محتويات
صفات زينب بنت الرسول
البر بوالدها النبي الكريم
ولدت زينب -رضي الله عنها- وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يبلغ من العمر حينئذ ثلاثين عاماً، ولأنَّ ولادتها كانت بعد القاسم فهي تُعدّ أكبر بنات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد أسلمت -رضي الله عنها- مع إسلام أمّها وأخواتها،[١][٢] وهاجرت بعد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقبل ست سنين من اعتناق زوجها الإسلام،[٣][٤] وتجدر الإشارة إلى أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم- كان مُحبّا لها حباً شديداً.[٢]
الصبر وتحمّل الأذى
أرادت زينب -رضي الله عنها- اللَّحاق بأبيها والهجرة إليه نحو المدينة وكان ذلك بعد غزوة بدر، وعندما عزمت على الرحيل تعرّض لها رجال من قريش بُغية إرجاعها ومنعها من الهجرة؛ حيث أخذ هبار بن الأسود يطعن ناقتها برماحه حتى ماتت، فسقطت -رضي الله عنها- وكانت حينئذ حاملاً فبدأت تنزف، فأسرعت إليها هند لإنقاذها من أيدي رجال قريش، وضمّتها إليها، وبعد ذلك أخذتها عندها.[٥][٦]
وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد أمر زيد بن حارثة -رضي الله عنه- بالذهاب إلى مكة ليأتيه بزينب، وأعطاه خاتمه ليُعطيه إليها، فانطلق زيد -رضي الله عنه- نحو مكة حتى وجد راعياً عند غنم زينب -رضي الله عنها- فأعطاه الخاتم وطلب إليه أن يُعطيه لزينب دون أن يعلم أحد بذلك، ففعل الراعي ما طُلب منه، فما كان من زينب سوى أن تسأل الراعي عن مكان الرجل الذي أعطاه الخاتم فأخبرها، وعندما جنّ الليل خرجت نحو زيد وركبت معه حتى أوصلها إلى المدينة عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٦]
لوفاء للزوج
عندما أسلمت زينب -رضي الله عنها- رفض زوجها أبو العاص الدّخول في الإسلام، وحارب مع المشركين في غزوة بدر وأُسر فيها،[٧] وبعد أن علمت زينب بأسره بعثت مالاً لفداء زوجها وكان في ذلك المال قلادة لخديجة -رضي الله عنها- كانت قد أعطتها لابنتها زينب حين تزوجت، فتأثّر رسول الله عندما رآها وقال لأصحابه: (إن رأيتُمْ أن تُطلقوا لَها أسيرَها، وتردُّوا علَيها الَّذي لَها، فقالوا: نعَم)،[٨] فأُطلق سراح أبي العاص، وقبل أن يرجع إلى مكة طلب إليه رسول الله أن يُرسل إليه ابنته زينب، وأخذ عليه عهداً بذلك.[٩][١٠]
وعندما وصل أبو العاص مكة فعل ما طلبه إليه رسول الله وأرسل زينب إليه، وبقي في مكة مشركاً إلى ما قبل فتح مكة؛ حيث خرج في قافلة إلى الشام للتجارة فقُبض عليها من قِبَل سرية تابعة لرسول الله وتمّ أخذ ما فيها من أموال، وأسر من كان فيها ومن ضمنهم أبي العاص، والذي دخل على زينب ليلاً يستجير بها فأجارته، وفي الصباح أقبلت على الناس بعد أنهى رسول الله صلاته وأعلنت إجارتها لأبي العاص فقبل رسول الله إجارتها وأمرها أن تحسن ضيافته، وطلب إلى أصحابه ردّ ماله عليه ففعلوا ذلك، وعاد أبو العاص إلى مكة، وأعطى قريشاً مالها، وبعد ذلك أعلن إسلامه.[١١]
تعريف بزينب بنت الرسول
هي زينب بنت محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وأمّها خديجة -رضي الله عنها-،[٧]تزوجت من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع وأنجبت له علي وأمامة،[١٢][١٣] وكانت وفاتها -رضي الله عنها- في الثامنة للهجرة،[١٤][١٥] حيث صلّى عليها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن تكفّلت بغسلها أم أيمن، وسودة بنت زمعة، وأم سلمة -رضي الله عنهن-.[١٦]
المراجع
- ↑ أبو مدين الفاسي (1425)، مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 118. بتصرّف.
- ^ أ ب الطبري (1356)، ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى، القاهرة:مكتبة القدسي، صفحة 156. بتصرّف.
- ↑ ابن القيم الجوزية (1418)، أحكام أهل الذمة (الطبعة 1)، الدمام:دار رمادى، صفحة 671، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى (1416)، الأساس في السنة وفقهها (الطبعة 3)، القاهرة:دار السلام، صفحة 1380، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ شحاتة صقر، دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ، الاسكندرية:دار الفتح الإسلامي، صفحة 544، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب الطبري (1356)، ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى، القاهرة:مكتبة القدسي، صفحة 157-158. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 736. بتصرّف.
- ↑ رواه الالباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2692 ، حسن.
- ↑ موسى العازمي (1432)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 470، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ المطهر المقدسي، البدء والتاريخ، بور سعيد:مكتبة الثقافة الدينية، صفحة 18، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ الطبري (1356)، ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى، القاهرة:مكتبة القدسي، صفحة 158-159. بتصرّف.
- ↑ ابن منظور (1402)، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 262، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة 15)، بيروت:دار العلم للملايين، صفحة 67، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ يوسف القرطبي (1412)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (الطبعة 1)، بيروت:دار الجيل، صفحة 1853، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ موسى العازمي (1432)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 547، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ أبو مدين الفاسي (1425)، مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 119. بتصرّف.