صداع مؤخرة الرأس

كتابة:
صداع مؤخرة الرأس


صداع في مؤخر الرأس

صداع مؤخر الرأس أو ما يُشار إليه طبيًا باسم الألم العصبي القذالي (Occipital neuralgia) نوع من الصداع يتسبب في الشعور بالألم على طول الجزء العلوي للرقبة والجزء الخلفي من الرأس، وينتج هذا الصداع من تهيُّج أو التهاب الأعصاب القذالية،[١] إذ يوجد عصب واحد منها على كلّ جانب من الرأس يبرز من بين عظام العمود الفقري في الرقبة العلوية، ويشقّ العصبان القذاليان طريقهما عبر العضلات في الجزء الخلفي من الرأس إلى فروة الرأس.[٢][٣]

يتسبب تهيّج إحدى هذه الأعصاب أو التهابها في حدوث ألم يشبه الوخز، أو النبض في جانب واحد من فروة الرأس وليس الوجه، كما قد يننتقل الإحساس بالألم ليؤثر في إحدى العينين، وقد تصبح فروة الرأس حساسة جدًا تجاه أيّ لمس، الأمر الذي يجعل من استلقاء الرأس على وسادة أو غسيل الشعر أمرًا مستحيلًا، وقد يخلط الناس بينه وبين الصداع النصفي أو أنواع أخرى من الصداع؛ بسبب تشابه الأعراض، لكنّ علاجات هذه الحالات مختلفة للغاية؛ لذلك من المهم استشارة الطبيب للحصول على التّشخيص الصحيح.[٢][٣]


أسباب صداع في مؤخر الرأس

سبب الألم العصبي القذالي أولي مجهول السبب أو ثانوي ناتج من الإصابة باضطرابات مَرَضيّة أخرى، إذ ترتبط بعض حالات الصداع بوجود مرض أساسي قد يشمل الورم، أو الصدمة، أو العدوى، أو الأمراض الجهازية، أو النّزف، كما يعزى السبب إلى العديد من حالات التوتر المزمن في الرقبة. وتشمل الأسباب الأخرى للصداع خلف الرقبة ما يأتي:[٤]

  • الفصال العظمي في العمود الفقري العنقي العلوي، هو ما يُشار إليه أيضًا باسم خشونة المفاصل.
  • إصابة في العصب القذالي.
  • ضغط الأعصاب القذالية أو جذور الأعصاب؛ بسبب اضطرابات العمود الفقري العنقي التنكسية.
  • الانزلاق الغضروفي العنقي.
  • الأورام التي تؤثر في جذور الأعصاب.
  • النقرس.
  • مرض السكري.
  • التهاب الأوعية الدموية.
  • العدوى.

تجدر الإشارة إلى أنَّ الصداع خلف الرأس قد ينتج أيضًا من الجلوس بوضعيات غير مناسبة لمدة طويلة، مما يؤدي إلى الشعور بألم في الرقبة وصداع خلف الرأس. كما أنَّ الصداع التوتري، والصداع النصفي، الصداع العنقودي يُسبِّبون الألم في مؤخرة الرأس بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الوجه، فعادةً ما يُسبِّب الصداع التوتري ألمًا في الجزء الأيمن ومؤخرة الرأس، بينما يبدأ ألم الصداع النصفي في الجهة اليسرى من الوجه ثم ينتقل عبر الجبهة إلى مؤخرة الرأس، كما تصيب آلام الصداع العنقودي مؤخرة الرأس، أو جانبي الرأس، ويزداد شدة عند الاستلقاء، وهو من الأنواع النادرة المُسبِّبة لصداع شديد.[٥]


أعراض صداع في مؤخر الرأس

تشمل أعراض هذا الصداع استمرار الألم والحرق والخفقان مع ظهور آلام بارقة أو ناخرة بين وقت وآخر الألم المتقطّع أو الصدمة، إذ ينشأ عند قاعدة الجمجمة ويمتد إلى جانب واحد من فروة الرأس أو كلا الجانبين، ومن الأعراض الأخرى لصداع مؤخرة الرأس ما يأتي:[٢][٤]

  • ألم وحرقان وخفقان يبدأ الشعور بكلّ منها من نهاية الرأس ويمتد إلى الفروة.
  • ألم على أحد جانبي الرأس أو كليهما.
  • ألم خلف العين في الجانب المصاب من الرأس.
  • حساسية تجاه الضوء.
  • ألم في فروة الرأس عند لمسها، الأمر الذي قد يجعل تمشيط الشعر مؤلمًا للغاية.
  • ألم عند تحريك الرقبة.


