلب
يعدّ الجنس نشاط مشابه لغيره من الأنشطة الرياضية، لذا، فهو قد يحمل فوائد تقي القلب من الأمراض، والتي نذكر منها الآتي:[١]
- تقوية عضلة القلب.
- خفض ضغط الدم.
- تخفيف التوتر، وتحسين النوم.
- الحميمية تزيد من الروابط الاجتماعية، وهذا بدوره قد يقلل الشعور بالوحدة، والاكتئاب، والقلق، وهي المشاعر التي ترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ولكنْ، لا بدّ من التأكيد على ضرورة أخذ موافقة الطبيب قبل ممارسة الجنس في حالة المعاناة من أمراض القلب.[١]
كيف يمكن التعامل مع مشاكل القلب وتأثيرها على الجنس؟
ثمة مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها في التعامل مع مشاكل القلب وتأثيرها على الجنس، ومن هذه الاستراتيجيات:[٤]
- التواصل مع الطبيب أو مزوِّد الخدمات الصحية، وشرح المخاوف المتعلِّقة بتأثير الجنس على الصحة القلبيَّة، ومعرفة مدى تأثير القلب على الجنس، ومدى أمان ممارسة الجماع على صِحَّة القلب، والمخاطر المترتبة على ممارسة الجنس مع وجود مشكلات في القلب، وغير ذلك من الأمور الهامّة.
- التواصل مع الشريك ومناقشته حول المخاوف المتعلقة بممارسة الجماع، فعلى سبيل المثال، في حالة المعاناة من وجود محددات جسدية لممارسة الجماع، يجب مناقشة الأمر مع الشريك والتوصل إلى الحلول المُرضية لكِلا الطرفين، أو التغلب على هذه المشكلات وتعزيز الأداء.
- السيطرة على المشكلات التي ربما تكون سببًا في إعاقة النشاط الجنسي، ومن الأمثلة على ذلك:
- مناقشة الطبيب حول الخيارات العلاجية المتاحة في حالة المعاناة من اضطرابات جنسيَّة بسبب أمراض القلب، إذْ يعتمد ذلك على قرار أخصائي القلب، وما يراه مناسبًا للحالة الصحية، فقد يوصي باستخدام بعض الأدوية، أو اللجوء إلى استخدام الأجهزة أو الأدوات التي تسهل الجماع، أو استخدام ترطيب المهبل، أو اللجوء للعلاج النفسي.
ما هي العلامات المرتبطة بالقلب والتي تبين إمكانية ممارسة الجنس ؟
تتركز مخاوف مرضى القلب حول احتمالية الإصابة بنوبة قلبية أثناء مُمارسة الجنس، ولكنْ، رغم تسارع نبضات القلب الذي يحدث أثناء الجماع، لا داعي للشعور بالقلق حيال الأمر في حالة استقرار مرض القلب، وتوفُّر القدرة على صعود الأدراج أو الركض، أو المشي لمسافات طويلة دون مصاعب، وعدم ملاحظة أيَّة أعراض مرتبطة القلب؛ كالغثيان، أو عسر الهضم، وضيق التنفس، واضطراب نبض القلب، والشعور بألم الصدر، وغيرها من الأعراض الأخرى، إذْ يتوجب على الفرد التوقف عن ممارسة أيَّة تمارين جسدية شديدة، بما في ذلك الجنس، في حالة ظهور واحدة أو أكثر من هذه الأعراض، والانتظار إلى حين مراجعة الطبيب.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Is Sex Dangerous If You Have Heart Disease?", hopkinsmedicine, Retrieved 17/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Heart failure and sex: Is it safe? SECTIONS", mayoclinic, Retrieved 17/5/2021. Edited.
- ^ أ ب Don Rauf, "Frequent Sexual Activity May Help Heart Attack Patients Live Longer", everydayhealth, Retrieved 17/5/2021. Edited.
- ↑ Lindsey Rosman, John M. Cahill, Susan L. McCammon, and Samuel F. Sears (4/2/2014), "Sexual Health Concerns in Patients With Cardiovascular Disease", ahajournals, Retrieved 17/5/2021. Edited.