محتويات
تعريف صلاة العصر
إنّ الصلاة في اللغة هي الدعاء، والعصر هو الوقت في آخر النهار إلى احمرار الشمس،[١] وقد جاء في الموسوعة الفقهية أنّ العصر يُطلق على عدّة معاني، ومنها: العشي إلى احمرار الشمس، وهي آخر ساعات النهار، وصلاة العصر هو الاسم الي يُطلق على الصلاة التي تؤدّى في هذا الوقت، والعصر هو اسم الصلاة وهو مؤنث إذا أُريد به الصلاة، أمّا إذا كانت الكلمة عامّة فتُذّكر وتؤنّث، ويُقال أذّن العصر، أي أذّن لصلاة العصر، وتُسمّى أيضًا بالعشي لأنّها تُصلّى عشيّة،[٢] كما أنّها الصلاة المفروضة الثالثة في اليوم وهي صلاة سريّة كصلاة الظهر، وعدد ركعاتها أربع ركعات، وقد قال تعالى في سورة البقرة: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}،[٣] وذكر ابن حجر أكثر من عشرين قولًا في معنى الصلاة الوسطى، ومن أقوى هذه الأقوال أنّ المراد بها صلاة العصر، وسيتناول هذا المقال ما يتعلّق بصلاة العصر من وقت الوجوب وشروط الصحة والمبطلات، والكيفية التي صلّاها بها رسول الله.[٤]
وقت وجوب صلاة العصر
اختلف العلماء في بداية دخول وقت العصر فقد ذهب جمهور الفقهاء وهم المالكية والشافعية والحنابلة والصاحبان من الحنفية، وهم: أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني، إلى أنّ أول وقت صلاة العصر إذا صار ظل الشيء مثله غير فيء الزوال، وهذه الرواية منقولة أيضًا عن أبي حنيفة، ودليل أصحاب هذا القول؛ الحديث الذي وردت فيه إمامة جبريل -عليه السلام- لرسول الله في الصلاة وتعليمه أوقات الصلاة، وقد ورد فيه: ثمّ صلّى العصر حين كان كل شيء مثل ظلّه، وفي رواية أخرى عن أبي حنيفة وهي المشهورة، أنّ أول وقت صلاة العصر يبدأ عندما يصبح ظل كل شيء مثليه غير فيء الزوال.[٢]
وفي فقه السنة لسيد سابق أنّ دخول وقت صلاة العصر يكون عندما يصير ظل الشيء مثله بعده فيء الزوال، ويمتد وقتها إلى غروب الشمس، والدليل على انتهاء وقت العصر بغروب الشمس قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من أدرَكَ رَكعةً منَ العصرِ قبلَ أن تغربَ الشَّمسُ فقد أدرَكَ العصرَ"،[٥] ومما نقله الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم أن لوقت العصر خمسة أوقات، وهي: وقت فضيلة ووقت اختيار ووقت جوازٍ بلا كراهة ووقت جوازٍ مع الكراهة ووقت عذر، فوقت الفضيلة هو أول وقتها، ووقت الاختيار إلى أن يصير ظلّ الشيء مثليه، ووقت الجواز بلا كراهة إلى اصفرار الشمس، ووقت الجواز مع الكراهة من اصفرار الشمس إلى غروبها، ووقت العذر هو تأديتها مع صلاة الظهر جمع تقديم عند وجود عذر شرعي من مطرٍ أو سفر، وتعدّ الصلاة في هذه الأوقات جميعًا أداءً، أمّا إذا فاتت وغربت الشمس فإنّ تأديتها في ذلك الوقت تُعدّ قضاءً.[٦]
كما قسّم بعض العلماء وقت العصر إلى وقتين فقط اختياري وضروري ومنهم ابن باز حيث قال أنّ الوقت الاختياري يكون من بداية دخول الوقت إلى اصفرار الشمس، ووقت الضرورة يكون من اصفرار الشمس إلى غروبها، فإن صلّاها المسلم في ذلك الوقت فيكون قد أدّاها في وقتها، ولكن الأفضل أن يُصليّها الإنسان في وقت الاختيار لكراهية تأديتها بعد اصفرار الشمس، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "وَقْتُ صَلَاةِ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ"،[٧] وقال أيضًا: "تِلكَ صَلَاةُ المُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حتَّى إذَا كَانَتْ بيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إلَّا قَلِيلًا"،[٨] فالتأخير هو صفة المنافقين والمسلم يجب أن يحرص على ألّا يتصف بصفات المنافقين، فيؤدّي الصلاة في وقت الاختيار والفضيلة، ولا يؤخرّها بلا عذر.[٩]
شروط صحة صلاة العصر
