ما هي أهم آداب صلاة عيد الأضحى؟

كتابة:
ما هي أهم آداب صلاة عيد الأضحى؟

الاستعداد للصلاة من الليلة قبلها

على مَن يريد حضور صلاة العيد مراعاة عدد من السنن والآداب التي تتناسب مع هذه المناسبة السعيدة، ومن أبرزها ما سيأتي بيانه:

  • قيام الليلة -قبل صلاة العيد- بأنواع العبادات والقربات، كذكر الله والصلاة والتسبيح وقراءة القرآن وغيرها مما يعين على الاستعداد النفسي للتهيؤ لمناسك صلاة عيد الأضحى؛ فيقبل عليها بقلب منشرح، وقد روي في حديث يؤخذ به في فضائل الأعمال: (مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ،لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ)،[١] وقد اتفق الفقهاء على ندب قيام ليلتي العيدين.[٢]
  • الجهر بالتكبير بعد الصلوات الخمس، قبل أداء صلاة العيد بيوم كامل؛ لأن التكبير يبدأ من فجر يوم عرفة -أي التاسع من شهر ذي الحجة- ويستمر حتى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق.[٣]

الاغتسال والتجمُّل

وبعد أداء صلاة فجر ليلة العيد، والاستعداد النفسي لأداء صلاة العيد، ينبغي على المصلي الاستعداد البدني بالاغتسال والتجمُّل بأجود الملابس والتطيب، قبل الخروج إلى المصلى، بحسب التفصيل الآتي بيانه:

  • من هدي السلف في ذلك ما تحدث الحسن بن علي بن أبي طالب عن آداب صلاة العيد التي علمهم إياها الرسول الكريم، فقال: (أمَرَنا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنْ نَلبَسَ أجْوَدَ ما نَجِدُ، وأنْ نُضحِّيَ بأسَمَنِ ما نَجِدُ، البقرةُ عن سَبعةٍ، والجَزورُ عنِ عَشرةٍ، وأنْ نُظهِرَ التكبيرَ، وعلينا السَّكينةُ والوَقارُ)،[٤] وكان ابن عمر يغتسل قبل الذهاب للمصلى.[٥]
  • من أبرز الآداب التي يفعلها المسلمون بعد صلاة الفجر وقبل التوجه لمصلى العيد بالترتيب كما يلي: الاغتسال، ثم التطيب، ثم لبس أجود الثياب وأجملها.[٦]
  • لا يصح الاحتجاج بعدم استحباب الاغتسال؛ لأنه لم يثبت أنَّ الرسول الكريم قد اغتسل صباح العيد، فقد فعله كثير من السلف وواظبوا عليه، ومن أبرزهم الإمام علي بن أبي طالب، وهو خليفة راشد له سُنَّة متبعة، كما فعله ابن عمر وواظب عليه، وهو من أحرص الناس على السنة؛ فكل هذا يدل على أن استحباب الغسل للعيدين له أصل.[٧]

آداب أخرى

وذكر العلماء عدداً من الآداب الأخرى قبل الوصول لمصلى عيد الأضحى، ومن أبرزها ما سيأتي بيانه:

  • ألا يتناول الطعام قبل أداء صلاة الأضحى ثم يذبح ويأكل من أضحيته، لِما رواه بريدة الأسلمي: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يخرج يومَ الفطرِ حتى يطعمَ، ولا يطعمُ يومَ الأضحى، حتى يصلي)،[٨] وذكر الإمام أحمد أنَّ الرسول الكريم لم يأكل قبل خروجه إلى مصلى العيد حتى يرجع؛ لأنه إذا كان له ذِبحٌ أكل من ذبيحته، وإذا لم يكن له ذِبحٌ لم يبالِ في أن يأكل.[٩]
  • الاستمرار في الجهر بالتلبية وعدم قطعها، والذهاب للمصلى ماشياً بسكينة ووقار، فعن الإمام علي بن أبي طالب أنَّ (مِن السنةِ أن تَخْرُجَ إلى العيدِ ماشيًا).[١٠]
  • العزم على الذهاب لمصلى العيد من طريق، والعودة من طريق أخرى؛ فقد (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ)،[١١] ولعل الحكمة من ذلك: أن يرى الإنسان مَن لم يره مِن قبل من الناس فيسلم عليهم، فيكون لهم حظ من السلام، والمعايدة، والدعاء لهم في ذلك اليوم بالخير.[١٢]

المراجع

  1. رواه الألباني ، في ضعيف الجامع، عن أبي أمامة الباهلي ، الصفحة أو الرقم:5742 ، ضعيف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 123. بتصرّف.
  3. عبد الله الطيار، وبل الغمامة في شرح عمدة الفقه، صفحة 431. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج مشكل الآثار، عن الحسن بن علي ، الصفحة أو الرقم:5428 ، صحيح.
  5. مالك بن أنس، موطأ مالك برواية محمد بن الحسن الشيباني، صفحة 48. بتصرّف.
  6. سيد سابق، فقه السنة، صفحة 317. بتصرّف.
  7. دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 213. بتصرّف.
  8. رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:542 ، صحيح .
  9. ابن قدامة، المغني، صفحة 259. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:530 ، حسن.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:986 ، صحيح.
  12. عطية سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 3. بتصرّف.
3068 مشاهدة
للأعلى للسفل
×