صعوبة التنفس عند النوم

كتابة:
صعوبة التنفس عند النوم

صعوبة التنفس أثناء النوم

تُعدّ صعوبة التنفس أثناء النوم أو ما يُعرف بتوقف التنفس أثناء النوم من الاضطرابات الشائعة بين الأشخاص، وقد تسبب العديد من المشكلات عند الشخص المصاب، فما هي صعوبة التنفس أثناء النوم؟ وما أعراضها وأسبابها ومضاعفاتها؟

تعرف صعوبة التنفس أثناء النوم (Sleep apnea) بأنها حالة يحدث فيها توقف أو صعوبة في التنفس أثناء النوم، ويمكن أن تستمر من بضع ثوانٍ إلى دقائق، وقد تحدث 30 مرةً أو أكثر في الساعة الواحدة، ويُعدّ انقطاع النفس الانسدادي النومي أكثر أنواع هذه الحالة شيوعًا، الذي يحدث بسبب انسداد مجرى التّنفس أثناء النوم، ثم يعود التنفس الطبيعي مرةً أخرى بصوت خشن أو صوت اختناق، وغالبًا ما يُصدر الأشخاص المصابون بانقطاع النفس النومي شخيرًا عالي الصوت، ومع ذلك ليس كل من يشخر يعاني من هذه الحالة.[١]


ما هي أعراض صعوبة التنفس أثناء النوم؟

عادةً لا يتم التعرف على أعراض صعوبة التنفس أثناء النوم من قِبَل المصاب نفسه، بل من قبل شريكه في غرفة النوم، وتتضمن العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا ما يأتي:[٢]

  • الشخير.
  • الأرق والاستيقاظ الليلي المتكرر.
  • النعاس أو التعب أثناء النهار.
  • الاستيقاظ المفاجئ ليلًا مع الشعور بالاختناق.
  • جفاف الفم أو التهاب الحلق عند الاستيقاظ.
  • التعرق الليلي.
  • ضعف الإدراك، مثل: صعوبة التركيز، أو النسيان، أو التهيج.
  • اضطرابات المزاج، مثل: الاكتئاب، أو القلق.
  • مواجهة مشكلات في الحياة الجنسية.
  • كثرة التبول الليلي.
  • الصداع.

أمّا صعوبة التنفس أثناء النوم عند الأطفال فقد لا تكون أعراضها واضحةً، وقد تتضمن ما يأتي:[٢]

  • ضعف الأداء في المدرسة.
  • البطء أو النعاس، غالبًا ما يُفسَّر ذلك على أنه كسل في الفصل الدراسي.
  • حركة داخلية من القفص الصدري عند الشّهيق.
  • التنفس أثناء النهار من الفم وصعوبة البلع.
  • التعرق المفرط في الليل.
  • أوضاع نوم غير عادية، مثل: النوم على اليدين والركبتين، أو التمدد المفرط للرقبة.
  • التبول اللاإرادي.
  • اضطرابات التعلم والسلوك، مثل فرط النشاط ونقص الانتباه.


ما هي أسباب صعوبة التنفس أثناء النوم؟

يوجد نوعان من صعوبة التنفس أثناء النوم، ويختلف سبب كل منهما على النحو الآتي:[٢]

  • توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم: يحدث هذا النوع بسبب انسداد مجرى الهواء، وعادةً ما يحدث ذلك عندما ينهار النسيج الرخو في الجزء الخلفي من الحلق أثناء النوم.
  • توقف التنفس أثناء النوم المركزي: يحدث هذا النوع عند المرضى الذين يعانون من خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي، كما في حالة ما بعد السكتة الدماغية أو عند المرضى الذين يعانون من أمراض عصبية عضلية، مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS)، كما أنه شائع عند الأشخاص الذين يعانون من قصور القلب وأشكال أخرى من أمراض القلب أو الكلى أو الرئة.

كما توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بصعوبة التنفس أثناء النوم، منها ما يأتي:[٣]

  • النوم على الظهر.
  • التهاب الجيوب الأنفية المزمن.
  • السمنة.
  • كبر محيط العنق.
  • زيادة الوزن خلال الفترة الأخيرة.
  • النساء في سن انقطاع الطمث.
  • تضخم اللوزتين، أو الزوائد الأنفية.
  • متلازمة داون.
  • تاريخ عائلي متعلق بتوقف التنفس أثناء النوم.
  • زيادة حجم منطقة الذقن.
  • التدخين.


