محتويات
صحابة رسول الله
التف حول النبي -عليه الصلاة والسلام- في مسيرة دعوته عددٌ من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقد كانت سيرتهم مثالاً ونموذجاً يُحتذى به في أخلاقهم وقيمهم النبيلة؛ التي ترجموها واقعاً عملياً في حياتهم ومواقفهم في الإسلام.
وقد تميز بعضهم بصفات عرفوا بها، وظلت مرافقةً لهم حتّى بعد وفاتهم، وفي هذا المقال سنذكر بعض صفات الصحابة، وأبرز من عُرف بها.
صفات بعض الصحابة
صدق اللهجة
من بين الصحابة الذين تميزوا بهذه الصفة الحسنة الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-؛ الذي وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (ما أقلَّتِ الغبراءُ، ولا أظلَّتِ الخضراءُ، من رجلٍ أصدقَ لَهجةً من أبي ذرٍّ)؛[١]وقد ترجم هذا الصحابي تلك الصفة في واقع حياته؛ إذ كان أبو ذر -رضي الله عنه- شديد الزهد في الدنيا، وفيّاً صادقاً.[٢]
الشجاعة
تميز العديد من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصفة؛ حيث كانوا يمتلكون في نفوسهم قوةً وإقداماً عجيباً، جعلهم يقتحمون ساحات الوغى من غير خوفٍ أو وجل، ومن بين من برز وعُرف بهذه الصفة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.[٣]
الذي كانت سيرته حافلةً بالبطولات والمواقف التي أظهر فيها شجاعته الفائقة؛ ففي غزوة الأحزاب تصدّى علي -رضي الله عنه- لأشجع وأقوى فرسان قريش، وهو عمر بن عبد ود العامري عندما أراد اقتحام الخندق؛ فأرداه قتيلاً.[٣]
الكرم في البذل والعطاء
من بين الصحابة الذين اشتهروا بهذه الصفة الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، والذي كانت له مواقف كثيرة في البذل والعطاء، والإنفاق في سبيل الله -تعالى-، فقد جهّز -رضي الله عنه- ثلث جيش العسرة في غزوة تبوك، كما اشترى بئر رومية وجعلها وقفاً للمسلمين؛ عندما هاجروا إلى المدينة المنورة.[٤]
التواضع
كان صحابة رسول الله متواضعين؛ لا يستعلون على الناس بمكانتهم أو سلطاتهم، أو ما يمتلكون من أموال، ومن الأمثلة على ذلك الخليفة عمر الفاروق -رضي الله عنه-؛ الذي لم تغره السلطة التي امتلكها حينما كان أميراً للمؤمنين، حيث كانت حياته مثالاً في التواضع ولين الجانب، فقد كان يلبس كلباس العامة، ولا يخصّ نفسه بشيءٍ دونهم.[٥]
ومن أبرز قصص تواضعه عندما كان يستمع إلى نصائح العامة بأن يتقي الله في الرعية، وأن يستمع لم يتدارك عليه بعض الأمور؛ ففي أحكام المهور استشار عمر الناس في المسجد؛ فقامت امرأة وردّت رأيه أمام الناس؛ فقال: "أخطأ عمر وأصابت امرأة".[٦]
التسامح
كان صحابة رسول الله متسامحين عافين عن الناس؛ لا يُضمرون الحقد لأحدٍ من الناس، وممن اشتهر في ذلك الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-؛ الذي كان ينفق على مسطح بن أثاثة بسبب فقره.
وحينما خاض مسطح مع الذين خاضوا في حادثة الإفك؛ حلف أبو بكر -رضي الله عنه- أن لا ينفق عليه أبداً، فنزل في ذلك قوله -تعالى-: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)؛[٧] فعفى أبو بكر الصديق عن مسطح وعاد إلى الإنفاق عليه.[٨]
المراجع
- ↑ رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:127، صححه الألباني.
- ↑ [سعيد حوى]، الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية، صفحة 1804. بتصرّف.
- ^ أ ب [أكرم العمري]، عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين، صفحة 88. بتصرّف.
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 109. بتصرّف.
- ↑ [محمد حسن عبد الغفار]، شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ [إبراهيم زيد الكيلاني]، الرأي العام في المجتمع الإسلامي، صفحة 259. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:22
- ↑ [محمد نصر الدين محمد عويضة]، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 697. بتصرّف.