محتويات
صفات سعد بن أبي وقاص
صفات سعد بن أبي وقاص الخلْقية
وصفت عائشة بنتُ سعد بن أبي وقاص أباها بقولها: "إنه كان رَجُلاً قصيراً، دحداحاً أي كبير البطن، غليظاً، ذا هامة، شثن الأصابع" والشثن هو الغليظ الخشن، ورويَ عن عامر بن سعد في وصفه: "إنه كان أجعد الشعر، كثير شعر الجسد، طويلاً، وفقد بصره في آخر حياته"،[١] ، آدماً، أفطس الأنف ، يُخضبُ السواد.[٢][٣]
صفات سعد بن أبي وقاص الأخلاقية
اتصف الصحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بالكثير من الصفات الأخلاقيّة الحميدة، ومنها ما يأتي:[٤][٥]
- الزُّهد: اتصف سعد بالزُهد والبُعد على الدُنيا على الرغم من غناه، فقد كان المال في يده ولم يكُن في قلبه، واستعملهُ في طاعة الله -تعالى-، وأنفقه في سبيله، وأوصى بثُلثي ماله لله -تعالى-، فأمره النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أن يوصي بالثُلث فقط.[٦]
- بره بأُمّه: وذلك بعد أن أسلم فقررت أُمّه ألا تأكُل ولا تشرب حتى تموت أو أن يرجع سعدٌ عن دينه، فأنزل الله -تعالى- فيه قوله: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)،[٧] ووصفه عمرو بن معد يكرب بقوله: "إنه شديد التواضع، شُجاعاً، وعادلاً، وعطوفاً".
- التواضع: فقد اتصف سعد بتواضعه على الرغم من أنّه كان القائد العام للقوات الإسلاميّة في الجبهة الشرقيّة.
- الشجاعة: فقد كان يُلقب بالأسد في براثنه؛ لقوته وشجاعته، وكان يتوسع في الفُتوحات الإسلاميّة، ولا يخشى الأعداء، وكان أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله -تعالى-.
- العدل: وظهرت هذه الصفة في شخصيته كثيراً، وذلك بعد أن حكم على نفسه في قضية الفتنة بين علي ومُعاوية، وعزل نفسه من المُشاركة في أي منهما.
- الرحمة: وذلك بعد أن رأى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- يعطف ويرحم أصحابه، فتحلّى بهذه الصفة مع جُنوده.
مناقب سعد بن أبي وقاص
اتصف سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بالكثير من المناقب والفضائل، ومنها كما يأتي:[٨][٩]
- أحد العشرة المُبشرين بالجنة، كما كان أحد الستة من أصحاب الشورى الذين اختارهم عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليختاروا الخليفة فيما بينهم، كما أنه أحد الأشخاص الذين توفيّ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وهو عنه راضٍ.
- أحد الصحابة الذين شهد لهم النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بالصّلاح، كما أنه كان مُستجاب الدُعوة، ببركة دُعاء النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بأن يكون مُستجاب الدعوة، وذكرت الروايات الكثير من القصص التي تدُل على ذلك.
- أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله -تعالى- من العرب، وأول من أراق دماً في الإسلام، وذلك بعد أن قام أحدُ المُشركين بالإستهزاء بالمُسلمين وهم يُصلّون، فقام إليه سعد وضربه، فجرحه في أسنانه، فكان أول دم هريق في الإسلام، كما أنه كان من فُرسان الصحابة وشُجعانهم.
- الصحابيّ الوحيد الذي كان النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- يجمع له أباه وأمه، فقد قال له في يومِ أُحد: "ارمِ سعد فداك أبي وأُمّي"، وذات يومٍ أخبر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أن أول من يدخُل من هذا الباب فهو من أهل الجنة، فكان سعد -رضي الله عنه-.
- أحد الصحابة الذين أنزل الله -تعالى- فيهم آياتٌ في القُرآن الكريم، وذاتَ يومٍ تمنّى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أن يقوم أحدٌ بِحراسته، فجاءه سعد وأخبره أنه يُريدُ أن يحرُسه.
المراجع
- ↑ عبد الله الدينوري (1992)، المعارف (الطبعة الثانية)، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 243، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ جمال الدين أبو الفرج الجوزي (1992)، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك (الطبعة الأولى)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 281، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ أبو القاسم الطبراني (1994)، المعجم الكبير (الطبعة الأولى)، الرياض، دار الصميعي، صفحة 137-138، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمود شلبي (1990)، حياة سعد بن أبي وقاص بطل القادسيّة (الطبعة الأولى)، بيروت، دار الجيل، صفحة 361-364، 378-386. بتصرّف.
- ↑ صلاح عبد الفتاح الخالدي (2003)، سعد بن أبي وقاص السباق للإسلام، المُبشر بالجنة والقائد المُجاهد (الطبعة الأولى)، دمشق، دار القلم، صفحة 13-15. بتصرّف.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 589، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 8.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 578، 580، 583، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أحمد الساعاتي، الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ومعه بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني (الطبعة الثانية)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، صفحة 247-250، جزء 22. بتصرّف.