كيف يتم تشخيص صعوبة التنفس أثناء النوم؟

لتشخيص صعوبة التنفس أثناء النوم يقيّم الطبيب العلامات والأعراض وسجِل النوم، وقد يساعد شريك الغرفة في تقييم الحالة، بعد ذلك قد يُحول المصاب إلى مركز اضطرابات النوم، فقد يُجري اختصاصي النوم المزيد من التقييم لحالة المصاب، وغالبًا ما يتضمن المراقبة طوال الليل في مركز النوم؛ وذلك بهدف مراقبة التنفس ووظائف الجسم الأخرى أثناء النوم، وفي بعض الحالات قد يكون من الممكن مراقبة المصاب وهو نائم في منزله، وتتضمن اختبارات الكشف عن توقف التنفس أثناء النوم ما يأتي:[٤]

  • تصوير النوم الليلي: خلال هذا الاختبار يُوصل المصاب بمعدات تراقب نشاط القلب والرئة والدماغ، وأنماط التنفس، وحركات الساق والذراع، ومستويات الأكسجين في الدم خلال النوم.
  • اختبارات النوم في المنزل: فقد يلجأ الطبيب إلى إجراء اختبارات بسيطة في المنزل لتشخيص توقف التنفس أثناء النوم، وعادةً ما تقيس هذه الاختبارات معدل ضربات القلب، وتدفق الهواء، ومستوى الأكسجين في الدم، وأنماط التنفس.

وإذا كانت نتائج هذه الاختبارات غير طبيعية يختار الطبيب طريقة العلاج المناسبة للمصاب دون إجراء المزيد من الاختبارات، ومع ذلك لا تكتشف أجهزة المراقبة المحمولة جميع حالات صعوبة التنفس أثناء النوم، لذلك قد يستمرّ بإجراء المزيد من الاختبارات حتى لو كانت النتائج الأولية طبيعيّةً.


كيف يتم علاج صعوبة التنفس أثناء النوم؟

يهدف علاج صعوبة التنفس أثناء النوم إلى منع إعاقة تدفق الهواء أثناء النوم، وتتضمن طرق العلاج ما يأتي:[٥]

  • فقدان الوزن: إذ يساعد فقدان بعض الوزن في التخفيف من أعراض صعوبة التنفس أثناء النوم.
  • مزيلات الاحتقان الأنفية: قد تكون هذه الأدوية فعّالةً في التخفيف من الانسداد الخفيف، كما يمكن أن تساعد في التخفيف من الشخير.
  • الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP): هو خط العلاج الأول لانقطاع النفس الانسدادي النومي، ويُستخدم من خلال قناع للوجه يتم ارتداؤه ليلًا، ويساعد هذا القناع على منح تدفق هواء إيجابي رقيق لإبقاء المجاري الهوائية مفتوحةً في الليل، إذ يدعم تدفق الهواء الإيجابي فتح الممرات الهوائية، وهو علاج فعال للغاية لصعوبة التنفس أثناء النوم، وعند اتباعه قد يكون استخدام جهاز الأسنان ضروريًا؛ للحفاظ على الفك السفلي بوضعية أماميّة.
  • ضغط مجرى الهواء الإيجابي ثنائي المستوى (BiPAP أو BPAP): قد يُستخدم ضغط مجرى الهواء الإيجابي ثنائي المستوى في بعض الأحيان لعلاج انقطاع النفس الانسدادي النومي إذا لم يكن علاج CPAP فعالًا، وقد تحتوي بعض هذه الأجهزة على إعدادات تستجيب لطبيعة التنفس، وهذا يعني أنّ الضغط سيكون مختلفًا في الشهيق عنه في الزفير.
  • العلاج بتغيير وضعية النّوم: بما أن الاستلقاء على الظهر يزيد من أعراض صعوبة التنفس عند بعض الأشخاص يمكن أن يكون العلاج بتغيير وضعية النّوم لمساعدة هولاء الأشخاص على تعلم النوم بأوضاع أخرى، وعادةً ما يُستخدم هذا العلاج CPAP بعد مناقشة الخيارات مع الطبيب المختص.
  • الجراحة: تُعدّ جراحة رأب البلعوم (UPPP) من أنواع الجراحات المستخدمة لعلاج صعوبة التنفس أثناء النوم، وهي جراحة تنطوي على إزالة الأنسجة الزائدة من الجزء الخلفي من الحلق، وهذا يساعد على التخفيف من الشخير، إلّا أنه لم يُثبت أنّها تساعد في التخلص من صعوبة التنفس أثناء النوم إلى الأبد، وقد تكون لها بعض المضاعفات، كما قد يُجرى ثقب القصبة الهوائية (Tracheostomymay) كعلاج أخير للحالة، وفي بعض الحالات قد يحتاج المصاب إلى إجراء بعض أنواع الجراحات لتصحيح المشكلات الهيكلية في الوجه وأماكن أخرى عندما لا تستجيب صعوبة التنفس أثناء النوم للعلاجات.


