صحة حديث إبليس مع الرسول

كتابة:
صحة حديث إبليس مع الرسول

ما صحة حديث إبليس مع الرسول؟

هنالك العديد من الأحاديث التي لا أصل لها من الصّحة؛ كالأحاديث الموضوعة والمكذوبة، ويُعرّف الحديث المكذوب: بأنّه الحديث المختلق المصنوع على الرّسول -عليه السلام- ويُعدّ ذلك من أكبر الكبائر، والدليل على ذلك قوله -عليه السلام: "مَن حَدَّثَ عنِّي بِحديثٍ ، يَرَى أنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أحَدُ الكاذِبَيْنِ"،[١] ويُعدّ أيضًا من شرّ الأحاديث الضعيفة التي من الممكن تصديقها في باطن الإنسان، وتُعرَف الأحاديث المكذوبة بسذاجة الألفاظ ومناقضة الرواية لما ورد في الصَّحيحين، أو مناقضتها لما ورد في القرآن الكريم.[٢]


ومن الأمثلة على ذلك: حديث إبليس مع الرّسول -عليه السلام- حيث ورد عن ابن عبّاس أنّه كان جالسًا مع مجموعة من النَّفر في بيت أبي أيوب الأنصاري، فسمع أحدٌ ينادي من وراء جدار المنزل، فقال الرسول الكريم: إنَّ ذلك إبليس، فقال عمر بن الخطاب: هل يمكن أن أقتله يا رسول الله؟ فقال الرسول: إنّه عبد مأمور ومنتظر إلى الوقت المعلوم، ولكن افتحوا له الباب، فعندما فتحوا له الباب فإذا رجل أعور وأنيابه كالفيل، فعندما دخل ألقى السلام على رسول الله، والرسول لم يرد عليه وبيّن له أنّه عدوّ الله، فقال له إبليس: أنّه جاء إليه اضطرارًا بأمر من السّماء، إلى آخر القصّة.[٣]


هذه من أكثر القصص انتشارًا التي نُسبت إلى النبي -عليه السّلام- ولا أصل لها من الصّحّة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الأحاديث المكذوبة لا يجوز نشرها بين الناس أو الحديث بها، إلا على سبيل التحذير والتّنفير منها.


هل رأى النبي إبليس بحضرة بعض الصحابة؟

لقد تكرَّرت رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبليس أكثر من مرَّة، وثبت ذلك في صحيح مسلم، ومن صور ذلك: عندما سمع الصّحابة الرّسول يقول: "أعوذ بالله منك، ثمّ قال: ألْعَنُكَ بلَعْنَةِ اللهِ ثَلَاثًا، وبَسَطَ يَدَهُ كَأنَّهُ يَتَنَاوَلُ شيئًا"،[٤] وعندما فرغوا من الصّلاة سأله الصَّحابة عن الشيء الذي كان يقوله أثناء الصّلاة ولم يسمعوه من قبل، كما أنَّهم رأوه باسطًا يده ويستعيذ من الشيطان ثلاثًا، ما يدلُّ هذا على أن الرّسول -عليه السّلام- شاهد إبليس في حضرة الصَّحابة.[٥]


ومن صور ذلك أيضًا فيما ورد في الصَّحيحن عن أبي هريرة أنّ رسول الله قال: "إنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ جَعَلَ يَفْتِكُ عَلَيَّ البارِحَةَ، لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاةَ، وإنَّ اللَّهَ أمْكَنَنِي منه فَذَعَتُّهُ"،[٦] والمقصود بذعته: خنقته، وقد ورد في الحديث أنّه ربطه في أحد سواري المسجد ليكون عبرة، ومن ثمّ دعا دعاء سليمان: "رب اغفر لي وهب لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي".[٦][٥]


أنَّ الرّسول -عليه السّلام- رأى إبليس وباشر بالدّعاء عليه، فردّ الله إبليس خائبًا خاسئًا.

المراجع

  1. رواه الألباني، في الصحيح الجامع، عن سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:6199، صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 317. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 246. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:542، صحيح.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 443. بتصرّف.
  6. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:541، صحيح.
4707 مشاهدة
للأعلى للسفل
×