صفات الدولفين

كتابة:
صفات الدولفين

الصفات الشكلية للدولفين

يبلغ طول غالبيّة أنواع الدلافين من مترن إلى ثلاثة أمتار، وقد يصل طول أكبر دولفين إلى أربعة أمتار.

ويتميّز جسد الدولفين بامتلاكه زعانف على الأطراف بالإضافة إلى زعنفة مثلثة الشّكل على الظهر، كما يتميّز جلده بأنّه مطاطيّ، وناعم، وملوّن بمزيجٍ من الأسود، والأبيض، والرماديّ، بالإضافة إلى وجود طبقةٍ عازلةٍ من الدّهون تحته.[١]

وفيما يأتي تفصيل للصفات الشكلية للدولفين:

الحجم

يبلغ متوسط طول الدولفين عادةً بين 2-3.9 م، ويزن في المتوسط بين 150-200 كغم، ولكن يختلف حجمه باختلاف أماكن العيش؛ إذ يصل طول الدلافين البرية البالغة إلى 2.7 م، بينما التي تعيش في أحواض الأحياء البحرية والبرك الصناعية، فلا يتعدى طولها 2.6 م تقريبًا.[٢]

ويختلف حجمها أيضًا باختلاف نوعها؛ فمثلًا يصل وزن الدولفين البري الذي يعيش غرب شمال المحيط الأطلسي 284 كغم، والدلافين الكبيرة التي تعيش في المحيط الهادي من الممكن أن يصل وزنها إلى 454 كغم، بينما يصل وزن الدلافين في شرق شمال المحيط الأطلسي إلى 650 كغم، ويعدّ الحد الأقصى لوزن دلافين البرية.[٢]

الجلد

جلد الدولفين أملس ومطاطي، ولا يحتوي على بصيلات شعر أو غدد عرقية، لذلك فهو لا يعرق، وكذلك فإنّ بشرة الجلد الخارجية للدولفين أسمك من بشرة الإنسان بنحو 15-20 مرة، وتتجدد كل ساعتين تقريبًا؛ أي تتبدّل الخلايا الميتة بأخرى جديدة، ويعدّ معدل تقشير الخلايا عنده أسرع 9 مرات من معدل التقشير عند البشر.[٢]

ويتميز ظهر الدولفين بلونه الرمادي، أما بطنه وفكه السفلي فيظهران باللون الأبيض، ويعمل هذا اللون المميز كتمويه يُعرف باسم التظليل المعاكس، فيمتزج من الأعلى مع الأعماق المظلمة، أما من الأسفل فيمتزج مع سطح البحر اللامع، وهذا ما يوفر له الحماية من الحيوانات المفترسة، ويسهّل عليه الحصول على طعامه.[٢]

الزعانف الصدرية

تتشابه الزعانف الصدرية للدولفين مع العناصر الهيكلية الرئيسية للأطراف الأمامية للثدييات التي تعيش على اليابسة ولكن مع بعض التعديلات، إذ تمتلك هذه الزعانف هيكلًا قويًا مدعومًا بواسطة الأنسجة العضلية الضامّة، وتكون منحنية للخلف بعض الشيء، ويبلغ متوسط طولها بين 30-50 سم، وتستخدم زعانفها لتوجيه الحركة أو التوقف.[٢]

الزعنفة الظهرية

تقع الزعنفة الظهرية في منتصف ظهر الدولفين، وتكون منحنية للخلف، وتتكون من النسيج الليفي الضامّ الكثيف، ولا يوجد فيها عظام أو غضاريف أو حتى عضلات، ولكن يوجد فيها شرايين محاطة بأوردة دموية للحفاظ على حرارة جسم الدولفين.

وعلى الرغم من أنه يمكن اعتبارها مهمة للحفاظ على التوازن عند السباحة، إلّا أنّ بعض الدلافين لا يمتلكونها.[٢]

الرأس

تحتوي جبهة الدولفين على منطقة دائرية الشكل تتكون من نسيج دهني، وهي الجزء المسؤول عن تحديد موقع الصدى، وبالتالي تحديد موقع الأشياء تحت سطح الماء أثناء السباحة، وكذلك يقع أمام المنطقة الدائرية زائدة يبلغ طولها حوالي 7-8 سم.[٢]

ويتميز الدولفين بأسنانه المخروطية والمتشابكة التي يبلغ مجموعها بين 72-104؛ موزعة في الفكين العلوي والسفلي، وهي أسنان دائمة لا تُستبدل، وظيفتها الإمساك بالطعام وليس مضغه، إذ يبلع الدولفين طعامه مباشرةً دون مضغ.[٢]

وتقع عيناه على جوانب رأسه بالقرب من زواياه فمه، ويمكن لكل عين أن تتحرك منفصلةً عن الأخرى، وتقع خلفهمها مباشرةً الأذنَيْن على شكل فتحات صغيرة من دون هيكل خارجي، أما للتنفس فيستخدم الدولفين فتحة خاصة موجودة على السطح الظهري للرأس، ومغطاة بغطاء عضلي.[٢]

الصفات السلوكية للدولفين

يعدّ الدولفين كائنًا نشيطًا غالبًا، ولكن يعتمد ذلك أيضًا على الوقت والموسم والظروف الفسيولوجية له،[٣] وفيما يأتي تفصيل للصفات السلوكية للدولفين:

سلوك النوم

يحتاج الدولفين في البرية إلى أن يبقى متيقظًا خلال النوم من أجل الوصول إلى السطح للتنفس، لذلك يكون نصف الدماغ لديه يقظًا بينما يستريح النصف الآخر، ولهذا فإنه ينام فقط 4-60 دقيقة في فترات قصيرة ومتفرقة خلال اليوم.[٣]

ولكن بالنسبة للدلافين التي تعيش في برك خاصة، فإنّهم ينامون نومًا أعمق نوعًا ما، فيُبقون ثقوبهم قريبةً من السطح للتنفس، دون أن يشعروا بالقلق من وجود الحيوانات المفترسة.[٣]

سلوك الهجرة

ينتقل الدولفين خلال هجرته منفردًا أو على شكل جماعات من منطقة إلى أخرى، ويتحرك عادةً باتجاه مستقيم فوق سطح الماء في أثناء الهجرة لتوفير الطاقة الناتجة عن احتكاك الماء بجسمه المغمور، أو لتحديد وجهته بطريقة أفضل، أو للتخلص من الطفيليات الموجودة في جلده، ويتجمع الدلافين عادةً للاستراحة والتنفس خلال الهجرة.[٣]

سلوك التغذية

تتغذى الدلافين منفردةً أو في جماعات للتعاون في التقاط فريسة كبيرة، مما يساعدها على حفظ طاقتها أكثر والحصول على غذاء مناسب في ذات الوقت، ومن ممارساتهم الغريبة والنادرة هي رمي الطعام من أفواههم بسلوك يشبه السعال.[٣]

يختلف طعام الدلافين نسبةً للموقع الجغرافيّ الذي تعيش به، حيث تتناول الأسماك، والقشريات كالروبيان، والحبّار؛ وتُصنّف بأنّها من الحيوانات المفترسة، كما أنّها تفضّل بعض أنواع الأسماك على الآخر؛ فعلى سبيل المثال، تتناول الدلافين البحريّة الأسماك والحبّار، أمّا الدلافين الساحليّة فتفضّل تناول الأسماك، واللافقاريّات القاعيّة.[٤]

سلوك التزاوج

تتميّز الدلافين بانّها حيوانات جنسيّة، وغير أحاديّة الجنس؛ فقد يلتقي الدولفين الواحد بعدّة شركاء خلال فترة حياته، وقد تصبح الدلافين عنيفة مع الدلافين الأخرى خلال فترة التزاوج للحصول على شريك، بالإضافة لمحاولتها لأداء طقوساً مختلفة، والقتال مع بعضها بعضًا.[٥]

كما يمكن أن تحتشد ذكور الدلافين أمام الإناث لمنع تعرّضها للتخصيب من الآخرين في بعض الحالات، بالإضافة إلى إغراء الدلافين الذكور الإناث عن طريق إحضار الهدايا، والغناء، وعرض اللياقة عن طريق الحركات المائيّة البهلوانيّة والمثيرة.[٥]

وغالبًا ما يحدث ذلك في المجموعات الأقل تنافساً، كما تتميّز الدلافين بأنّها يمكن أن تتزاوج بجميع أوقات السّنة، على عكس الحيوانات الأخرى التي تتزاوج خلال موسم التزاوج المحدد فقط.[٥]

السلوك الاجتماعي

تتميّز الدلافين بقدرتها على التواصل على شكل سونار يعمل تحت الماء ويتكوّن من تصفير، فقد تصدر ترددات بعضها فوق الصوتي ولا يمكن للإنسان سماعها؛ الأمر الذي يجعل سلوك الدلافين الاجتماعيّ من بين أكثر سلوكيات المملكة الحيوانيّة تعقيدًا وتطوّراً.[١]

الصفات التكيفية للدولفين

يتمتع الدولفين بالعديد من الصفات التكيفية؛ وأهمّها ما يأتي:[٦]

  • تكيف جلد الدولفين مع المناخ البارد بوجود طبقة سميكة من الدهون، والتي تمده أيضًا بالطاقة عند ندرة الطعام.
  • تكيفت أطرافه إلى زعانف تحتوي على 4 زوائد كالأصابع لتوجيه مساره، ويستخدم الزعنفة الظهرية لتحقيق التوازن، بينما يساعده شكل الذيل في الدفع خلال السباحة.
  • تستطيع بعض الدلافين إبطاء معدل ضربات قلبها للحفاظ على الأكسجين، وهذا ما يساعدها على الغوص عميقًا في المحيطات.
  • تتميز عيون الدلافين ببؤبؤ متضخم، وقرنيات ومقل عيون مسطحة لمرور كميات وفيرة من الضوء عبر عيونهم، وهذا ما يمكنهم من الرؤية بصورة أوضح لما يحيط بهم.

موطن الدولفين

تستطيع الدلافين العيش في المياه المالحة، والعذبة؛ الأمر الذي يساهم في توزيعها بين المياه الاستوائيّة والمياه دون القطبيّة؛ حيث توجد في جميع البحار والمحيطات حول العالم ما عدا بحر آرال، وبحر قزوين.[١]

كما قد توجد في العديد من أنظمة الأنهار الرئيسيّة في قارّة آسيا وأمريكا الجنوبيّة، حيث تقضي بعض الدلافين الساحليّة من دلافين المحيطات وقتًا معقولًا في المياه العذبة، بينما تتوزّع الدلافين الشائعة، ودلافين المنقار في البحار ذات المياه الدافئة، والمعتدلة.[١]

تكاثر الدولفين

تتميّز الدلافين بعدّة خصائص كتنفّس الهواء، والدّم الدافىء، وحمل الأجنّة في الأرحام كغيرها من الثدييات؛ حيث تضع جنينًا واحدًا مرّة من سنة إلى ست سنوات، بالإضافة لإمكانيّة وضع توأم في حالاتٍ نادرةٍ.[٥]

أمّا فترة الحمل فإنّها تختلف اعتمادًا على الأنواع؛ فقد تتراوح بين 9-17 شهرًا،وتُطعم الدلافين أبناءها عن طريق إنتاج عجينة سميكة كالحليب بعد الولادة، وتُرضعها للطفل عن طريق الحلمات.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "dolphin", kids.britannica.com, Retrieved 29-8-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Physical characteristic", seaworld parks & entertainment, Retrieved 27-10-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "DOLPHIN BEHAVIOR", dolphins world, Retrieved 27-10-2021. Edited.
  4. "Diet & Eating Habits", seaworld.org, Retrieved 29-8-2018. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "HOW DO DOLPHINS REPRODUCE?", www.whalefacts.org, Retrieved 29-8-2018. Edited.
  6. "Dolphin", animal spot, Retrieved 27-10-2021. Edited.
4335 مشاهدة
للأعلى للسفل
×