ما هي مضاعفات صعوبة التنفس أثناء النوم؟

قد تسبب صعوبة التنفس أثناء النوم حدوث مجموعة من المضاعفات الخطيرة، منها ما يأتي:[٦]

  • التعب أثناء النهار: قد تؤدي صعوبة التنفس أثناء النوم إلى الاستيقاظ مبكرًا، مما يؤثر على النوم الطبيعي، وهذا يجعل الشخص يشعر بالتعب والنعاس والتهيج خلال النهار، كما قد يجد صعوبةً في التركيز في العمل، وقد يغطّ في النوم خلاله، وقد يزيد ذلك من خطر تعرض الشخص لحوادث السير وحوادث العمل.
  • ارتفاع ضغط الدم وحدوث مشكلات في القلب: إن الانخفاضات المفاجئة في مستويات الأكسجين التي تحدث أثناء توقف التنفس خلال النوم قد تسبب زيادة ضغط الدم وإجهاد جهاز الدّوران، إذ يزيد مرض انقطاع النفس الانسدادي النومي من خطر ارتفاع ضغط الدم، وخطر الإصابة بنوبة قلبية متكررة وسكتة دماغية ومشكلات في عدم انتظام ضربات القلب، مثل الرجفان الأذيني، وإذا كان الشخص مصابًا بمشكلات في القلب فقد تؤدي نوبات متعددة من انخفاض الأكسجين في الدم إلى الوفاة المفاجئة نتيجة عدم انتظام ضربات القلب.
  • داء السكري من النوع الثاني: تزيد صعوبة التنفس أثناء النوم من خطر حدوث مقاومة الإنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • متلازمة الأيض: هي متلازمة ترتبط بمجموعة من المشكلات الصّحية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر في الدم ومستويات الكوليسترول، وزيادة محيط الخصر، وهذا كلّه يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • مضاعفات الأدوية والجراحة: تشكّل صعوبة التنفس أثناء النوم تخوفًا للأطباء من استخدام بعض الأدوية والتخدير العام، فقد يكون الأشخاص المصابون بها أكثر عرضةً للإصابة بالمضاعفات بعد الخضوع لجراحة كبرى؛ إذ يكونون عرضةً للعديد من المشكلات التنفسية، خاصّةً عند التخدير والاستلقاء على ظهورهم.
  • مشكلات الكبد: إنّ الأشخاص الذين يعانون من صعوبة التنفس أثناء النوم أكثر عرضةً للحصول على نتائج غير طبيعية لفحوصات وظائف الكبد، كما قد تظهر علامات تندّب الكبد لديهم.
  • حرمان شريك الغرفة من النوم: إن الشخير بصوت مرتفع قد يمنع الأشخاص الذين يشاركون الشخص غرفة النوم من النوم، وليس من الغريب أن يقوموا بتغيير الغرفة للحصول على قسط من الراحة.


المراجع

  1. "Sleep Apnea", medlineplus,27-4-2020، Retrieved 18-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Sleep Apnea", my.clevelandclinic,3-3-2020، Retrieved 19-6-2020. Edited.
  3. Kathleen Davis, FNP (18-1-2018), "What you need to know about sleep apnea"، medicalnewstoday, Retrieved 19-6-2020. Edited.
  4. Mayo Clinic Staff (25-7-2018), "Sleep apnea"، mayoclinic, Retrieved 19-6-2020. Edited.
  5. Verneda Lights (30-3-2017), "Obstructive Sleep Apnea"، healthline, Retrieved 19-6-2020. Edited.
  6. Mayo Clinic Staff (25-7-2018), "Sleep apnea"، mayoclinic, Retrieved 18-6-2020. Edited.
2794 مشاهدة
للأعلى للسفل
×