الصدقة
لقد كثَّر الله تعالى من أبواب الخير وجعلها عديدةً متنوعة حتى لا يكون للمسلم حجة، ودائمًا ما يكون فضل العمل مرتبظًا بنيته لا بعظمته، فمن أعطى قنطارًا يبتغي به وجه الله يسبق من أعطى ألف دينار يبتغي بها مصالحه، لذلك فإنَّ الصدقة هي العطية التي يبتغي بها المرء ثواب الله تعالى دون انتظار شكرٍ من أحد، ولا ريب أنَّ الصدقة تُدخل الفرحة على قلب العاطي قبل الآخذ وتجعل من المجتمع الإسلامي متكافلًا فيما بينه لا يوجد فيه فقيرٌ أو محتاج، وإنَّ باب الصدقة عظيمٌ فهي تطفئ غضب الله وتمحو المعاصي والذنوب لذلك لا بدَّ من الحديث عن صدقات جارية بأفكار بسيطة فيما يأتي.[١]
صدقات جارية بأفكار بسيطة
يبذل الإنسان عمره في سبيل رفع مستوى عيشه وطريقة حياته ولكنّه ربما يغفل عن الدار الآخرة التي إليها مآله ومستقرّه فهناك يجد ما قدَّمه ليقول: يا ويلتى يا ليتني قدمت لحياتي، وفي تلك اللحظات لا بدَّ للمسلم العاقل من أن يتبصَّر في ذلك محاولًا أن يجد أسهل السُّبل لنيل أعظم الأجر وذلك إذا تعذر عليه الوصول إلى العمل العظيم، لذلك لا بدَّ من الإشارة إلى بعض الأفكار التي تحمل صدقات جارية بأفكار بسيطة:[٢]
- من الممكن شراء أي شيء لمسجد تحت الإنشاء، مثل المساعدة في سجادة صلاة أو كرسي أو بعض المصاحف أو ما إلى ذلك ممّا يحتاجه المسجد.
- تربية الأبناء التربية الصالحة، هي من أهمّ أبواب الصَّدقة الجارية فكم ستمر السنين وتتوالد الذريات ويبقى أثر الوالدين ظاهرًا فيها.
- جمع وادخار بعض المال وشراء كراسي لذوي الاحتياجات الخاصّة، ومن الممكن إرساله إلى المشفى أو إلى جمعية خيرية تهتمّ بمثل تلك الأمور.
- وضع براد صغير من الماء على حافة الطريق يُشرف على تعبئته كل يوم، فمن الممكن أن يكسب عظيم الأجر والثواب فسقيا الماء عمل لا يُضاهى.
- ارسال كلمات قليلة من دعاءٍ مسنونٍ عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، يُرسلها إلى بريد إخوانه تكون خيرًا له في الدّارين.
فضل الصدقة
إنَّ العطاء هو أهمّ ما يميّز الإنسان البخيل عن الكريم، فقد حثَّ النبي على صفة الكرم وخاصّة في باب الصدقات، والإنفاق هو واحدٌ من أعظم القربات التي من الممكن أن يتخذها المرء سبيلًا للجنة في حياته فقال تعالى في سورة البقرة: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[٣] وقد ورد عن أنس بن مالك أنه قال "كانَ أبو طَلْحَةَ أكْثَرَ الأنْصَارِ بالمَدِينَةِ مَالًا مِن نَخْلٍ، وكانَ أحَبُّ أمْوَالِهِ إلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ المَسْجِدِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْخُلُهَا ويَشْرَبُ مِن مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا ممَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قَامَ أبو طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى يقولُ: {لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا ممَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] وإنَّ أحَبَّ أمْوَالِي إلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وإنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أرْجُو برَّهَا وذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يا رَسولَ اللَّهِ حَيْثُ أرَاكَ اللَّهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَخٍ، ذلكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذلكَ مَالٌ رَابِحٌ، وقدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وإنِّي أرَى أنْ تَجْعَلَهَا في الأقْرَبِينَ فَقَالَ أبو طَلْحَةَ: أفْعَلُ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقَسَمَهَا أبو طَلْحَةَ في أقَارِبِهِ وبَنِي عَمِّهِ."[٤] لذلك لا بدَّ من مراعاة باب الصدقة لأنَّه مفتاحٌ للجنان.[٥]
المراجع
- ↑ "الصدقة في الإسلام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "أفكارٌ للصّدقاتِ الجارية "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 274.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1461، [حديث صحيح].
- ↑ "فضل الصدقة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-01-2020. بتصرّف.