صفات الجنتين في آية (ولمن خاف مقام ربه جنتان)

صفات الجنتين في آية (ولمن خاف مقام ربه جنتان)

ذكر الله في كتابه الكريم، جزاء المسلمين من أهل الجنة، ممن خاف مقامه في الدنيا، فَهَمَ بسيئة وتراجع عنها، خوفا من الله -سبحانه جل وعلا-.^[١]

قال -تعالى-: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* ذَوَاتَا أَفْنَانٍ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ* فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ* كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ)،^[٢] وقد ذكرت الآيات صفات عديدة للجنتين منها:

ذواتا أفنان

والأفنان في اللغة جمع فن، والأفنان الألوان، وقيل الأغصان، أي كل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين،^[٣] وقيل في معنى ذواتا أفنان أنهما ذواتا أغصان يتلامس أطراف شجرها ببعضه البعض كالمعروشات،^[٤] وقيل إنها ذواتا ظل أي أغصانها على الحيطان، ومن المعاني التي ذكرت أنها ذات ألوان من الفواكه لتنوعها وتعددها.^[٥]

فيهما عينان تجريان

أي عينين تجريان حصبيهما من الياقوت الأحمر، وحصاتهما المسك، وترابهما الكافور،^[٥] وقيل أيضا بصفة العينين تَجْرِيَانِ بِالْمَاءِ الزُّلَالِ، إِحْدَاهُمَا التَّسْنِيمُ وَالْأُخْرَى السَّلْسَبِيلُ، وقيل إِحْدَاهُمَا مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَالْأُخْرَى مَنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ،^[٦] وهما يجريان ليسقيا الأشجار والأغصان، فينبت الثمار من كل الأنواع والأصناف.^[٧]

فيهما من كل فاكهة زوجان اثنان

أي من كل نوع من الفواكه صنفان أو نوعان أو ضربان، وقيل من كل لون من ألوان الفاكهة زوجان، وهذا من جريان العين فتنبت الثمار المتنوعة.^[٨]

فيهما فرش بطائنها من إستبرق

والاستبرق هو مَا غَلُظَ مِنَ الدِّيبَاجِ، هذا في البطائن غير الظاهرة، فإنها تكون من الإستبرق،^[٩] أما ظاهرها ففيه الكثير من الأقوال كما ذكر المفسرون منها أنها من نور ومنها أنها من رحمة، هذه الفرش أعدت للمتقين للاتكاء عليها ويتنعمون بها، وهي دلالة لعيشهم في ترف.^[٧]

قطوفها دانية ومتدلية

قطوفها وثمارها قريبة متى ما شاءوا تناولوها،^[١٠] لا يرد أيديهم عن الثمار لا بعد ولا شوك، فهي قريبة يتناولها القائم والقاعد والنائم.^[١١]

فيهما الحور العين

فيهما الحور العين المتميزات بصفات خصهن الله بهن، أعدهن للمسلمين الذين يخافون مقام ربهم، ومن هذه الصفات أنهن قاصرات الطرف أي يغضضن أبصارهن عمن سوى أزواجهن، فلا ينظرن إلى غيرهم من الرجال، فهي لا ترى في الجنة أفضل ولا أخير من زوجها، وهذه الصفة يرغبها الرجال بالمرأة، ومنها أيضا لم يمسسهن إنس ولا جان من قبل.^[١٢]

وهن كصفاء الياقوت، والياقوت حجر من الأحجار الكريمة، وبياض المرجان، والمرجان هو صغار اللؤلؤ وهي أشد بياضاً من اللؤلؤ الكبير،^[١٢] في صفاتها أنها شديدة سواد العين، شديدة بياض العين،^[١٣] وكل هذه الصفات بالجنتين التي أعدها الله لمن خافه في الدنيا وعمل من الأعمال الصالحة ما استحق به هذا الجزاء.

المراجع

1. ↑ أبو جعفر الطبري، جامع البيان، صفحة 57. بتصرّف.
2. ↑ سورة الرحمن، آية:46 - 58
3. ↑ الزجاج ، كتاب معاني القران وأعرابه، صفحة 102. بتصرّف.
4. ↑ مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 202 .
5. ^ ^{أ ب} مكي بن أبي طالب، كتابة الهداية في بلوغ النهاية، صفحة 7234. بتصرّف.
6. ↑ ابو محمد البغوي، تفسير البغوي، صفحة 452. بتصرّف.
7. ^ ^{أ ب} ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 503. بتصرّف.
8. ↑ مكي بن أبي طالب، كتاب الهداية إلى بلوغ النهاية، صفحة 7235. بتصرّف.
9. ↑ أبو محمد البغوي، تفسير البغوي، صفحة 453. بتصرّف.
10. ↑ ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 504. بتصرّف.
11. ↑ أبو محمد البغوي، تفسير البغوي، صفحة 453. بتصرّف.
12. ^ ^{أ ب} أبو محمد البغوي، تفسير البغوي، صفحة 454. بتصرّف.
13. ↑ محمد بن اسماعيل البخاري، صحيح البخاري، صفحة 1029. بتصرّف.