صداع انخفاض ضغط الدم

كتابة:
صداع انخفاض ضغط الدم

صداع انخفاض ضغط الدم

قد يتسبب انخفاض ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypotension)‏ بالصداع، ويعدّ الصداع من المشاكل الشائعة بين الناس، ويُشار إلى أنّ الصداع لا يعني بالضرورة انخفاض الضغط؛ فقد يكون ناجمًا عن حالات أخرى، منها: ارتفاع ضغط الدم أو أخذ بعض أنواع أدوية ضغط الدم التي تسبب الصداع كأثرٍ جانبيٍ،[١][٢] ويُشار أنّ انخفاض ضغط الدم يعني أنّ ضغط الدم الموجود في الدورة الدموية أقلّ من الضغط الطبيعي،[٣] وبالعادة لا تظهر أي أعراض على الأشخاص ذوي ضغط الدم المنخفض، بل وقد يمتلكون صحّة ممتازة في حال تمتعهم بلياقةٍ بدنيةٍ جيدة؛ فمن المعروف أنّ الرياضيين يتمتعون بضغط أقل من الحدود الطبيعية ويؤثر ذلك إيجابًا في صحتهم،[٤] ولكن في حالة ظهور الأعراض فيجب إجراء تقييمٍ مناسبٍ للحالة واتّباع العلاج المُناسب.[١]


تشخيص صداع انخفاض ضغط الدم

كما ذكرنا سابقًا فإن للصداع العديد من الأسباب، مما يعّب إثبات أنّ سبب الصداع هو انخفاض ضغط الدم، فحتى وإن ظهرت المشكلتين معًا لدى الشخص فذلك لا يعني بالضرورة ارتباطهما ببعض، ويُمكن حلّ هذا اللَّبس عن طريق قياس ضغط الدم خلال فترة المعاناة من الصداع، بالإضافة إلى قياسه بانتظامٍ في أوقاتٍ أخرى، فإذا تمت ملاحظة استمرار انخفاض ضغط الدم أثناء نوبات الصداع فإنّ ذلك يزيد من احتمالية أنّ الصداع حدث بالفعل نتيجة انخفاض ضغط الدم، حيث إنّ الدماغ لا يحتوي على حساسات للألم وبالتالي لا يشعر بالألم، فيظهر الصداع للتعبير عن نقصان التروية الدموية بشكل مباشر أو غير مباشر للدماغ وما حوله؛ كأغشية السحايا (بالإنجليزية: Meninges)‏،[١] وعادة ما يُعالج الصداع الحاصل بسبب انخفاض ضغط الدم عن طريق علاج السبب، فبمجرد تنظيم ضغط الدم سوف يُعالَج الصداع، لذا في حال الشك بترابط المشكلتين؛ يُنصح بمُراجعة الطبيب أو الطوارئ إن لزم.[٥]


الصداع وأنواع انخفاض ضغط الدم

نذكر فيما يأتي حالات انخفاض ضغط الدم التي قد يرافقها شعور بالصداع:


هبوط الضغط الانتصابي

يظهر هبوط الضغط الانتصابي (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension)‏ عند حدوث تغيراتٍ كبيرةٍ في ضغط الدم الواصل إلى الرأس، مما يسبب المُعاناة من صداع مؤلمٍ يُشبه أنواع الصداع الأخرى، ويحدث ذلك عند انحناء الشخص ومن ثمّ التحرك للأعلى بشكلٍ مفاجئ، ويجب التنبيه إلى ضرورة تشخيص السبب وراء انخفاض ضغط الدم، فقد تكشف الاختبارات عن الإصابة بانخفاض الضغط العفوي داخل القحف (بالإنجليزية: Spontaneous intracranial hypotension). [٥]


فيما يتعلّق بتشخيص حالة هبوط الضغط الانتصابي، فعادةً ما يفحص الطبيب المُصاب فحصًا اعتياديًا، وقد يساعده على تحديد السبب إجراء التصوير الطبقي محوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزيّة: Magnetic Resonance Imaging)،‏ وفي بعض الأحيان قد يُلجأ إلى قياس ضغط السائل الدماغيّ الشوكيّ (بالإنجليزيّة: Cerebrospinal fluid) عن طريق وضع إبرة في الظهر في منطقة قريبة من العمود الفقري، إلا أنّ العديد من الخبراء يعتقدون أنّ هذا الإجراء لا يُساعد كثيرًا في حالات الصداع المُرتبط بانخفاض ضغط الدم.[٦]


