محتويات
التعلم
إن التعلم مفهوم أساسي في كافة فروع المعرفة وإنه لمن الصعب إيجاد تعريف مباشر للتعلم لأن التعلم عملية افتراضية لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر بل يلاحظ من خلال السلوك الظاهر وهذا السلوك يعتمد على عمليات أخرى أيضًا غير عملية التعلم، لكن يمكن القول أن التعلم هو عملية تغير دائمة نسبيًا في السلوك لدى الفرد لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر لكن يستدل عليه من خلال السلوك والتغير في الأداء، وإن للتعلم أهمية وضرورة في حياة الأفراد فإن أغلب التصرفات تكون مبنية على تعلم سابق حتى اللغة، ويتكون الموقف التعليمي من ثلاث متغيرات أساسية وهم المثيرات التي تؤثر على المستقبلات الحسية لدى الفرد ثم عمليات متوسطة داخلية ثم استجابات، وخلال المقال سيتم توضيح صعوبات التعلم النمائية وعلاجها. [١]
المراحل النمائية
إن طرق استقبال المعلومات والتعلم لدى الانسان تتغير بتغير المرحلة النمائية التي يكون بها فإن الانسان يمر بعدة مراحل نمائية وحسب بياجيه قسمت تلك المراحل النمائية كالآتي:[٢]
- المرحلة الحسية الحركية: تبدأ هذه المرحلة منذ الميلاد حتى السنة الثانية من عمر الطفل، وفي هذه المرحلة لا يستطيع الطفل أن يميز بين أعضاء جسمه والعالم الخارجي وتكون طريقة التعلم في هذه المرحلة عن طريق النمو الحركي والإدراك الحسي مثل الشم واللمس والسمع والرؤية والتذوق.
- مرحلة ما قبل الاجرائية: هذه المرحلة تبدأ من سن عامين حتى سن السابعة وتنمو القدرات العقلية في هذه المرحلة ويبدأ بتكوين الصور الذهنية ويتعلم استخدام اللغة والتفاعل الاجتماعي وتقسم هذه المرحلة إلى مرحلتين فرعيتين:
- مرحلة ما قبل المفاهيم: من عمر سنتين إلى أربع سنوات ويدرك الأشياء والأحجام والألوان وإن كان الطفل في هذه المرحلة ما زال مشدودا بالأشياء الملموسة.
- مرحلة التفكير البديهي: منذ أربع سنوات حتى سبع سنوات.
- مرحلة العمليات المحسوسة: منذ سبع سنوات حتى اثنتي عشر سنة وأهم خصائصها زيادة العمليات العقلية واضمحلال التمركز حول الذات واستخدام المنطق.
- مرحلة العمليات الشكلية: تبدأ من اثنتي عشر سنة إلى ما بعدها يعلن الفرد في هذه المرحلة استقلاله العقلي، ويستطيع التعامل مع عمليات التفكير المجرد.
صعوبات التعلم النمائية وعلاجها
بالحديث عن صعوبات التعلم النمائية وعلاجها لابد من تعريف صعوبات التعلم النمائية وهي إعاقة خفية محيرة فلا يكون الفرد فاشلًا في كل شيء فقد يكون بارعًا في سرد القصص، ولكنه لا يستطيع الكتابة أو لا يستطيع تعلم القراءة لأن هؤلاء الأفراد يفشلون في تعلم بعض المهارات وينجحون في مهارات أخرى وهذا يؤدي إلى الاختلاف في القدرات التعليمية، وبالتالي وجود التباين بين التحصيل والذكاء، وتكمن مشكلة صعوبات التعلم أن هؤلاء الأفراد يمتلكون مستوى عادي وأحيانًا مرتفع من الذكاء والقدرات والإمكانات الجسمية والحسية والعقلية، إلا أن هذا لا ينعكس على تحصيلهم الدراسي فيكون تحصيلهم متدنٍ، فيفسر الأهل والمعلمون بطريقة خاطئة على أنه عدم انضباط أو سوء سلوك وهذا ما يعرضهم للأذى النفسي والمضايقة من دون اتخاذ إجراءات كفيلة للتشخيص الدقيق واعتماد الاستراتيجية المناسبة لها، فلا يوجد خطة علاجية واحدة تسير على الجميع بل إن صعوبات التعلم النمائية وعلاجها متعددة كثيرًا، من حيث الاختلاف في التشخيص وطرق العلاج.[٣]
أسباب صعوبات التعلم
تعددت الافتراضات التي تقف خلف تفسير صعوبات التعلم بسبب تعدد وجهات نظر العلماء وتخصصاتهم وتوجههم النظري فنظروا لصعوبات التعلم النمائية وعلاجها بطرق مختلفة وتكون الأسباب كالآتي:[٤]
- أسباب بيولوجية: لقد فسر العلماء أن صعوبات التعلم النمائية ناتجة عن حالة من الخلل في عملية إنتاج النواقل العصبية الموصلة للنبضات بين الخلايا مما يترتب عليه عجز الدماغ عن القيام بالمهام بصورة دقيقة، وهذا يفسر قلة الانتباه واضطرابات الحركة التي تصيب الفرد، وأيضًا من الأسباب البيولوجية وجود خلل في مستوى المواد الكيميائية في الدم والبول والسائل الشوكي وعند تحديد نوع صعوبات التعلم النمائية وعلاجها والبدء فيه يطرأ التحسن.
