صفات يأجوج ومأجوج

كتابة:
صفات يأجوج ومأجوج

صفات يأجوج ومأجوج

يمكننا استنباط صفاتهم الجسدية والمظهرية من الحديث النبوي الشريف؛ الذي يرويه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً كأن وجوههم المجان المطرقة).[١]

وفي رواية: (صغار الأعين، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة)،[١] ويمكننا تلخيص هذه الصفات على النحو الآتي:[٢]

  • أعينهم صغيرة الحجم.
  • وجوههم عريضة غليظة، مستديرة، كثيرة اللحم.
  • أنوفهم قصر، مع استواء الأرنبة وغلظها.
  • يصنعون نعالهم من الشعر، أو أنهم يطيلون شعرهم حتى تصير أطرافه عند أرجلهم بموضع النعل من طوله.

وقيل إن هذه الصفات قد انطبقت على المغول؛ الذين اجتاحوا العالم الإسلامي في القرن السابع الهجري، على حسب أقوال بعض أهل العلم.[٢]

من هم يأجوج ومأجوج

يرى ابن حجر العسقلاني أنهما قبيلتان من أبناء يافث بن نوح -عليه الصلاة والسلام-، من نسل سيدنا آدم -عليه الصلاة والسلام-، وقيل: إن اسم يأجوج ومأجوج اسم أعجمي، وقيل: عربي أخذ من أجيج النار وهو التهابها، وقيل: من الأجاج وهو الماء الشديد الملوحة، وقيل: من الأج وهو سرعة العدو، وقيل: من الأجة بالتشديد، وهي الاختلاط والاضطراب.[٣]

وهم الآن محصورون في السد الذي بناه ذو القرنين؛ في فترة حكمه وسفره لنشر الحق ومحاربة الظالمين، عندما استنجد به جيرانهم لإفسادهم، فقام ببناء سد بين جبلين باستخدام الحديد والنحاس المذاب؛ فلم يستطيعوا أن يخرجوا منه، وقد كانوا محاطين من الجهات الأخرى بالبحار العظيمة والجبال الضخمة، وسيبقون على هذا الحال حتى اقتراب قيام الساعة.[٤]

وعددهم هائل لدرجة أنهم يشكلون (999) شخصاً من كل ألف؛ وذلك لما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث بين في حديث نبوي أن الله -سبحانه وتعالى- يأمر سيدنا آدم -عليه الصلاة والسلام- يوم القيامة أن يخرج نصيب الجنة ونصيب النار من أبنائه.[٣]

ويعرِّفه الله -عز وجل- أن من كل ألف يذهب واحدٌ إلى الجنة، والبقية إلى النار؛ فلما سمع الصحابة ذلك شق عليهم، فبين لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن (999) من قوم يأجوج ومأجوج، والحديث ثابت في صحيح البخاري؛ عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.[٣]

خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان

إن يأجوج ومأجوج سيخرجون بعد أن يقتل سيدنا عيسى بن مريم -عليه الصلاة والسلام- المسيح الدجال؛ حيث يوحي إليه الله -سبحانه وتعالى- أنه قد أخرج عباداً لا قوة لأحد على قتالهم؛ فيخرجون من كل موضع مرتفع.[٥]

ويأتون مسرعين بأعدادهم الهائلة، فيمر أوائلهم على بحيرة طبريا في الأردن؛ فيشربون ما فيها من ماء حتى إذا مر آخرهم على البحيرة وقد شرب ماؤها؛ فيقولون: "لقد كان في هذه مرة ماء".[٥]

ثم يسيرون حتى يصلون إلى جبل بيت المقدس؛ فيقولون: "لقد قتلنا من في الأرض هلمّ فلنقتل من في السماء"، فيرمون سهامهم إلى السماء فيردها عليهم الله -سبحانه وتعالى- وقد تخضبت بالدم فتنة لهم.[٥]

وينحصر سيدنا عيسى -عليه الصلاة والسلام- بأصحابه في جبل الطور، ويضيق عليهم الحال فيبتهل عيسى -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه إلى الله -تعالى-؛ أن يهلك يأجوج ومأجوج، فيهلكهم بقدرته -عز وجل-.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2929، صحيح.
  2. ^ أ ب الدرر السنية (1443)، "شروح الحديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 11/2/2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت عبد الله الغفيلي (1422)، أشراط الساعة (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية:وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، صفحة 129. بتصرّف.
  4. ابن كثير (1988)، البداية والنهاية (الطبعة 1)، صفحة 128، جزء 2. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث محمد العثيمين (1413)، مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ العثيمين، صفحة 213-214، جزء 6. بتصرّف.
4334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×