صحة حديث (من توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك)

كتابة:
صحة حديث (من توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك)

صحة حديث (من توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك)

نص الحديث

روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: (من توضأَ فقال: سبحانك اللَّهمَّ وبحمدِك أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنت أستغفرُك وأتوبُ إليك، كُتِبَ في رقٍّ ثم طُبِعَ بطابعٍ، فلم يُكْسَرْ إلى يومِ القيامةِ).[١]

مرتبة الحديث

إنّ حديث (من توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك) من الأحاديث التي تعددت آراء العلماء فيها وبيانها فيما يأتي:[٢]

  • قال النسائي إنّ رفع هذا الحديث لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خطأ، والصواب هو كون هذا الحديث موقوفًا على أبي سعيد الخدري.[٣] قال الإمام أحمد: "لم يسمعه هشيم من أبي هاشم"،[٤] وضعّف النووي سند هذا الحديث.[٥]
  • قال عنه ابن الصلاح إنّه حديث غريب وليس بالقوي.[٦]
  • قال ابن حجر العسقلاني في "التلخيص الحبير" إنّ هذا الحديث قد اخُتلف في وقفه ورفعه وقد صحح النسائي وقفه، وضعّف الحازمي رفعه. قال الطبراني في "المعجم الأوسط" معقّبًا على هذا الحديث: "لم يرفعه عن شعبة إلا يحيى بن كثير".
  • رجّح الدارقطني في كتابه "العلل" الرواية الموقوفة أيضًا.
  • اعترض ابن حجر على تضعيف النووي للروايتين الموقوفة والمرفوعة في كتابيه "الأذكار" و"الخلاصة" محتّجًا بأنّ الرواية المرفوعة يمكن أن تُضعّف لاختلافها وشذوذها، أمّا الرواية الموقوفة فصحتّها لا تحتمل الشك عند ابن حجر، وذلك لأنّ رجال الإسناد في كلٍّ من رواية النسائي في السنن الكبرى وابن أبي شيبة في المصنف هم من رواة الصحيحين وليس هناك معنى لتضعيف الرواية الموقوفة.
  • قال ابن الملّقن: "وإسناد هاتين الروايتين -أعني المرفوعة والموقوفة- صحيح على شرط البخاري ومسلم لا نعلم طعنًا في واحد من رجاله، بل هم أئمة أعلام ثقات"، وقد اعترض ابن الملّقن على تضعيف الحازمي وعلى تعليق ابن الصلاح، واعترض أيضًا على تضعيف النووي محتّجًا بأنّ رجال الإسناد هم من الثقات الذين لا تُضعّف رواياتهم.[٧]
  • أخرج هذا الحديث الحاكم في المستدرك وقال: "صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي.[٦]
  • أورده الهيتمي في "مجمع الزوائد" وقال إنّ رواته من رواة الصحيح.[٦]
  • صحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة، وقال إنّه على شرط الشيخين ورواته من رواتهما، وقال إنّه صحيح بمجموع طرقه، وإنّه يأخذ حكم الرفع لأنّ مثله لا يُقال بالرأي.[٦]

شرح حديث (من توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك)

يُبيّن هذا الحديث الشريف أنّ المسلم إذا قال بعد فراغه من وضوئه: (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)، أي نزّه الله -تعالى- وحمده وطلب مغفرته، فإنّ ذلك سيكون سببًا في كتابة الملائكة لاسمه في ورقة وختمها بختم وبقاء هذا الختم إلى يوم القيامة، حيث يجازيه الله -تعالى- على ذلك الجزاء الجزيل، وورد في رواية أخرى أنّ هذه الورقة تُرفع إلى تحت العرش.[٨]

المراجع

  1. رواه النسائي، في السنن الكبرى، عن أبي سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:9829، حديث رفعه خطأ والصواب موقوف.
  2. ابن حجر العسقلاني، كتاب التلخيص الحبير، صفحة 264-266. بتصرّف.
  3. النسائي، كتاب السنن الكبرى، صفحة 37. بتصرّف.
  4. أحمد بن حنبل، كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد، صفحة 123. بتصرّف.
  5. النووي، كتاب الأذكار للنووي، صفحة 28. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث ابن الصلاح، كتاب شرح مشكل الوسيط، صفحة 166. بتصرّف.
  7. ابن الملقن، كتاب البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، صفحة 289-290. بتصرّف.
  8. الصنعاني، كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير، صفحة 171. بتصرّف.
5221 مشاهدة
للأعلى للسفل
×