إنّ الشرط في اصطلاح الأصوليين هو: ما يلزم من عدمه العدم ولا يلزم من وجوده الوجود، وشروط صحة الصلاة هي واحدة بالنسبة لجميع الأوقات ولا تختلف شروط صحة صلاة العصر عن شروط صحة صلاة الظهر وغيرها من الصلوات، وشروط صحة الصلاة بشكل عام هي ما تتوقّف عليه صحة الصلاة، فإذا اختلّ شرط من هذه الشروط فإنّ الصلاة تكون غير صحيحة،[١٠] وفيما يأتي بيان تلك الشروط:
دخول الوقت
وأول شرط من شروط صحة الصلاة هو دخول الوقت والدليل على أنّ دخول الوقت هو شرط لصحة الصلوات الخمس، قول الله تعالى في سورة النساء: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[١١] ومعنى موقوتًا أيّ محدّدًا بوقت فلا يجوز تأخيره ولا تقديمه.، وغير ذلك من الأدلّة القرآنية والأحاديث النبوية التي دلت على أن دخول الوقت هو شرط لصحة الصلاة، وكما دل على ذلك إجماع الأمّة الإسلامية.[١٢]
ستر العورة
أمّا الشرط الثاني فهو ستر العورة، وقد قال تعالى في سورة الأعراف: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}،[١٣] ونقل ابن عبد البر الإجماع على فساد صلاة من صلّى وهو تاركٌ لثوبه مع قدرته على الاستتار به، وصلّى عريانًا، والعورة في الصلاة تُقسم إلى ثلاثة أقسام: عورة مخفّفة: وهي عورة الذكر من سبع سنين إلى عشر، وعورته هي الفرجان القبل والدبر، وعورة متوسطة: وهي عورة من بلغ عشر سنوات فما فوق، وعورته ما بين السرة والركبة، وعورة مغلّظة: وهي عورة المرأة الحرّة البالغة، وعورتها في الصلاة هي جميع الجسد ما عدا الوجه والكفيّن واختلف العلماء في ظهور القدمين، فمن صلّى كاشفًا لعورته في صلاة العصر فصلاته لا تصح.[١٠]
الطهارة
والشرط الثالث والرابع هو الطهارة، وتقسم إلى قسمين: الطهارة من الحدث والطهارة من النجس، فالمسلم يجب أن يكون طاهرًا من الحدث الأصغر والأكبر ومن صلّى وهو محدث فصلاته غير صحيحة بإجماع العلماء استنادًا لما دلّت عليه الأحاديث الصحيحة، وكذلك الأمر لمن صلّى وهو يعلم أن عليه نجاسة وذاكرًا لها، ويجب تحرّي خلو البدن والثوب والمكان الذي يُصلّي فيه من النجاسة حتّى تكون صلاته صحيحة، فالأدلّة على هذا الشرط كثيرةٌ أيضًا، أمّا الشرط الخامس فهو وجوب استقبال القبلة، حيث قال تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ}،[١٤] فمن صلّى صلاة الفريضة كصلاة العصر وهو غير متوجّه إلى القبلة مع قدرته على استقبالها فإنّ صلاته باطلة بإجماع العلماء، وذلك اتباعًا لما دلّت عليه النصوص القرآنية والأحاديث النبوية.[١٠]
النية
أمّا الشرط السادس فهو النية، فمن صلّى صلاة العصر بلا نية فإنّ صلاته باطلة، والدليل ما رواه عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى"،[١٥] فالنية هي شرط لقبول جميع الأعمال عند الله ومنها صلاة العصر، وهذه الشروط الستة السابقة هي شروط خاصة بالصلوات الخمس، وتوجد أيضًا شروط عامة يجب أن تتوفر في الإنسان لتكون عبادته صحيحة، وهذه الشروط هي: الإسلام والعقل والتمييز، وعليه فإنّ شروط صلاة العصر بشكل إجمالي تسعة وهي: الإسلام والعقل والتمييز ودخول الوقت وستر العورة ورفع الحدث وإزالة النجاسة واستقبال القبلة والنية.[١٠]
مبطلات صلاة العصر
إنّ مبطلات صلاة العصر هي ذاتها مبطلات الصلاة بشكل عام، مع مراعاة الأشياء الخاصّة بهذه الصلاة كدخول الوقت وكراهة تأخيرها لما بعد اصفرار الشمس بغير عذر، وقد قسّم العلماء مبطلات الصلاة إلى قسمين رئيسين وهما: المبطلات التي تكون عند فعل شيء محرّم في الصلاة، والمبطلات التي تكون بترك فعل واجب في الصلاة، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[١٦]
- الأكل والشرب عمدًا: نقل ابن المنذر الإجماع على بطلان صلاة من أكل وشرب عامدًا في صلاة الفرض مثل صلاة العصر، وتبطل صلاة التطوّع بالأكل والشرب عمدًا عند الجمهور، لأنّ ما يبطل الفريضة فيُبطل التطوّع، أمّا الأكل والشرب جهلًا أو نسيانًا فلا يُبطل صلاة العصر على الراجح من أقوال أهل العلم، وكذلك لا تبطل بابتلاع ما بين الأسنان من الطعام إذا كان دون الحمّصة.