انخفاض ضغط الدم المتواسط عصبيًا

أو ما يُسمّى بالإغماء المُنعكس أو الاستجابة الوعائية المبهمية (بالإنجليزيّة: Neurally mediated hypotension)، وهي نوع من أنواع انخفاض ضغط الدم، ويُمكن تعريفه على أنّه ردة فعلٍ غير طبيعية تحصل بين القلب والدماغ بالرغم من عملهما بشكلٍ طبيعي، فعندما يتجمّع الدم في الساقين بفعل الجاذبية الأرضية يزيد القلب سرعة نبضه لتزويد الدماغ بكمية كافية من الدم للقيام بعمله، ولكن في هذه الحالة وبسبب عطلٍ مُعيّن يأمر الدماغ القلب بتقليل نبضاته، مما يؤدّي إلى تقليل إمداد الدماغ بالدم الكافي، وتوجد بعض الحالات التي قد تحفّز حدوث هذه الحالة مثل: الوقوف بشكلٍ هادئ لفترة طويلة، أو بعد قضاء المُصاب فترةً في منطقةٍ دافئة؛ مثلًا في الجو الصيفي حار، أو عند أخذ حمّام ساخن، أو بعد ممارسة التمارين الرياضية، أو تناول الطعام، أو المرور بمواقف عاطفية عصيبة، ومن الأعراض التي يُعاني منها المُصاب بهذه الحالة ما يأتي:[٧]

  • إرهاقٌ مزمن.
  • ألم في العضلات.
  • الصداع.
  • التشوش الذهني.
  • الشعور بالدوار، أو الدوخة، وقد تصل إلى الإغماء في بعض الحالات.


فشل باروريفلكس الوارد

فشل باروريفلكس الوارد (بالإنجليزيّة: Afferent baroreflex failure)، وهو عبارةٌ عن اضطراب يتسبّب بتذبذب قيم ضغط الدم بحيث تكون إمّا مُرتفعة جدًا وإمّا مُنخفضة جدًا، وذلك نتيجة فشل أعصاب استشعار ضغط الدم المسؤولة عن نقل المعلومات المُتعلّقة بضغط الدم إلى الدماغ، ويصاحبها العديد من الأعراض مثل: الدوار، والإغماء، والصداع، والتعرّق، واحمرار الجلد، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض الحالات التي قد تُسبب هذا الاضطراب:[٨]

  • تضرر أعصاب استشعار ضغط الدم الموجودة في العنق نتيجة إجراء علاجٍ للسرطان، أو الجراحة، أو العلاج بالأشعة.
  • التعرض لسكتة دماغية (بالإنجليزيّة: Stroke) أثّرت على مناطق الدماغ المسؤولة عن استلام المعلومات الخاصة بضغط الدم.
  • الاضطرابات الوراثية التي تؤثّر في تطوّر أعصاب استشعار ضغط الدم.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Low Blood Pressure and Headaches", www.med-health.net,6-1-2021، Retrieved 6-1-2021. Edited.
  2. sneha kannan (14-102019), "Low Blood Pressure (Hypotension)"، www.icliniq.com, Retrieved 12-10-2020. Edited.
  3. "Blood pressure (low) - hypotension", www.betterhealth.vic.gov.au,6-1-2021، Retrieved 6-1-2021. Edited.
  4. Yvette Brazier (8-11-2020), "What to know about low blood pressure"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-1-2021. Edited.
  5. ^ أ ب "High Blood Pressure & Headaches", www.ihateheadaches.org,6-1-2021، Retrieved 6-1-2020. Edited.
  6. "Low-Pressure and High-Pressure Headaches", www.webmd.com,2-9-2020، Retrieved 6-1-2021. Edited.
  7. Terry Turner (24-6-2020), "Low Blood Pressure"، www.drugwatch.com, Retrieved 6-1-2021. Edited.
  8. "Types of Autonomic Disorders", www.nyulangone.org,6-1-2021، Retrieved 6-1-2021. Edited.
6238 مشاهدة
للأعلى للسفل
×