مقتنيات الرسول عليه الصلاة والسلام
مقتنيات الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي مجموعة الأغراض الخاصّة به -عليه الصلاة والسّلام- والتي لبِسها كالعمامة والحذاء والثوب من إزارٍ ورداءٍ والبُردة أو استخدمها في حياته اليومية كالعصا وحجر التيمم وإناء الوضوء والختم الخاص به لختم الكُتب والمراسلات أو أدواتٍ استخدمها في غزواته وحروبه كسيوفه التسعة ودروعه السبعة وقِسيه وأتراسه ورماحه وخوذه وغيرها من المقتنيات الشخصية إلى جانب جزءٍ من جسده الطاهر والتي يُشاع أنها موجودة في عددٍ من متاحف الدولة العربية والإسلامية كشعرةٍ من لحيته وبضع شعراتٍ من رأسه وموطأ قدمه وثنيته التي سقطت في غزوة اُحد، وهذا المقال يُفند صحة وجود شيء من آثار الرسول.
صحة وجود شيء من آثار الرسول
انتشر الاعتقادُ السائد بين النّاس عبر القرون بوجود شيء من آثار الرسول -صلى الله عليه وسلم- كنعله وشعره وثيابه وعمامته وثوبه في أماكن كثيرة من دول العالم، واشتدّ التنافس بينها في إثبات صحة الأثر أو الآثار التي لديها وتعود للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد أجمع علماء المسلمين في مختلف العصور على زيف تلك المزاعم والإدعاءات بوجود شيء من آثار الرسول وإنما الهدف في غالبيّة الأحوال هو التكسُّب المالي وتحقيق الشهرة والترويج السياحي والديني لمنطقة أو مكانٍ ما.
وقد استدلَّ العلماء على عدم صحّة وجود شيءٍ من آثار الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسبب تعاقب الفِتن المدمرة التي اجتاحت الدولة الإسلامية على فتراتٍ ابتداءً من الغزو التتاري لبغداد وحرقهم لبُردة الرسول الكريم سنة 656هـ، وإتلاف نعليْ الرسول الكريم في غزو تيمورلنك لدمشق سنة 803هـ، وبالنسبة للآثار الموجودة في تركيا يقول في ذلك أحمد تيمور باشا قد تكون هذه الآثار صحيحة وتعود للنبي الكريم لكن لا يوجد ما يؤكد ويوثق هذه المعلومات من مصادر موثوقةٍ وقال في ذلك الألباني -رحمه الله- أيضًا: "ونحن نعلم أن آثاره -صلى الله عليه وسلم-، من ثياب، أو شعر، أو فضلات، قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين".
وقد تواترت الأحاديث الصحيحة التي تؤكد أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يترك خلفه شيئًا حتى بيته في مكة امتلكه غيره: "عن أسامةَ بنِ زيدِ بنِ حارثةَ؛ أنَّهُ قال: يا رسولَ اللهِ أتنزلُ في دارك بمكةَ؟ فقال: وهل ترك لنا عقيلٌ من رباعٍ أو دورٍ وكان عقيلٌ ورث أبا طالبٍ هو وطالبٌ. ولم يرثْه جعفرٌ ولا عليٌّ شيئًا. لأنهما كانا مسلميْنِ وكان عقيلٌ وطالبٌ كافريْنِ" [١].[٢][٣]
حكم التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم
أسهب علماء المسلمين في تفصيل مسألة التبرُّك بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته وبعد مماته، فأشاروا إلى جواز التبرك إذا كان من باب المحبة والاشتياق من غير طلبٍ لقضاء الحوائج أو تيسيير الأمور وتفريج الهموم ففي هذه الحالة يكن شركًا بالله تعالى، وقد أثبتت كتب التاريخ والسير تبرُّك الصحابة بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم- كماء وضوئه وشعره وثيابه وطعامه وغيرها من أدواته الشخصية أو ما انفصل من جسده الطاهر دون أنْ يُنكر عليهم ذلك فالمقصود من الفعل المحبة والشوق لا العبادة أو التوسّل من دون الله أما بعد وفاته فأغلب الظن لم يبق شيءٌ من آثار النبي -عليه الصلاة والسلام- كي يتبرك به المسلم، وقد جزم عددٌ من العلماء بخرافة آثار النبي والتي يُتبرَّك بها في أنحاء العالم. [٤][٣]
المراجع
- ↑ الراوي: أسامة بن زيد، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1351، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ أسلحة وسيوف النبي صلى الله عليه وسلم،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرف
- ^ أ ب حول سيف النبي صلى الله عليه وسلم " البتار " وآثاره في المتاحف،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرف
- ↑ حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرف