العفة
العفّة صفة إسلاميَّة عالية، تعني أن يعفَّ المسلم نفسه عن الحرام، وعن السبل الموصلة إليه؛ مما يرضاه الله -تعالى-، ويحقق تطبيق الشرع،[١] وهذه الصفة يجب أن يتحلى بها الرجل والمرأة على حدٍ سواء، حتى تكون الفتاة المسلمة ملتزمة بدينها، ومتحرزة من الوقوع في الحرام.
صفات الفتاة العفيفة
لا بدّ من الاتصاف بمجموعة من الصفات الإيمانيَّة الرفيعة لتحقيق معنى العفة؛ فمتى التزمت الفتاة بهذه الصفات تكون فعلاً قد سارت في الطريق الذي أمرها الله -تعالى- به؛ وفيما يأتي بيان هذه الصفات:[٢]
- قوة الإيمان بالله -عزَّ وجل-؛ إذ إنّ الإيمان هو الموجه الأساس لكل سلوك طيب في حياة الإنسان، بل إنّ جملة الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم، رجلاً كان أم امرأة، هي من ثمار الإيمان الصحيح بالله ومن لوازمه في ذات الوقت.
- التحلي بخلق الحياء؛ ابتداءً حياؤها من الله -سبحانه-؛ بالتزام أحكامه وأوامره والانتهاء عن نواهيه، ثم الحياء من خلقه، وكلاهما مطلوب من الفتاة المسلمة.
- المحافظة على الصلاة؛ مستوفية أركانها وشروطها، وتشمل تلك المحافظة الفرائض والسنن.
- بر الوالدين والإحسان إليهما؛ وطلب الدعاء والرضا منهما.
- الإكثار من ذكر الله -سبحانه-؛ والإكثار من الاستغفار.
- المحافظة على اللباس الشرعي؛ وفق المواصفات الشرعيَّة المتعلّقة به.
- الحرص على قيام الليل؛ قيام الليل مدرسة عظيمة في التربية والبناء والتكوين.
- حسن علاقتها بكتاب الله -عزّ وجلَّ-؛ تلاوة وحفظاً، وتدبراً وتطبيقاً.
- الرقابة الذاتيّة؛ حيث تدفعها نحو الطاعات، وتمنعها من الوقوع في المعاصي.
- التأدب بالآداب الرفيعة والأخلاق العالية.
- الحرص على الوقت وعدم إضاعته.
- الاعتدال في المِشيَة.
- غضَّ البصر قدر المستطاع.
- الحرص على الصحبة الحسنة.
- ترك الغيبة والنميمة؛ والترفع عن فضول الكلام.
- القرار والمكث في البيت قدر المستطاع؛ وعدم الخروج منه إلّا لضرورة، فقد قال -تعالى-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)،[٣] وليس الخطاب هنا خاصاً بنساء الرسول -صلى الله عليه وسلّم- فحسب؛ بل لنساء المسلمين عامة؛ لأنَّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
آثار التزام بصفة العفة
إذا التزمت المسلمة بصفة العفّة؛ فإنّ ذلك يعود بالنفع عليها في دينها ودنياها، وفي آخرتها؛ ومن آثار التحلي بصفة العفة ما يأتي:[٤]
- دخول الجنة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (عُرِضَ عليَّ أوَّلُ ثلاثةٍ يَدخُلُونَ الجنَّةَ؛ وذكر منهم: عَفِيفً مُتَعَفِّفٌ).[٥]
- النجاة من النار؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة أعين لا تمسهم النار: عين باتت تحرس في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله، وعين عفت عن محارم الله).[٦]
- النجاة من الابتلاءات؛ وخير دليل على قصة الثلاثة الذين أغلقت عليها الصخرة باب الغار؛ فتوسل كلّ واحد منهم بعمله الصالح؛ حتى قال الشاب العفيف: (اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي ابْنَةُ عَمٍّ، مِن أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وأَنِّي رَاوَدْتُهَا عن نَفْسِهَا فأبَتْ، إلَّا أنْ آتِيَهَا بمِئَةِ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا حتَّى قَدَرْتُ، فأتَيْتُهَا بهَا فَدَفَعْتُهَا إلَيْهَا، فأمْكَنَتْنِي مِن نَفْسِهَا.. فَقُمْتُ وتَرَكْتُ المِئَةَ دِينَارٍ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّهُ عنْهمْ فَخَرَجُوا).[٧]
- حصول العون من الله؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ -عزَّ وجلَّ- عونُهم؛ منهم: النَّاكحُ الذي يريدُ العفافَ).[٨]
- طمأنينة النفس، وشعورها بالسعادة.
- أمن المجتمع وترابطه وتماسكه؛ نظراً للدور العظيم الذي تقوم به الفتاة المسلمة من منعها للفساد، وعدم التشجيع عليه، فصلاح الفتاة صلاح للمجتمع، وفسادها فساد للمجتمع.
- إحياؤها لقيم الفضيلة والطهارة.
المراجع
- ↑ [محمد المكي الناصري]، التيسير في أحاديث التفسير، صفحة 131. بتصرّف.
- ↑ "كيف تكونين عفيفة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:33
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 409. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1642، حسن.
- ↑ رواه الطبراني، في المعجم الكبير، عن معاوية بن حيدة، الصفحة أو الرقم:416، قال الألباني حسن لغيره.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3465، صحيح.
- ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3218، حسنه الألباني.