صفات المتقين التي ذكرت بالقرآن

كتابة:
صفات المتقين التي ذكرت بالقرآن

التقوى

التقوى في اللغة من الوقاية، أي ما يتخذه الإنسان وسيلةً لحماية نفسه من الأذى، ومصدرها الاتّقاء من الفعل وقى، أمّا معناها الاصطلاحي في الشرع فهي أن يجعل العبد حاجزًا بينه وبين كل المحرّمات التي نهى الله تعالى عنها، وأن ينفذ ما أمره الله تعالى به، ويجتنب ما نهاه عن فعله، فيتقي بأعماله الصالحة عذاب ربّه وغضبه وسخطه، فيعمل بأحكام التشريع مُستعدًا بذلك للحساب يوم القيامة، وسيكون هذا المقال عن صفات المتقين التي ذكرت بالقرآن الكريم.[١]

صفات المتقين التي ذكرت بالقرآن

في الحديث عن صفات المتقين التي ذُكرت بالقرآن الكريم، فقد جاء ذكر صفات المتقين في مواضع عديدة في سور القرآن الكريم، التي ذكرت في مطالع سورة البقرة وفي آيات أُخرى من السورة، والتي ذكرت في سورة آل عمران، وفيما يأتي ذكر صفات المتقين التي ذكرت بالقرآن الكريم وأعمالهم التي كانت سبب سعادتهم في دنياهم وستكون سبب نجاتهم في الآخرة:

صفات المتقين في سورة البقرة

مما جاء في صفات المتقين التي ذكرت بالقرآن الكريم صفاتهم في سورة البقرة، هي إيمانهم بالغيب، وإقامتهم للصلاة، وإنفاقهم وصدقاتهم في سبيل الله، وإيمانهم الخالص بالقرآن الكريم والكتب السماوية، وكذلك إيمانهم بالآخرة والبعث والنشور،[٢] وكان ذلك في قوله تعالى: {الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[٣]جاء من صفات المتقين في سورة البقرة أيضًا، وهي إيمانهم بالله عزّ وجل، وإيمانهم بملائكته وكتبه ورسله، وأمانتهم فهم يُعطون كل ذي حقٍّ حقّه من اليتامى والمساكين والأقربين والمسافرين، ويعتقون الرقاب لوجه الله تعالى، ويقيمون الصلاة ويأتون الزكاة، ويصبرون على الحاجة والفقر والمرض في أيام الجهاد في سبيل الله، كما أنّهم يوفون بعهودهم إذا عاهدوا، وهم صادقي القول والفعل،[٢]وذلك في قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.[٤]

صفات المتقين في سورة آل عمران

وممّا جاء من صفات المتقين التي ذكرت بالقرآن الكريم، صفاتهم في سورة آل عمران، بأنّهم يتوسلون الله تعالى أن يغفر لهم، ويدعونه سبحانه ويرجونه أن يعتق رقابهم من النار، كما أنّ المتقين يصبرون على مشقة الطاعة والبعد عن المحرمات، ويصبرون على القضاء والقدر بخيره وشرّه، ويصدقون في حديثهم وفعلهم، وينفقون في سبيل الله في السرّاء والضراء ويعينون كل محتاج وفقير، ويحيون ليلهم وأسحارهم بالاستغفار والذكر والصلاة،[٥] وكان ذلك في قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ* الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ[٦]وممّا جاء من صفات المتقين في سورة آل عمران أيضًا إنفاقهم في يُسرهم وعُسرهم وجميع أحوالهم، وكظمهم الغيظ وصبرهم على كل من يُسيء إليهم، فلا يُفكرون في الانتقام لأنفسهم، فيعفون عن كل مسيء إليهم سواء بفعل أو بقول، ويُجددون توبتهم دائمًا ويستغفرون الله تعالى في حال ارتكابهم معصية ما، فلا يصرّون على ذنوبهم،[٥]وذلك في قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.[٧]

ثمرات التقوى

بعد معرفة معنى التقوى، وصفات المتقين التي ذُكرت بالقرآن الكريم، لا بدّ من التعرّف على ثمرت التقوى، وما يجنيه المتقون من الثواب في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي ذكر لأهمّ ثمرات التقوى:[٨]

  • يجني المتقون محبة الله عزّ وجل لهم، وقد ورد ذلك في قوله تعالى في سورة التوبة: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}.[٩]
  • يجني المتقون رحمة ربهم بهم في الدنيا ويوم القيامة، وجاء ذلك في قوله تعالى في سورة الأعراف: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ}.[١٠]
  • يجد المتقون عون الله لهم وتأييده ونصره في كل أحوالهم، وجاء ذلك في قوله تعالى في سورة النحل: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.[١١]
  • تبعث التقوى في قلوب المتقين نور الهدى والإيمان فتقوى بصيرتهم، فيميّزون بذلك الخبيث من الطيّب، وورد ذلك في قوله تعالى في سورة الحديد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.[١٢]
  

المراجع

  1. "التقوى "، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "صفات المتقين في ظلال القرآن الكريم (1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية: 1-5.
  4. سورة البقرة، آية: 177.
  5. ^ أ ب "صفات المتقين في ظلال القرآن الكريم (2)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  6. سورة آل عمران، آية: 15-17.
  7. سورة آل عمران، آية: 133-136.
  8. "تقوى الله فضلها وثمراتها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  9. سورة التوبة، آية: 4.
  10. سورة الأعراف، آية: 156.
  11. سورة النحل، آية: 128.
  12. سورة الحديد، آية: 28.
4585 مشاهدة
للأعلى للسفل
×