- الكلام عمدًا في غير مصلحة الصلاة: دلّت الأحاديث النبوية أنّ الصحابة كانوا يتكلّمون في الصلاة إلى أن نزل قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}،[١٧] فأمروا بالسكوت ونهوا عن الكلام، وقد فصّل العلماء في مسألة الكلام أثناء الصلاة، فقالوا بأنّ من تكلّم ناسيًا أو جاهلًا بالحكم في صلاة العصر فصلاته صحيحة، وكذا لو تكلّم كلامًا فيه مصلحة للصلاة ولا يُغني عنه التسبيح، كمن صلّى خلف إمام جهر بصلاة العصر ولم يستدرك الإمام بالتسبيح فيقول الصلاة سريّة، ولكنّ العدول عن التسبيح إلى الكلام الصريح بغير عذر يبطل صلاة العصر.
- العمل الكثير عمدًا: إنّ لصلاة العصر أفعال مخصوصة كالركوع والسجود، والأعمال التي هي ليست من جنس أعمال الصلاة هي محط دراسة عند أهل العلم؛ حيث قال الإمام النووي بأنّ الفعل إذا كان من غير جنس أفعال الصلاة وكان كثيرًا فيُبطلها بلا خلاف أمّا إذا كان قليلًا فلا يبطلها بلا خلاف أيضًا، والضابط في معرفة الكثرة القلّة هو العادة والعرف، ومن هذه الأفعال الإشارة برد السلام ووضع العمامة ولبس الخف ونزعه وحمل الصغير، أمّا إذا كثرت هذه الأفعال وتوالت لغير حاجة فلا تُبطل الصلاة ولكنّها تكون مكروهة كتحريك الإصبع في سبحة أو حكة.
- الضحك: نقل ابن المنذر الإجماع على بطلان صلاة العصر بالضحك، وقال النووي أنّ هذا محمول على من بان منه حرفان فأكثر أمّا التبّسم فلا يبطل الصلاة وفقًا لما قاله أكثر العلماء، أمّا إذا غلب المصلّي الضحك فإنّ صلاته لا تبطل إذا كان يسيرًا أمّا إذا كان كثيرًا فتبطل، والضابط في القلة والكثرة هو العرف.
- ترك الأفعال الواجبة: إن ترك أحد أركان صلاة العصر أو واجب من واجباتها عمدًا وبدون عذر يبطلها، ولكن إذا ترك المصلّي أحد الواجبات سهوًا فعليه الإتيان بسجود السهو، أمّا الركن فلا بدّ من الإتيان به ولا يكفي فيه سجود السهو، وكذلك الأمر بالنسبة لترك شرط من شروط صلاة العصر عمدًا، أمّا الشك فليس من مبطلات صلاة العصر فلا يجب على المسلم أن يتبع الشك وإنّما يبني على اليقين ويطرح عنه وساوس الشيطان.
التنفل بعد صلاة العصر
اتفق الفقهاء في الجملة على عدم جواز التنفل بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، وذلك لقول رسول الله: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ"،[١٨] وهذا يشمل فيما لو صلّى الإنسان العصر مع الظهر جمع تقديم وفقًا لما صرّح به فقهاء المذاهب،[١٩] ولكنّ هذا الحكم ليس على إطلاقه حيث إنّ جماهير العلماء منعوا من التنفّل بعد صلاة العصر وقالوا بكراهة ذلك استنادًا إلى الحديث وقد نقل النووي الإجماع على ذلك، ولكنّهم اختلفوا في النوافل ذات الأسباب كتحية المسجد وسنة الوضوء فقال البعض بجواز تأديتها في أوقات النهي مثل الفترة بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، وقال البعض الآخر بعدم الجواز.[٢٠]
كما وردت بعض الأحاديث التي تبيّن أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد داوم على صلاة ركعتين بعد صلاة العصر، وقال أهل العلم أنّه خاص برسول الله وذلك أنّ سنّة الظهر البعدية قد فاتته في أحد الأيام فصلّاها بعد العصر ودوام عليها لأنّه كان إذا عمل عملًا داوم عليه، وقد تمسّك القائلون بجواز التنفّل مطلقًا بهذه الأحاديث في حين ردّ المانعون بأنّها من خصائص الرسول الكريم، ويؤخذ منها جواز تأدية السنن ذوات الأسباب كصلاة الكسوف والجنازة وغيرهما، كما أنّ وقت النهي بعد صلاة العصر لا يشمل قضاء الفوائت عند تذكّرها، فقد أخبر رسول الله أنّ كفارة الصلاة التي تركها المسلم سهوًا ونسيانًا هو تأديتها عند ذكرها.[٢٠]
ما يستحب قراءته في صلاة العصر
صرّح الحنفية والشافعية بأنّ أوساط المفصل هي ما يستحب قراءته في صلاة العصر، وقال المالكية بأنّ المستحب هو القراءة من السور القصار كسورة الضحى والقدر ونحوهما، أمّا عند الحنفية فمن المستحب أن تكون القراءة في صلاة العصر هي نصف ما تمّت القراءة به في صلاة الظهر، وجمهور الفقهاء على أنّ الإسرار في القراءة في صلاة العصر هو سنّة، إلّا الحنفية فقد قالوا بوجوب الإسرار لا بسنيته،[١٩] وقد وردت بعض الأحاديث التي تبيّن ما هي السور التي كان يقرأ بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاة العصر، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضٍ من هذه الأحاديث:[٢١]
- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "كُنَّا نَحْزِرُ قِيامَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الظُّهْرِ والْعَصْرِ فَحَزَرْنا قِيامَهُ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ قَدْرَ قِراءَةِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ وحَزَرْنا قِيامَهُ في الأُخْرَيَيْنِ قَدْرَ النِّصْفِ مِن ذلكَ، وحَزَرْنا قِيامَهُ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنَ العَصْرِ علَى قَدْرِ قِيامِهِ في الأُخْرَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ وفي الأُخْرَيَيْنِ مِنَ العَصْرِ علَى النِّصْفِ مِن ذلكَ".[٢٢]
- عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في الظُّهْرِ بـ {اللَّيْلِ إذَا يَغْشَى} وفي العَصْرِ نَحْوَ ذلكَ، وفي الصُّبْحِ أطْوَلَ مِن ذلكَ".[٢٣]
كيف صلّى النبي صلاة العصر
حرص رسول الله على صلاة العصر وقد دلّت الأحاديث النبوية أنّ الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، كما أنّ رسول الله شدّد على أدائها في وقتها وعدم تأخيرها وخصوصًا في يوم الغيم، وفي صحيح البخاري، يقول أحد الصحابة: "كُنَّا مع بُرَيْدَةَ في غَزْوَةٍ في يَومٍ ذِي غَيْمٍ، فَقَالَ: بَكِّرُوا بصَلَاةِ العَصْرِ، فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن تَرَكَ صَلَاةَ العَصْرِ فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ"،[٢٤] وقد تمّ بيان جانب من قراءة رسول الله في صلاة العصر،[٢٥] وفيما يأتي تفصيلٌ لكيفية صلاة الرسول الكريم وتأديته لصلاة العصر وغيرها من الصلوات:[٢٦]
- وصف أنس بن مالك -رضي الله عنه- صلاة رسول الله بأنّها كانت تخفيفًا في تمام، وذكر أنّه ما صلّى خلف أحدٍ صلاته أخف وأتم من صلاة رسول الله، فكان يتم الركوع والسجود والاعتدال من الركوع وبين السجدتين ولا يطيل على الناس ولا يشقُّ عليهم.
- وكان يركع ركوعًا فيه إتمام وتخفيف ويسبح سبع تسبيحات أو عشر تسبيحات، فيقول: "سبحان ربي العظيم"، وعند الاعتدال من الركوع: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"، ويقول أيضًا "سبّوحٌ قدّوس رب الملائكة والروح".
- وكان إذا اعتدل من الركوع والسجود يطمئن وحتى يرجع كل فقارٍ إلى مكانه، ويقول بين السجدتين: "اللهم اغفر لي واهدني وارحمني وارزقني وعافني"، وكان يقول في السجود: "سبحان ربي الأعلى" ويكرر ذلك سبع مرات أو عشر مرات.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى صلاة العصر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 312. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:238
- ↑ "صلاة العصر"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:516، حديث صحيح.
- ↑ "كتاب: فقه السنة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:612، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:622، حديث صحيح.
- ↑ "الوقت الضروري لصلاة الظهر والعصر والمغرب"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "شروط صحة الصلاة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:103
- ↑ "المَطلَبُ الأوَّل: اشتراطُ دخولِ الوقتِ"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:31
- ↑ سورة البقرة، آية:144
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، حديث صحيح.
- ↑ "مبطلات الصلاة ، وهل الشك مما يبطلها ؟"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03.
- ↑ سورة البقرة، آية:238
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:586، حديث صحيح.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 313. بتصرّف.
- ^ أ ب "المحافظة على ركعتين بعد العصر من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ."، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.
- ↑ "هدي النبي في صلاتي الظهر والعصر"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:452، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:459، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:553، حديث صحيح.
- ↑ "باب فضل صلاة الصبح والعصر"، kalemtayeb.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.
- ↑ "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-03. بتصرّف.