صحة حديث الثعبان الأقرع

كتابة:
صحة حديث الثعبان الأقرع

صحة حديث الثعبان الأقرع

يورد البعض خبراً عن تارك الصلاة، ويذكر في ضمنه: "يسلط الله عليه ثعبان يسمى الشجاع الأقرع يضربه على ترك صلاة الصبح من الصبح إلى الظهر، وعلى تضييع صلاة الظهر من الظهر إلى العصر، وهكذا كلما ضربه يغوص في الأرض سبعون ذراعاً"، وهذا الخبر موضوع مكذوب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تصح نسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.[١]

الأجر الذي يخسره تارك الصلاة

قال الله -عز وجل-: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)،[٢] فترك الصلاة ذنبٌ عظيم بالإضافة إلى أنَّ تارك الصلاة قد فاته الخير الكثير، ومن هذا الخير ما يأتي:

  • ذهاب البركة من الوقت وضعف الهمة وكثرة الحزن.[٣]
  • سواد للوجه والابتعاد عن الرحمن -عز وجل- والاقتراب من الشيطان وكثرة وسوسته للإنسان. [٣]
  • خسارة تكفير ذنوب العبد، قال -عليه الصلاة والسلام-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِما بيْنَهُنَّ).[٤]
  • خسارة أجر وفوائد السجود الذي يرفع الله به الدرجات ويحطُّ به السيئات، قال -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً).[٥]
  • التفريط بآخر وصية من وصايا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (كانَ آخرُ كلامِه الصَّلاةَ الصَّلاةَ اتَّقوا اللَّه فيما ملَكت أيمانُكم).[٦]
  • الإساءة في الصلاة والتقصير فيها بحد ذاته ذنب، فماذا عن تركها! يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أحسنَ الرجلُ الصلاةَ فأتمَّ ركوعَها وسجودَها قالتْ الصلاةُ: حفِظَكَ اللهُ كما حفظْتَنِي، فتُرفعُ، وإذا أساءَ الصلاةَ، فلمْ يُتِمَّ ركوعَها وسجودَها، قالت الصلاةُ: ضيَّعَكَ اللهُ كما ضيعتَني: فَتُلَفُّ كمَا يُلَفُّ الثوبُ الخَلَقُ فيضربُ بها وجهُهُ).[٧]

حال السلف مع الصلاة

السلف هم الذين اقتدوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبالصحابة -رضوان الله عليهم- فهم خير قدوة للمسلمين، وكانوا في صلاتهم مثالاً يُحتذى به في الخشوع في الصلاة، وذكر منهم ما يأتي:

  • الأسود بن يزيد الجرشي -رحمه الله تعالى-، كان إذا سجد حطَّت العصافير على ظهره، يحسبونه حائطاً أو جذع شجرة.[٨]
  • حبيب بن أبي ثابت -رحمه الله تعالى-، الذي كان من طول سجوده يُحسب ميّتاً.[٩]
  • الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-، كان يصلي ذات مرة فلسعه الدبّور سبع عشرة مرة وبعد انتهاءه من صلاته، سأله المصلون عن سبب عدم قطعه للصلاة، فكان جوابه أنَّه كان في سورة أحبَّ أن يُتمَّها.[١٠]
  • سأل عاصم بن يوسف حاتماً الأصم -رحمهما الله تعالى- عن حال صلاته؛ فأجاب بأنَّه يستشعر الخالق فوقه والصراط تحته والجنة عن يمينه والنار عن يساره وملك الموت وراءه، والكعبة قبلته ومقام إبراهيم في قلبه، ثم يكبر بالخوف ويقرأ بالترتيل، ويركع بالتمام ويسجد بالتواضع ويتشهد بالرجاء ويسلم بالرحمة، فبكى عاصم وقال إنَّه لم يصلّ صلاة كهذه منذ ثلاثين سنة.[١١]

المراجع

  1. ابن عثيمين، مجموع الفتاوى والرسائل لابن عثيمين، صفحة 76. بتصرّف.
  2. سورة المدثر، آية:42-43
  3. ^ أ ب ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد، صفحة 489. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:233، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان، الصفحة أو الرقم:488، صحيح.
  6. رواه أبو داود ، في مسند علي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:5156، صحيح.
  7. رواه البيهقي، في شعب الإيمان، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:3140، صحيح.
  8. أحمد بن حنبل، الزهد، صفحة 290. بتصرّف.
  9. أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 61. بتصرّف.
  10. ياسر الحمداني، حياة التابعين، صفحة 42. بتصرّف.
  11. أبو حيان التوحيدي، البصائر والذخائر، صفحة 146-147. بتصرّف.
4202 مشاهدة
للأعلى للسفل
×