صداع والم في الظهر

كتابة:
صداع والم في الظهر

ما العلاقة بين الصداع وألم في الظهر؟

تعتبر آلام الظهر والصداع من الأعراض الشائعة بين الأفراد، ولكنْ عندما تعاني صداعًا في الرأس مصحوبًا في الوقت ذاته مع ألم الظهر، فإنَّك تتساءل حتمًا عن سبب حدوث هذه المشكلة، فقد نُشِرت مراجعة في عام 2019، تبحث العلاقة بين الصداع وألم أسفل الظهر، والتي توصلت إلى وجود ارتباط واضح بين ألم أسفل الظهر المستمرّ واضطرابات الصداع الأولي، وأنَّ الأفراد الذين يعانون من آلام الظهر تزداد فرصة إصابتهم بالصداع المزمن، والعكس صحيح.[١][٢]


ولكنْ لم يتوصل الباحثون إلى السَّبب المشترك والمحتمل الذي يفسِّر ظهور هذه المشكلتين معًا، ولكنْ بعض النظريات تقترح ارتباطها بكيفيَّة تفاعل الأجسام مع الألم، فتزداد حساسية بعض الأشخاص لأسباب حدوث الصداع -خاصةً الشقيقة-، وفي الوقت ذاته، تكون أجسادهم أكثر تأثُّرًا بأسباب إثارة ألم الظهر.[٢]


ما هي الأسباب المؤدية للصداع وألم الظهر؟

يوجد العديد من الأسباب التي قد تفسِّر ظهور ألم الظهر والصداع معًا، وقد يكون بعضها غير مذكورًا في هذا المقال، وبكل الأحوال، يبقى الطبيب هو الشخص المسؤول عن تشخيص سبب الألم، وتحديد آليَّة التعامل معه. ونذكر في الآتي مجموعة من أسباب الصداع وألم الظهر:[٣]


  • الوضعية الجسديَّة غير الملائمة: فالبقاء في وضعيَّة غير ملائمة لفترات طويلة، قد يكون سببًا في زيادة الضغط المؤثر على عضلات الرقبة، والظهر، والرأس، والمُعاناة من الصداع وألم الظهر.
  • الإصابات: بعض الإصابات قد تسبِّب المُعاناة من الصداع وألم الظهر، كالسقوط، أو التعرّض لحوادث المركبات.
  • الحمل: قد يكون الصداع وألم الظهر من المشكلات التي تعانيها المرأة خلال فترة الحمل، وذلك إلى جانب أعراض أخرى مُحتملة، كالغثيان، وتكرار التبول، والإمساك، والتقيؤ.
  • متلازمة القولون العصبي (IBS): وهي من الاضطرابات التي تؤثر في الجهاز الهضمي، فتسبِّب المعاناة من الإسهال، أو الإمساك، أو تقلصات البطن، ولكنَّها قد تكون أيضًا السَّبب في المُعاناة من الصداع وألم الظهر.
  • مرض الكلى متعدّد الكيسات (Polycystic kidney disease): وهو من الأمراض الوراثيَّة التي قد يُصاحبها صداع وألم في الظهر، وربما ظهور أعراض أخرى؛ كارتفاع ضغط الدم، ونزول الدم مع البول.


  • المتلازمة السابقة للحيض (PMS): أو متلازمة ما قبل الحيض، وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض المرتبطة بالدورة الشهريَّة، والتي تظهر عادةً قبل نزول الحيض بأسبوع أو أسبوعين، ومنها: آلام الظهر، والصداع، إلى جانب أعراض أخرى مُحتملة؛ كانتفاخ البطن، والقلق، والاكتئاب، وتغيرات المزاج، والتعب، وألم البطن، وألم الحوض، والإمساك أو الإسهال.[٤]
  • صداع الشقيقة: وهو الألم الشديد والطاعن أو النابض الذي يؤثر عادةً في أحد جانبيّ الرأس، والذي يُصاحبه عادة أعراض عديدة، كالحساسيَّة الشديدة للصوت أو الضوء، والمُعاناة من التقيؤ، والغثيان،[٥] وقد توصَّلت إحدى الدراسات إلى أنَّ صداع الشقيقة المزمن وصداع التوتر المزمن يُصاحبه أحيانًا آلام في أسفل الظهر، والتي يوجد العديد من التفسيرات والفرضيَّات لحدوثها، كالفكرة التي تتبنى وجود آليات مختلفة لحدوث صداع الشقيقة قد تسبِّب أيضًا ألم الظهر.[٦]
  • التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis): وهو التهاب المفاصل الذي يحدث جرَّاء مهاجمة الجهاز المناعي بعض مفاصل الجسم، كأنْ يهاجم فقرات منطقة العنق، وهو ما قد يسبِّب ألم أعلى الظهر والذي قد يكون مصحوبًا بالصداع أو الشقيقة، إذْ يعتقد الخبراء بأنَّ التهاب الفقرات في منطقة أعلى الظهر قد يؤثر على تدفّق الدم إلى الدماغ، الأمر الذي قد يحفّز الصداع أو ألم الرأس.[٧]


  • الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia): وهو من المشكلات المزمنة التي يستمرّ تأثيرها على المدى البعيد، ويُسفر عنها ألمٌ في جميع أنحاء الجسم، بالإضافة إلى أعراض أخرى؛ كالتعب الشديد، وتيبّس العضلات، وزيادة الحساسيَّة للألم، وصعوبة النوم، ومتلازمة القولون العصبي، والصداع، لا سيما وأنَّ المُصاب قد يُعاني أيضًا من ألم الظهر.[٨]
  • تمدد الأوعية الدموية في الدماغ (Brain aneurysm): وهي الحالة التي يصاحبها تمدّد في الوعاء الدموي في الدماغ، وغالبًا لا يُصاحبه ظهور أيّة أعراض، غير أنَّه قد يتمزّق أحيانًا، فيتسبَّب في ظهور أعراض عِدة، كالصداع الشديد والمفاجي، والغثيان، والتقيؤ، وتيبّس الرقبة، وفقدان الوعي، وظهور أعراض الجلطة الدماغيَّة، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنَّ ظهور أيْ من هذه الأعراض يستدعي طلب الرعاية الطبية فورًا.[٩]
  • التهاب السحايا (Meningitis): وهو من أنواع العدوى النادرة التي تُصيب أغشية السحايا الحسَّاسة التي تغطّي الدماغ والحبل الشوكي، فتتسبَّب بالتهابه، وظهور مجموعة من الأعراض على المُصاب، إذْ يُعتبر الصداع واحدًا من هذه الأعراض الشائعة، بينما الشعور بألم الظهر يعدّ من الأعراض الأقل شيوعًا في هذه الحالة، ولكنَّها مُحتملة الحدوث، ومن الأعراض الأخرى الشائعة لالتهاب السحايا: الإصابة بالحمى الخفيفة، وتيبّس الرقبة، والمُعاناة من الألم العضلي، والشعور بالنعاس، وفقدان الشهيَّة للطعام، والشعور بالغثيان، والتقيؤ، والهياج، وغيرها من الأعراض المحتملة.[١٠][١١]



كيف يمكن التعامل مع الصداع وألم الظهر؟

يوصَى بمراجعة الطبيب في حالة المُعاناة من الصداع وألم الظهر الشديد، أو المتكرِّر، أو الذي لا يتحسّن بعد الحصول على الراحة، أو الذي يبدأ بإعاقة إنجاز الأنشطة اليومية، وذلك بهدف الحصول على التشخيص المتخصِّص للحالة، ومعرفة أسباب إثارة الألم، وغالبًا ما يبدأ الطبيب بإجراء الفحص الجسدي وأخذ التاريخ الطبي للمُصاب، بالإضافة إلى التوصية بإجراء فحوصات معينة اعتمادًا على ما تستدعيه الحالة الصحية للمُصاب وما يراه ضروريًّا، كإجراء تحليل الدم، واختبارات التصوير، وتخطيط كهربائية العضل (Electromyography)، وغيرها من الفحوصات الهامّة، وبناءً على التشخيص الذي يتوصل إليه، فإنَّه يقوم بوضع الخطّة العلاجية الأمثل للسيطرة على الصداع وألم الظهر،[٣] ومن الأمثلة على الطرق العلاجيَّة التي قد يحدِّدها الطبيب بعد مشاورته المُصاب:


الطرق المنزلية

والتي قد تتضمّن بعض ممَّا يلي:[٣]

  • وضع الكمادات الدافئة أو الباردة على الرأس أو الظهر.
  • الحصول على القدر الكافي من الراحة.
  • تناول مسكنات الألم التي يمكن صرفها دون الحاجة لوصفة طبيَّة، كالأسبرين (Aspirin)، والآيبوبروفين (Ibuprofen).


العلاج الطبي

قد يوصي الطبيب ببعض الأدوية أو الإجراءات بناءً على الحالة وشِدتها، ومن الأمثلة على ذلك الآتي:[٣]

  • صرف مسكنات الألم، أوالمُرخيات العضلية.
  • إعطاء المُصاب حقنة الكورتيزون بهدف تخفيف ألم الظهر.
  • وصف جرعات منخفضة من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لتخفيف الألم.
  • التوصية بالحصول على تدليك تحت إشراف أخصائي متمرّس، بهدف تليين العضلات المشدودة.
  • علاج المشكلات الكامنة التي تُسبِّب ألم الظهر والصداع، فيصف الطبيب العلاج اعتمادًا على طبيعة المشكلة، كوصف بعض أنواع المضادات الحيويَّة في علاج أمراض العدوى البكتيرية،[٣]وأدوية التريبتانات (Triptans)، لحالات الشقيقة.[١٢]



المراجع

  1. "The association between headache and low back pain: a systematic review", thejournalofheadacheandpain, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Lauren Sharkey (28/9/2019), "Link found between chronic headache and back pain", medicalnewstoday, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Jill Seladi-Schulman (28/5/2019), "What You Need to Know When Headache and Back Pain Happen Together", healthline, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  4. Melissa Conrad, "PMS (Premenstrual Syndrome): Symptoms & Signs", medicinenet, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  5. "Migraine", mayoclinic, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  6. "Chronic migraine and chronic tension-type headache are associated with concomitant low back pain: results of the German Headache Consortium study", pubmed, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  7. "Rheumatoid Arthritis and Headaches—Is There a Connection?", healthgrades, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  8. "Overview -Fibromyalgia", nhs, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  9. "Brain Aneurysm", medlineplus, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  10. Anne Asher, "Symptoms of Meningitis", verywellhealth, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  11. "Meningitis", webmd, Retrieved 3/1/2021. Edited.
  12. "Migraine", mayoclinic, Retrieved 3/1/2021. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×