- أسباب بيئية: تتمثل في الخبرات التعليمية أو سوء الحالة الطبية أو قلة التدريب أو إجبار الطفل على الكتابة بيد معينة أو بطريقة معينة ونقص الخبرات البيئية والمثيرات، وعدم التكلم مع الطفل والإهمال من قبل الأهل، فإن الطفل يكتسب المفردات عن طريق الحوار من الأهل فإن لم يتواجد حوار وترك الطفل يلعب لوحدة سيكون تفكيره محدود مع صعوبة تكوين مفاهيم للأشياء.
علاج صعوبات التعلم
إن صعوبات التعلم النمائية وعلاجها متعددة، فإن الطفل ملزم لتعلم القراءة والكتابة لكن برامج المدرسة لا تكون مفيدة لأطفال صعوبات التعلم، وتتنوع طرق العلاج باختلاف نوع صعوبات التعلم كالآتي:[٥]
- علاج صعوبات التذكر البصري: يتم عمل بطاقات صور للطفل وتدريبه على معرفة الصورة الناقصة أو إعادة ترتيب الصور، أو وصف تفاصيل الصور أو أن يطلب من الطفل وصف مشاهد في فيلم كرتون لتقوية ذاكرته البصرية.
- علاج صعوبات التئكر السمعي: تدريب الطفل على إعادة الأرقام بنفس ترتيبها أو إعادة الأرقام بالعكس أو إعادة مضمون قصة يلقيها المدرب.
- علاج صعوبات التذكر اللمسي: عن طريق عمل تمرين أن يغلق الطفل عينه ويلمس الأشياء ويذكرها بنفس الترتيب أو يلمس مثيرات ناعمة أو خشنة أو باردة ويحاول تذكرها بنفس الترتيب.
- علاج صعوبات تكوين المفهوم: عن طريق ربط المفاهيم الجديدة بمفاهيم يعرفها الطفل أو بأشياء ملموسة كتعليم الطفل الأحرف عن طريق استخدام المعجون لتشكيل تلك الأحرف وربطها بكلمات ذات دلالة ويفهمها الطفل لتكوين صورة مفهومة.
المراجع
- ↑ أنور الشرقاوي (2012)، التعلم نظريات وتطبيقات ، مصر: مكتبة أنجلو ، صفحة 11،12،20،21،22. بتصرّف.
- ↑ كامل عويضة (1996)، علم نفس النمو (الطبعة الأولى)، بيروت-لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 85،86،87. بتصرّف.
- ↑ محمد علي (2011)، صعوبات التعلم بين المهارات والاضطرابات (الطبعة الأولى)، عمان-الأردن: دار صفاء ، صفحة 20،21. بتصرّف.
- ↑ محمد علي (2011)، صعوبات النعلم بين المهارات والاضطرابات (الطبعة الأولى)، عمان-الأردن: دار صفاء، صفحة 50. بتصرّف.
- ↑ محمد علي (2011)، صعوبات التعلم بين المهارات والاضطرابات (الطبعة الأولى)، عمان-الأردن: دار صفاء ، صفحة 135،136. بتصرّف.