صحة حديث ستفترق أمتي

كتابة:
صحة حديث ستفترق أمتي

حديث الافتراق

عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألَا إنَّ مَن قبلَكم من أهْلِ الكتابِ افتَرَقوا على ثِنتَينِ وسَبعينَ مِلَّةً، وإنَّ هذه المِلَّةَ ستَفترِقُ على ثلاثٍ وسَبعينَ: ثِنْتانِ وسَبعون في النَّارِ، وواحدةٌ في الجَنَّةِ، وهي الجماعةُ"،[١]قال بعض أهل العلم أن المراد بلفظ الملة في هذا الحديث أمة الدعوة أي أنهم القوم الذين كان يدعوهم النبي إلى الدخول في الإسلام ونبذ عبادة الأصنام، وأن الفرقة الناجية هم أمة الإجابة أي أن من استجاب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دعوته فهو من الناجين، ولكن هذا التفسير مردود لأن أمة الدعوة مفترقة أصلًا، أما بالنسبة للروايات الواردة في هذا السياق فهي كثيرة وسيتحدث هذا المقال حول صحة حديث ستفترق أمتي.[٢]

صحة حديث ستفترق أمتي

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألَا إنَّ مَن قبلَكم من أهْلِ الكتابِ افتَرَقوا على ثِنتَينِ وسَبعينَ مِلَّةً، وإنَّ هذه المِلَّةَ ستَفترِقُ على ثلاثٍ وسَبعينَ: ثِنْتانِ وسَبعون في النَّارِ، وواحدةٌ في الجَنَّةِ، وهي الجماعةُ"،[١] رواه أبو داود والحاكم وصححه، وحسنه ابن حجر في "تخريج الكشاف" وصححه ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" والشاطبي في "الاعتصام" والعراقي في "تخريج الإحياء" وقد ورد عن جماعة من الصحابة بطرق كثيرة، وورد بلفظ "إِنَّ بني إسرائيلَ تفرقَتْ على ثنتينِ وسبعينَ مِلَّةً، وتفْتَرِقُ أمتي على ثلاثٍ وسبعينَ ملَّةً كلُّهم في النارِ إلَّا ملَّةً واحدَةً، قال من هِيَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي"،[٣]رواه الترمذي وحسَّنه ابن العربي في "أحكام القرآن"، والعراقي في "تخريج الإحياء" والألباني في " صحيح الترمذي "، وفي رواية أخرى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "تَفَرَّقُ أُمَّتي على سبعين أو إحدى وسبعين فِرْقةً، كلُّهم في الجَنَّةِ إلَّا فِرْقةً واحدةً. قالوا: يا رسولَ اللهِ، مَن هُمْ؟ قال: الزَّنادِقَةُ، وهُمُ القَدَريَّةُ"،[٤] قال ابن تيمية -رحمه الله-: "هذا الحديث لا أصل له، بل هو موضوع كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث، ولم يروه أحد من أهل الحديث المعروفين بهذا اللفظ "، كما ذكره ابن الجوزي -رحمه الله- في "الموضوعات"، كانت هذه أبرز النقاط حول صحة حديث ستفترق أمتي، وفيما يأتي حديث عن الفرقة الناجية.[٥]

الفرقة الناجية

بعد الحديث عن صحة حديث ستفترق أمتي لا بدّ من التطرق إلى مواصفات الفرقة الناجية التي ذُكرت في الحديث السابق وقد بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن هذه الفرقة هي الملتزمة بمنهاج النبوة وسنة الرسول الكريم والصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-، فالواجب على جميع أهل الإسلام أن يَزِنوا أقوالهم وأعمالهم وعباداتهم بما قاله الله ورسوله، وما شرعه الله، وما ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فيكون هذا هو الحق المقبول، وما خالف كتاب الله، أو خالف السنة النبوية فمردود، وهذا هو المعيار الذي تتميز به الفرقة الناجية عن غيرها من الفرق والجماعات -والله تعالى أعلم-.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن معاوية بن ابي سفيان، الصفحة أو الرقم: 4597، إسناده حسن وحديث افتراق الأمة منه صحيح بشواهده.
  2. "شرح حديث "وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة""، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019. بتصرّف.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2641، غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه.
  4. رواه العقيلي، في الضعفاء الكبير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 4/201، غير محفوظ.
  5. "حديث افتراق الأمة الوارد بلفظ : "كلها في الجنة إلا واحدة " : باطل بهذا اللفظ ."، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019. بتصرّف.
  6. "حديث: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة""، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019.
3574 مشاهدة
للأعلى للسفل
×