تشخيص الصداع في مؤخر الرأس

يبحث الطبيب عن الأعراض الأساسية، كما يُجري الفحص البدني عند الاشتباه في الإصابة بالألم العصبي القذالي بدلًا من الصّداع النصفي؛ ذلك بالضّغط على منطقة الأعصاب خلف الرأس، ولاستبعاد الحالات الأخرى والبحث عن السبب الكامن وراء الألم العصبي القذالي قد يطلب الطبيب فحوصات تصوير إضافية؛ مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعية؛ ذلك للمساعدة في النظر إلى العمود الفقري، والبحث عن أسباب الألم المختلفة، إذ في العديد من الحالات قد لا تظهر الفحوصات العصبية أيّ تشوّهات ناتجة من الألم العصبي وحده.[٦]


علاج صداع في مؤخر الرأس

تتعدّد علاجات الصّداع في مؤخرة الرأس بين جراحية وغير جراحية، ذلك اعتمادًا على حالة المريض وشدتها وفق الآتي:

  • العلاجات الدوائية: ومن خيارات الأدوية التي يصفها الطبيب ما يأتي:[٧]
    • جابابنتين (Gabapentin)، دواء مضاد للصرع، إذ يؤثر في الأعصاب، والمواد الكيميائية في الجسم التي تتسبب في حدوث النوبات وبعض أنواع الألم.
    • كاربامازيبين (Carbamazepine)، دواء مضاد للاختلاج يعمل عن طريق تقليل النبضات العصبية التي تسبب نوبات التشنج وبعض أنواع الألم؛ مثل: الألم العصبي الثلاثي العصبي، واعتلال الأعصاب السكري، ويُستخدم أيضا في علاج الاضطراب ثنائي القطب.
    • سيتالوبرام (Citalopram)، أحد أدوية مضادات الاكتئاب الذي ينتمي إلى مجموعة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
    • بريغابالين (Pregabalin)، دواء مضاد للصرع يعمل عن طريق إبطاء النبضات في الدماغ التي تسبب نوبات التشنج، ويؤثر أيضًا في المواد الكيميائية في الدماغ التي ترسل إشارات الألم عبر الجهاز العصبي، كما يُستخدَم في علاج الألم النّاجم عن الألم العضلي الليفي، أو ألم الأعصاب لدى مرضى السكري، والهربس النّطاقي، أو إصابة الحبل الشوكي.
  • علاجات غير جراحية، حيث الأدوية ومجموعة من ثلاث حقن ستيرويدية، سواء مع حقن البوتكس أو من دونها المساعدة في تهدئة الأعصاب مفرطة النشاط، إذ قد يستجيب بعض المرضى جيدًا للعلاج غير الجراحي وقد لا يحتاجون إلى جراحة، ومع ذلك، قد لا يستجيب آخرون للعلاج مما يتطلّب الجراحة للتخلص من الصداع في مؤخرة الرأس، كما أنّ هناك خيارات علاج أخرى؛ مثل: حرق العصب باستخدام مسبار موجات الراديو، أو التخلّص من العصب بجرعة صغيرة من بعض المواد السامة، لكنّ هذين الخيارين لا يُعدّان الأفضل دائمًا؛ لأنّهما يتسببان في شلّ العصب بشكل مستمرّ، مما قد يؤدي إلى الشعور بتخدّر في فروة الرأس.[٣]
  • العلاجات الجراحية، التي تشمل إزالة الضّغط عن الأعصاب القذالية الكبيرة على طول مسارها، وتُسمّى جراحة تحرير العصب القذالي، إذ يُجري الجرّاح شقًا في الجزء الخلفي من الرقبة لكشف الأعصاب القذالية الكبيرة، وتحريرها من الأنسجة الضّامة المحيطة بها، والعضلات التي قد تضغط عليها، كما أنّه يعالج الأعصاب الأخرى التي قد تسهم في الشعور بالألم؛ مثل: الأعصاب القذالية الصغيرة، والأعصاب القذالية الظهرية. وتستغرق الجراحة ساعتين أو ثلاث تحت تأثير اتخدير العام. ويخرج المرضى من المستشفى في اليوم نفسه، ويتوقّع الشفاء التام بشكل عام في غضون أسبوع أو أسبوعين، وقد تعمل جراحة تحرير القذالي في بعض الحالات بشكل مؤقت فقط ثم يعود الألم، مما يتطلب إجراء مزيد من العمليات الجراحية لقطع الأعصاب القذالية الكبيرة بعد عام، ومع ذلك، يُعدّ هذا حلًا أخيرًا لما يسببه من تخدر مستمرّ في فروة الرأس.[٣]


ما التدابير المنزلية المساعدة في تخفيف ألم الصداع

كما يُتّخذ عدد من الخطوات للمساعدة في تقليل خطر الصداع، وتخفيف الألم في حالة حدوثه، ومن هذه الخطوات يُذكر ما يأتي:[٨]

  • تناول وجبات منتظمة، مع الحرص على الحفاظ على نسبة السكر في الدم مستقرة.
  • وضع كمادات دافئة أو باردة على الرأس أو الرقبة، مع مراعاة تجنب درجات الحرارة القصوى، كما يساعد الاستحمام بالماء الساخن، على الرغم من أنّه في حالة نادرة قد يؤدي إلى حدوث صداع.
  • تجنب الإجهاد، وتطوير استراتيجيات صحية للتغلب على الإجهاد الذي لا مفرّ منه.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة، مما يسهم في تحسين الصحة العامة، والحدّ من التوتر.


المراجع

  1. Danette C. Taylor, "Occipital Neuralgia (Headache)"، www.rxlist.com, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت " Occipital Neuralgia", www.webmd.com, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Occipital Neuralgia", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Occipital Neuralgia", www.aans.org, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  5. "Pain in the Back of the Head", healthline, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  6. Ana Gotter (24-5-2017), "Occipital Neuralgia"، www.healthline.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  7. " Medications for Occipital Neuralgia", www.drugs.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  8. James McIntosh (13-11-2017), "What is causing this headache?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
2794 مشاهدة
للأعلى للسفل
×