صفات يحيى عليه السلام

كتابة:
صفات يحيى عليه السلام

صفات النبي يحيى -عليه السّلام-

صفاته الخَلقية - هيأته

كان يحيى -عليه السلام- جميل الوجه،[١] لَيِّناً، قليل الشعر، قصير الأصابع، طويل الأنف، مقرون الحاجبين، رقيق الصوت، كثير العبادة،[٢] قويَّ الطاعة،[٣] أقرن الحاجبين.[٤]


صفاته الخُلقية

كان يحيى -عليه السلام- نبيّاً، وسيداً كريماً، وحصوراً؛ أي يمنع نفسه عن الشهوات، ويَملك نزعات نفسه، ووصفه الله بقوله: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ)،[٥][٢] كما وصفه الله -تعالى- بالتقوى، وأنَّه كان باراً بوالديّه، وطاهراً نظيفاً، قويّاً في الحقَّ، فقال الله -تعالى- عنه: (وَحَنانًا مِن لَدُنّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا* وَبَرًّا بِوالِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبّارًا عَصِيًّا)،[٦][٧]


أعطاه الله -تعالى- العلم والحكمة وهو صغير، وجاء عن عبد الله بن مُبارك، قال معمر: "قال الصبيان ليحيي بن زكريا: اذهب والعب معنا"، فقال: "ما للعب خُلقنا"، وأعطاه الله -تعالى- الحُكم وهو صبي، فكان مُباركاً للناس؛ يهديهم إلى الخير، ويُبعدُهم عن المعاصي،[٨] كما أنَّه كان مُقبلاً على الخير، مُجتهداً فيه مُنذُ صِغره، وأعطاه الله -تعالى- الفهم، والعلم، والعزم،[٩] قال قتادة: "كان عُمره آنذاك ثلاث سنين"، وجاء عن ابن عباس: "أنَّه كان سبع سنين".[١٠]


كما أنَّه كان ذا شفقةٍ ورحمة، ومحبَّة، ومن صفاته أنَّه كان مُحبَّاً للخير، وطائعاً الله -تعالى-، مُتواضعاً، بعيداً عن المعاصي، والتكبُّر على الناس،[١١] كما أنَّه كان نبيّاً ذا حنانٍ وعطف،[١٢] مُحبَّاً للطهارة من الإثم والذُنوب، مُجتنباً للمُحرَّمات،[١٣] كثير البِرِّ بوالديّه والإحسان إليهما، بعيداً عن الطُغيان والتكبُّر،[١٤] مُتواضعاً للناس، فقد وصفه الله -تعالى- بأنَّه لم يكُن جبَّاراً عصياً؛[١٥] أي لم يكُن جبَّاراً إذا غضب، فلم يكن حينها ليقتل، أو يظلم، أو يشتم، أو يعتدى.[١٦]


التعريف بالنبي يحيى عليه السلام

يُعدُّ يحيى ابن زكريا -عليهما السلام-، وهو أوّل من تسمّى بيحيى، ومات مقتولاً في حياة أبيه؛ فكان شهيداً، والشُهداءُ أحياءٌ عند ربهم، فناسب الاسم المسمَّى، وهو ابنُ خالة عيسى -عليه السلام-، ويذكُر أهلُ التاريخ أنّه مات صغيراً،[١٧] وورد ذكره في القُرآن خمس مرات، في سور: آل عمران، والأنعام، وفي مريم مرتين، والأنبياء، وذكر القُرآن أنَّه كان تقياً صالحاً مًنذُ صغره،[١٨] ولد قبل المسيح بستَّةِ أشهُر، وسمّاهُ أبوه زكريا بيحيى؛ بشرى في أن يُعمِّر طويلاً، ودليلٌ على أنَّ قلبه حيٌّ بالمحبَّة، والطاعة، والذكر، والعلم، والعِصمة.[٢]


وجاء عن ابن إسحاق أنَّه ابنُ خالة أمُّ عيسى مريم -عليها السلام-، وَوُلِد قبل عيسى -عليه السلام- بثلاث سنين، وقيل: ستَّة أشهر، وقيل أنَّ يحيى هو من صبغه -عمَّده وغمسه في نهر الأردن-،[١٩] وكان أوّل من آمن بعيسى -عليه السلام-،[٢]وكانت ولادة يحيى -عليه السلام- من المُعجزات؛ حيثُ وُلد من أُمٍّ عاقر، وأبٍ كبير، وذكر الله -تعالى- ذلك بقوله: (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا* قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا).[٢٠][٢١]


ولما وُلد سمّاه أبوه يحيى؛ لأنَّ الله -تعالى- أحياه بالنبوّة والإيمان، وقيل لأنّ الله -تعالى- أحيا به الناس بالتديّن،[٢١] وقُتل يحيى في حياة أبيه، وكان ذلك على يد جُنود الملك الطاغية هيرودس وهو يُصلِّي في المحراب، بعد أن بيّن له حُرمة زواجه من ابنه أخيه.[٢٢]


المراجع

  1. عبد الرحمن السيوطي، الدر المنثور، بيروت:دار الفكر، صفحة 489، جزء 5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، صفحة 464. بتصرّف.
  3. مجد الدين الفيروزآبادي (1973)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، القاهرة:المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 95، جزء 6. بتصرّف.
  4. أبو عبد الله الحاكم (1990)، المستدرك على الصحيحين (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 647، جزء 2. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية:39
  6. سورة مريم، آية:13-14
  7. محمد سليمان المنصورفوري، رحمة للعالمين (الطبعة 1)، الرياض:دار السلام للنشر والتوزيع، صفحة 541. بتصرّف.
  8. وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 63، جزء 16. بتصرّف.
  9. أسعد حومد، أيسر التفاسير، صفحة 2262. بتصرّف.
  10. شمس الدين بن عبد الله (2013)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة 1)، دمشق:دار الرسالة العالمية، صفحة 299، جزء 2. بتصرّف.
  11. وهبة الزحيلي (1422)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 1465-1466، جزء 2. بتصرّف.
  12. وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 63، جزء 16. بتصرّف.
  13. أسعد حومد، أيسر التفاسير، صفحة 2263. بتصرّف.
  14. أسعد حومد، أيسر التفاسير، صفحة 2264. بتصرّف.
  15. وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 64، جزء 16. بتصرّف.
  16. محمد الكتاني، تفسير القرآن الكريم، صفحة 2، جزء 20. بتصرّف.
  17. صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 21، جزء 10. بتصرّف.
  18. وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 62، جزء 16. بتصرّف.
  19. أبو بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري (1994)، كنز الدرر وجامع الغرر، صفحة 249، جزء 2. بتصرّف.
  20. سورة مريم، آية:7-8
  21. ^ أ ب وهبة الزحيلي (1422)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 1462-1463، جزء 2. بتصرّف.
  22. أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، صفحة 465. بتصرّف.
3570 مشاهدة
للأعلى للسفل
×